السجل البدائي - الفصل 519

الفصل 519 محنة نوسفيراتو

كان صوت المحنة التي ضربت فرايغار عالياً لدرجة أنه كان من الممكن أن يحطم قارة.

اندلعت موجة صدمة من موقع فرايغار والتي حطمت الواقع، حيث غطت شعلة شديدة اللون الأحمر الساطع التنين.

تردد صدى زئيره المتألم والمتحدي في الفضاء، كما لو أنه برفرفة جناحيه بدد النيران التي غطت جسده. وعندما نظر إلى قشوره، وجدها سليمة، فضحك فرايغار.

بدا أن البرق المتجمع في السحابة أعلاه قد توقف قبل أن يبدأ في التزايد في شدته المحمومة كما لو أن تسلية التنين كانت تغذي غضبه.

لاحظ روان هذا العرض من سحابة المحنى باهتمام بالغ، وهو يوثّق جميع ملاحظاته. لماذا تحمل السماء مشاعر تافهة كالغضب؟ هل كانت أكثر وعيًا مما كان يظن؟

لقد كانت محنته في طريقها إليه، لكنه كان لا يزال يكتمها، كل ما كان يراقبه كان بمثابة أدوات قيمة بالنسبة له لفهم المحن حقًا، لأنه كان سيواجهها… كثيرًا.

كان بإمكان روان أن يشعر بقوة محنته تتزايد، على الأقل عشرة أضعاف قوتها عندما كان في مرحلة الخالد من جانب المحارب الهائج، وهذه الحقيقة جلبت له فرحة كبيرة.

إلى جانب التهام السامين، كان التهام المحن ثاني أفضل مصدر لقوته، وكان روان يعلم أنه سيستغل هذه الثغرة في الكون. كان يُبدّد المحن ليُعيق نمو القوة، ولكن بما أن قوانين الهيمنة لا تزال عادلة، فسيمنح مكافآت لمن يجتازها.

كانت المحنة القادمة من هذا المستوى ضعيفة للغاية بحيث لم تجذب انتباه روان، على الرغم من أنها كانت أقوى بعشر مرات، إلا أنها كانت مجرد وجبة سهلة بالنسبة له، وبما أنه كان بإمكانه رفع مستوى أي من التقنيات التي جمعها بسرعة إلى أعلى مستوى، لم ير أي سبب يمنعه من جمعها جميعًا وأخذها جميعًا إلى أقصى حدودها.

بهذه الطريقة، سوف يحصد ما يكفي من قوة المحنة ليأخذه إلى القمة، وكان هذا يتجاهل حقيقة أنه سوف يكتسب نية قيمة من كل جانب يجلبه إلى حالة الأصل.

كانت نية المحارب الهائج مثيرة للإعجاب للغاية، ماذا لو كان بإمكانه الحصول على مائة أخرى مثلهل؟

بالتركيز مرة أخرى على المحنة المستمرة مع فرايغار، أخرج برج الجشع، هذا الكنز القوي الذي سيتم استخدامه ككنز نهائي، حتى في عالم أعلى، وقد تم الآن تخفيضه كأداة تستخدم في حصاد المحنة.

عند التركيز مرة أخرى على المحنة المستمرة، لاحظ أن التنين لم يعد ينتظر سحابة المحنة لتجمع الطاقة، بدلاً من ذلك بدأ فرايغار في شحن إحدى التقنيات النهائية المولودة من جانب نوسفيراتو.

كانت هذه الضربة حاسمة في تحديد الفائز في مباراة نهائية واحدة، وكان روان يراقب المباراة باهتمام بالغ.

لم يكن معجبا.

على الرغم من أن فرايغار في هذه اللحظة كان بإمكانه قتال داو ما حتى النهاية وإذا كانت الظروف مناسبة، كان بإمكانه قتله، على الرغم من عدم تحديد موقع المملكة السامية، فإن أي معركة مع سام كانت مضيعة للوقت، ما كان روان مهتمًا به هو قوة قتال التنين.

كان هذا وضعًا فريدًا بالنسبة لروان، ومع ذلك، حتى السامي الكبير سوف يندهش من قوة محنة فرايغار.

لم تكن محنة روان الأولى بنفس قوة هذه المحنة. ويرجع ذلك إلى أن نوسفيراتو، على عكس جانب المحارب الهائج، كانت قوة جديدة تُدخَل إلى الكون، ونتيجةً لذلك، سيُختَبَر مُنشئ هذه القوة، وإذا كان أهلاً لها، فسيُمنح مكافأة عظيمة.

لقد قدم روان بهدوء نظام طاقة جديد إلى الكون، وإذا كان على دراية بمدى ضخامة هذا الإنجاز، فإنه لم يعط أي إشارة.

بدأ جسد فرايغار بالنمو، وبدأت حرشفته البيضاء تتحول إلى شيء بلوري، يشبه أشواك ثعابين أوروبوروس تقريبًا. فتح فمه، فبدأت طاقة غامضة تتجمع، يصعب وصفها.

ما جمعه فرايغار داخل فمه كان هجوم تنفس التنين، والذي يمكن القول أنه أحد أقوى الأدوات التي بحوزته، ولكن على عكس أي هجمات تنفس أخرى من التنانين، فإن ما أطلقه فرايغار من فمه كان مشابهًا للفراغ، كان غير مرئي تقريبًا وكان له جاذبية لا تصدق على أي شيء حوله، أقرب شيء يمكن مقارنته بهذا الهجوم هو الثقب الأسود.

كانت فكيه مفتوحتين على مصراعيهما حتى أن رأسه كان على وشك الانقسام إلى نصفين، ومع هدير مدوٍ هز الفضاء المحيط لملايين الأميال حوله، تم إطلاق هجوم المحنة وفريجار في نفس الوقت.

كان البرق الذي نزل من المحنة مضغوطًا جدًا لدرجة أنه كان صلبًا، مثل رمح سامي مصنوع من الدم يبلغ طوله ألف ميل ينزل من سحابة المحنة، ويكاد يفرّغها بالكامل.

كانت هذه الضربة قادرة على قتل السامين الصغيرة بسهولة، كما جعلت عيون روان تضيء، وكانت هذه الطاقة المنبعثة غريبة.

انحدر هذا الرمح الشيطاني من الدم نحو التنين، محطمًا أنسجة الواقع ومخلفًا جرحًا هائلاً حيث تدفق الظلام من خارج الزمان والمكان.

نظر أبناء الخراب، وكان هناك نورٌ جليلٌ يتلألأ في عيونهم، فقد فاقت هذه المحنة توقعاتهم. لم يرتجف فرايغار أمام هذه الضربة المدمرة، بل زأر متحديًا، دافعًا المزيد من الطاقة إلى هجومه الخفي.

على عكس المحنة، كان هجوم فرايغار صامتًا، والعلامة الوحيدة على مروره كانت تشوهًا طفيفًا في الفضاء أثناء مروره. كانت ضرباتهم تتحرك بسرعة مرعبة، وعندما اصطدموا ببعضهم البعض، لم يكن هناك صوت، وكان الاصطدام، إن صح التعبير، صامتًا.

مزق رمح الدم ضربة فرايغار وكأنه فقاعة دون أن يفقد أي زخم واستمر في طريقه، متجهًا بشكل لا يخطئ نحو جمجمة فرايغار، وكان من الواضح تمامًا أنه عندما ضربه، كانت النتيجة الوحيدة هي الموت.

اتسعت عينا فرايغار في حالة من الذعر لبعض الوقت، ولكن عندما فهم ما كانت قوته قادرة عليه، ابتسم، وكانت أنيابه البيضاء تلمع في الظلام حيث لم يتحرك وانتظر المحنة لتصل إليه.

سقط الرمح كما لو كان حكمًا من الساميت، ولكن عندما وصل إلى مسافة مائة قدم بعيدًا عن فرايغار انهار إلى غبار.

عندما رأى روان ابتسامة النصر على وجه التنين، كاد أن يعصر حاجبيه غضبًا وتسلية. في النهاية، بدأ هذا التنين الساذج يشك في قدراته. ربما لا ينبغي لروان أن يكون قاسيًا عليه، لأنه، بالنسبة لتنين، ما زال غير مجرب.

الترجمة : كوكبة