السجل البدائي - الفصل 514

الفصل 514 تدريب التنين

سحب روان يديه بعيدًا، وكان يشعر بخيبة أمل قليلاً لأن إيفا لم تستطع التعامل مع هذا القدر من المعلومات، ناسيًا أن حتى السامي سوف يندهش إذا جمع واحدًا بالمائة منها فقط.

أدرك سريعًا أنه على الرغم من قوة إيفا بعد انفصالها عنه، إلا أن لهذه الحادثة جوانب سلبية. أولًا، لم تعد بلا حدود مثله. كان روان يعتبر الكثير من قدراته أمرًا مسلمًا به، لكنه مع ذلك كان يدرك مدى سخافة قدراته مقارنةً بالآخرين، وبصفتها أقرب صديقاته وشريكته، لم يكن أداؤها الأخير على مستوى توقعاته.

كان يدرك ذلك، لكنها كانت قادرة على أن تصبح أقوى، لكنه تساءل عما إذا كانت ستكون قادرة على مواكبته بعد نقطة معينة.

تنهدت روان، على الأقل كان من الجيد أنها كانت قادرة على فهم عشرين بالمائة من المعلومات التي تم تبادلها.

رفعها بدفعة من التحريك الذهني ووضعها في سرير سماوي صنعه باستخدام الحدادة الجوفاء، متسائلاً عما إذا كان أي من العناصر التي صنعها باستخدام هذه الطريقة سوف تحصل على اعتراف الكون وتصبح عنصرًا مسمى.

كانت إبداعاته خالية من العيوب، حتى في ترتيباتها الجزيئية، وربما كان ما كانت تحتاج إليه هو لمسة شخصية.

لم يكن روان بحاجة إلى قوة أيٍّ من تلك العناصر المذكورة، لكن الأثير البدائي، الذي يُحصَد كلما انشئ عنصر مسمى، كان مصدر إغراءٍ قويٍّ له. استبعد روان هذه الفكرة في الوقت الحالي، لأنه لن يذهب إلى جزيرة الراحة في أي وقتٍ قريب.

بوجود عالم الساحر الأعلى في ذلك المكان، كان الأمر محفوفًا بالمخاطر بلا شك. كانت تلك العجوز بلا شك سيدة برج، ساحرة رئيسية من فئة 9 نجوم.

جلس روان في الهواء واستدعى فرايغار، كان التنين يقاتل ستة نورانيين حديثي الولادة قبل الآن، وكان جسده عندما وصل محترقًا مع فقدان جزء كبير من أجنحته الشبيهة بالخفاش من جسده.

لا بد أنه يتألم، لكنه كان يبتسم ابتسامة مجنونة، لأنه كان يمضغ ذراع نوراني في فمه كقطعة حلوى. كان الذراع ينفث دمًا ذهبيًا ملتهبًا امتصه جسده دون أن يهدر قطرة واحدة.

“يا أبي، لقد استدعيتني،” ابتلع فرايغار ذراعه وتجشأ بينما كان جسده يتعافى بسرعة من إصاباته، وكانت قشوره البيضاء تلمع بتوهج لامع، ومخالبه التي كانت حمراء مثل الخطيئة بدت وكأنها تنزف دمًا.

دار روان بعينيه داخليًا عند تصرفات هذا التنين وقال، “جهز نفسك، سوف تقوم بترقية حالتك لتصبح سامي الأرض.”

أشرقت نظرة فرايجار بالفرح، “أنا مستعد يا ابي للصعود، ولكن …”

انتظر روان لكن فرايغار كان لا يزال مترددًا وتنهد، مدركًا التردد الذي كان يحمله التنين الشاب داخل قلبه.

“لا تقلق بشأن أساسك، فأنت الآن تسير في طريق القوة كما كان من المفترض أن تسير. أن تصبح ساميا للأرض هو مجرد بداية رحلتك، وسرعان ما ستسعى جاهدًا لتصبح إمبراطورًا حقيقيًا، ومع مرور الوقت، ستتفوق عليه.”

ضحك فرايغار بارتياح، فقد زالت الأفكار التي كانت تشغل باله. أراد أن يجعل والده فخورًا.

“استعد،” قال روان بينما كان يستدعي مائة ألف من استنساخ الذين سحقهم مما أدى إلى إنشاء بركة من الدماء فوق جسد التنين، أطلق التقنية نوسفيراتو التي وصلت إلى الدرجة المتسامية في رأس فرايغار، الذي هضمها مثل الإسفنج.

مع هدير، تحول التنين إلى بركة من الدماء العائمة وفمه مفتوح على مصراعيه وبدأ في التدرب، مما تسبب في هدير مكثف اهتز الفضاء من حوله كما لو كانت معركة غير أرضية تجري داخل تلك البركة من الدماء، والتي لا ينبغي أن تكون بعيدة عن الحقيقة.

كل أربع ساعات كان روان يسحق مائة ألف من المستنسخين للتأكد من أن بركة الدم كانت ممتلئة إلى أقصى حد وسرعان ما استقر في هذا النمط، بينما كان الجزء الأكبر من انتباهه داخل فضائه العقلي بينما كان يهضم المعلومات داخل الكتاب الذهبي.

لم يكترث روان بأن الحيوية التي يضحي بها لتدريب فرايغار ستُثير جشع عدد لا يُحصى من السامين وكبار السحرة. لماذا يفعل ذلك؟ كان لديه قدر لا حصر له من هذه القوة.

*****

كانت مجرة سيروليان تحتوي على خمسين مليار نجم وعدد مماثل من الكواكب، وداخل هذا الاتساع، كانت حقيقة وجود أكثر من ألف عالم صغير وعالم رئيسي واحد كافية لإظهار مدى ندرة وخصوصية هذه العوالم.

كان الكون شاسعًا جدًا، وكان الأثير سلعةً نادرة. لم يكن بإمكانه الوصول إلى كل أرجاء الكون، وكان بإمكان من حُظي بالأثير أن يحصل على فرصة الصعود.

على الرغم من أن روان قد حصد 212 عالمًا صغيرًا على حواف مجرة سيروليان، إلا أن اتساع هذه المساحة يعني أن الأمر سيستغرق بعض الوقت حتى تصل أي معلومات إلى قلب المجرة حيث تم جمع معظم القوى الكبرى.

لقد تأكد روان من أن نورانييه كانوا يدورون دائمًا على كامل مساحة الفضاء لمنع أي عيون متطفلة دخلت من الخروج مرة أخرى.

بالإضافة إلى ذلك، أرسل روان ألف نوراني، وهو أكبر عدد أرسله في وقت واحد على الإطلاق، ليبدأوا في التجوال عبر مليارات العوالم والنجوم للعثور على العوالم المناسبة التي تحتاج إلى جميع المواد التي يحتاجها.

لقد مر شهر منذ اللحظة التي بدأ فيها هضم ذلك الكتاب الذهبي، وفي ذلك الوقت كان قد انتهى من فك رموز كل المعرفة الموجودة داخل ذلك الكتاب، وكانت النتائج مذهلة وجلبت موجة جديدة من الصدمة إلى عقله.

لكي يصنع حتى الأسلحة والمعدات الأساسية اللازمة للنورانيين، فإنه سيحتاج إلى كمية هائلة من المواد، ولم يكن بإمكانه الحصول عليها إلا من الموارد الموجودة في الكون، وبما أن الكواكب كانت بمثابة نقاط ساخنة حيث تميل الموارد في جميع أنحاء الكون إلى التجمع، كان من الضروري لروان مسح جميع الكواكب، لتحديد ما يحتاجه.

الترجمة : كوكبة