السجل البدائي - الفصل 517
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 517 المدمر
كاد روان أن يصفع نفسه من شدة الإحباط بسبب الفرصة التي أضاعها طوال هذه الفترة والتي كانت واضحة أمام وجهه.
لقد ألقى باللوم على قلة خبرته في هذا الإغفال، ولكن بما أن المكتبة القديمة قد ملأت العديد من البقع الفارغة في نظرته للعالم، فقد استطاع أن يبدأ في تحقيق أقصى استفادة من تجاربه.
السبب الوحيد وراء قدرة هذا الأثير على إحداث مثل هذا التأثير من هذا السبائك المعينة هو أن السبائك يمكن أن تحتوي على قدر كبير من الأثير البدائي دون أن يتم تدميرها.
بكميات صغيرة، لم تكن هناك أي تغييرات، وهذه النتائج الرائعة ولدت فقط لأنه كان قادرًا على دفع الكثير من الأثير البدائي في السبائك، وكان الأمر نفسه بالنسبة للذهب المجوف والآدامانت الإمبراطوري الذي صنعه.
هذا جعل روان يبدأ في التساؤل، ما هي التغييرات التي ستطرأ على جسده إذا بدأ في تناول الأثير؟
لم يخطر هذا الفكر على باله من قبل، وكان ذلك بفضل المعلومات التي استقاها من ذلك الكتاب عن الحروب النورانية التي جعلته على دراية بهذا المجال الجديد من القوة وتطبيقاته.
لقد بدا الأثير دائمًا وكأنه أداة بالنسبة له، ومصدر بديل للقوة لأن بنيته الجسدية كانت قوية بالفعل، ولم يعتقد أنه قد يحتاج إلى أي نوع من التعزيز لها، وكان استهلاك الأثير الخاص به يبدو دائمًا عديم الفائدة.
ولكنه كان يعلم أنه خارج الكون، فإن أي أداة عظيمة سوف تحمل كمية لا يمكن تصورها من الأثير، وبالنسبة لشخص مثله كان جسده أقرب إلى معدن سماء من اللحم والدم، ما التغييرات التي قد تحدث له؟
بكميات صغيرة لن تكون هناك تغييرات كافية، ولكن ماذا لو لم يأخذ بضعة جالونات من الأثير فقط، ماذا لو أخذ مليون جالون أو حتى مليار جالون؟
لم يقضِ وقتًا أطول في التفكير في هذا الأمر وبدأ على الفور في شرب جدول الماء الصافي الذي بدا وكأنه مليء بعدد لا يحصى من النجوم.
باستثناء المتعة المذهلة التي شعر بها من شربه، لم تكن هناك أي تغييرات أخرى، ومع ذلك فقد أدرك الآن أنه سيحتاج إلى كميات كبيرة منه حتى يحدث أي تغيير، ووضع هذا المشروع على أساس طويل الأمد.
كان روان يشرب ملايين الجالونات من هذا الأثير الذي كان يطلق عليه الآن اسم “الرحيق البدائي”، وكان أمله أن يرى التأثير في غضون بضعة أشهر أو بضع سنوات في المستقبل.
كانت نتائج تجاربه مع السبائك والدروع مذهلة، لكن لم تكن نيته الحقيقية صنع هذه السبائك؛ بل كان لشيء مختلف تمامًا. سيصنع روان قاتلًا للكون!
كان هذا سلاحًا يُزعم أنه متاح فقط لأعظم القوى في العديد من الأكوان، وحتى العالم الأسمى سيجد صعوبة في إنتاج سلاح مثل هذا، الذي يمثل القوة النهائية التي يمكن أن توجد على الإطلاق.
كانت كل القوى العظمى خارج الكون تعرف هذا السلاح، لكن المعرفة به لا تعني أنه يمكنك بنائه.
بعد أن استوعب المعلومات الموجودة داخل ذلك الكتاب الذهبي، أظهر له العديد من الأسلحة الغريبة التي يستخدمها كلا الجانبين، ورأى عيوب ومحاسن كل منها وقام بتقييم أفضل سلاح يمكنه استخدامه في معاركه في المستقبل، وظل سلاح واحد يدخل رأسه.
أبوليون – المدمر.
كان اسمًا بسيطًا، ولم يكن بحاجة إلى أي تفصيل إضافي، لأنه كان يُصنف كواحدة من أقوى القوى التي تم إنشاؤها على الإطلاق منذ بداية الزمان.
كانت قلعةً قتاليةً ذات مستوياتٍ متعددة. المستوى الأول بحجم نظامٍ شمسيٍّ ضخمٍ يضم مئات العوالم، والثاني بحجم ألف عالمٍ رئيسي، والثالث بحجم مجرة، والرابع بحجم مجراتٍ متعددة، والخامس بحجم كونٍ كامل!
كانت هناك شائعات مفادها أن أبوليون يمكن بناؤه حتى المستوى التاسع نظريًا، والذي يجب أن يكون ضخمًا مثل الأكوان المتعددة، ولكن في الوقت الحالي، لم تكن هناك أي علامات على إمكانية حدوث مثل هذا الشيء.
إن فكرة امتلاك شيء بهذا الحجم جعلت قلوب روان تهتز، لأن القوة التي تحتويها هذه الأشياء والتي يمكن أن تطلقها من شأنها أن تجعل السامي يبدو كطفل عنيد يحمل عصا.
في المستوى الأول، كان بإمكان أبوليون أن يحتوي على مئات الملايين من النورانيين ذوي الرتب العظيمة، وكان يحتوي على أكثر من ألف نوع من أنظمة الأسلحة التي يمكنها إطلاق كل قوة يمكن تخيلها.
يمكن للمدمر أن يقتل أي شيء.
أراد روان أن يمتلك مثل هذا السلاح.
في المستوى الثالث، كان أبوليون سلاحًا خارقًا قادرًا على تدمير الكون بأكمله وتحويله إلى غبار إذا ما توفر له الوقت الكافي، وكان أحد أفظع الأسلحة في ترسانة الجيوش النورانية.
كحصنٍ قتاليٍّ، حين يبدأ بالتحرك، سيُثير اليأس في قلوب كل من يشهده. كان نور أبوليون، الذي رآه من شهدوه، أعظم مشهدٍ في كل الأكوان.
كان هذا السلاح هو ما منح السماويين، الفصيل الذي انبثقت منه النوارنيون، تفوقًا لا يُقهر في أعظم المراحل. بالطبع، كان ذلك منذ زمن بعيد، فقد تغير العصر الذي كان فيه هذا السلاح هو السائد.
أدرك روان فورًا أن هذا ما يريد بناءه. لا شيء آخر سيُحقق إرادته في هذا الكون أو خارجه أفضل من قلعة المعركة هذه.
كان اتخاذ هذا القرار سهلاً للغاية، لأن مخطط أبوليون وحده استحوذ على أكثر من 85% من البيانات الموجودة في الكتاب الذهبي. بدا الأمر كما لو أن وجود هذه القلعة الحربية كان قويًا لدرجة أن كل ما يلامسها ستفسده هالتها.
لهذا السبب أراد روان الحصول على هذه المعلومات بشدة لدرجة أنه مستعد للمخاطرة بكل شيء من أجلها.
كان “الكتاب الذهبي” الذي قرأه هو آخر بقايا أبوليون، وقد دمرت قلعة المعركة هذه في تلك الحرب المدمرة ولم يكن معروفًا ما إذا كان قد تم إعادة بنائها مرة أخرى.
ما وجده روان مثيرًا للاهتمام بشكل خاص هو أنه حتى لو كان المستوى الأول من قلعة المعركة هذه بحجم نظام شمسي كبير، كان هذا مجرد الحجم المتوسط الموصى به لأبوليون، إذا كان شخص ما قويًا بما يكفي فيمكنه جعله أكبر.
الترجمة : كوكبة