السجل البدائي - الفصل 511

الفصل 511 : صمت الموت

كانت هذه كارثة بالنسبة لروان لأن جزءًا كبيرًا من شبكته المخفية في الإمبراطورية ومجرة سيروليان قد تم اختراقها للتو.

هذا يعني أنه سيضطر إلى سحب جميع نورانييه المتخفّين من مهامهم بعد أن تعرّضوا جميعًا للخطر. كان روان واثقًا من وجود أشخاص أقوياء بما يكفي ليشعروا بأيّ شذوذ في نورانييه حالما يغطّون في سباتٍ أشبه بالموت.

مع ما حدث هنا، ربما يكون قد خسر سنوات من التقدم في تسلله، لكن روان كان يعلم أن المكافآت التي حصل عليها مقابل السعر الذي دفعه كانت تستحق ذلك.

نظر روان إلى سكون فضائه العقلي وابتسم، “لذا فهذا هو ما سيبدو عليه في لحظة وفاتي”.

كان فضائه الذهني أكبر من مجرة عادية، وبدا ساكنًا للغاية كما لو أن الكون بأكمله قد هدأ. كان هناك الكثير من النشاط الدائر داخل هذا المكان لدرجة أنه كان يعتبره أمرًا مسلمًا به، والآن وقد أصبح كل شيء ساكنًا كالصخرة، استطاع أن يُقدّر عظمة هذا المنظر أمامه.

كانت مدينته شبول لا تزال متألقة، وعلى الرغم من أنها بدت وكأنها تتحرك ببطء شديد، إلا أن مدينته كانت لا تزال تتحول، وفي المسافة، رأى أربعة رؤساء نورانيين بأجنحتهم الأربعة مفتوحة على مصراعيها، معلقين في الهواء كما لو كانوا محاصرين داخل العنبر.

بدأ تدفق الوقت يعود ببطء إلى فضائه العقلي منذ أن عادت كل وعياته.

بالنسبة لشخص يتغذى على الموت، توقف روان عن الخوف من ظاهرة الموت، وإذا نجا من السنوات القليلة القادمة، فإن عدد الكائنات في الكون التي ستكون قادرة على قتله عاجلاً أم آجلاً سوف يصبح أصغر حتى يصبح شيئًا مثل الفوضى، كائنًا لا يمكن قتله أبدًا، فقط احتواؤه.

أدرك روان الآن أن أعمدة وعيه كانت لها فائدة أعمق مما كان يعتقد في البداية، وأن كل عملية مرتبطة به لم تكن مستقلة كما كان يعتقد ذات يوم، وأن هذه الفكرة أزعجته بشدة.

لم يكن روان يعرف متى سيموت، ولم يكن مغرورًا بما يكفي ليصدق أنه تحرر من براثن الموت في هذا الوقت.

ومع ذلك، كان يعتقد دائمًا أنه في لحظة وفاته، قد يبقى إرثه، بما في ذلك جميع أطفاله، ولكن وفقًا لما كان يراه إذا مات، فإن كل سيطرته ستتبعه قريبًا، لم يكن من السهل قتله وحتى الآن، تساءل روان عما سيتطلبه الأمر لقتله حقًا، حيث أن سلالة دمه البدائية كانت مقر وعيه.

ولكن هذا يعني أنه إذا تمكن من قتله، فإن كل ما فعله سوف يختفي، وستنتهي قصته.

لم يكن يعرف كيف يشعر حقًا حيال هذا الأمر. وظل صامتًا لبعض الوقت حتى تخلص من حالته، كان هناك شيء يمكنه فعله لتجنب هذا الوضع، وإذا لم يستطع، فسوف يرفض الموت.

يجب على روان أن يجد طريقةً للحفاظ على أجزاءٍ من نفسه حيةً حتى بعد موته، ليضمن بقاء أبنائه على قيد الحياة. ليس فقط لإرثه، بل لأنهم جميعًا كانوا عظماء، بل ربما أعظم منه كمنشئ.

ضحك روان بحزن، “ما أنا إلا تاجر موت؟ مع ذلك، حتى لو رحلت، ما زلت أريد أن يعيش أطفالي. المفارقة في الأمر عميقة.” تردد صدى صوته الجهوري العميق فوق سواد البحر في الأسفل.

بدأت أولى الكتب التي جمعها تتصاعد داخل وعيه، لكن روان كان مهتمًا حقًا فقط بنظام قوة تريون والعالم الأعلى للسحرة، وركز على تلك الأنظمة.

لقد استطاع تكوين صورة مفصلة للغاية عن نظام قوة تريون لسبب بسيط، وهو أن حتى عالم الساحر الأعلى اعتبر تريون لغزًا. لم يكن نظام قوتهم عالميًا، بل كان أبعد من ذلك.

كانت هناك بعض النصوص التي وضعت نظام قوة تريون حتى فوق تلك الخاصة بالسحرة، ولكن بسبب الضعف الوحيد وهو أنه لا يمكن أن يكون هناك سوى سبعة سامين لتريون باستثناء الملك السامي.

كان من المقبول بشكل عام أنه إذا كان سامين تريون قادرين على مضاعفة أعدادهم بسهولة مثل الساميت الأخرى في الكون، فإنهم سيكونون لا يمكن إيقافهم في هذا الكون والعديد من الأكوان الأخرى.

تم مزامنة نظام الطاقة الخاص بتريون مع سجلات نظام الطاقة خارج هذا الكون.

تتوافق هذه النتائج مع ما كان روان يشتبه به منذ فترة طويلة، وهو أن والده هو الذي أدخل نظام سلالة الدم إلى تريون، وكان واضحًا أنه أجرى بعض التعديلات الطفيفة البسيطة ولكنها كانت بشكل عام نفس نظام الطاقة الذي يستخدمه الإمبراطوريون!

نظرًا لأن جذر قوة تريون جاء من إمبراطورية الحياة، لم يكن روان مندهشًا جدًا عندما علم بهذا الارتباط بنظام قوة الإمبراطوريين.

بالنسبة لنظام الطاقة الإمبراطوري، كان هناك تسع دوائر عليا، لكن والده قام بتعديل نظام الطاقة وقدم مفهوم السمو بعد الدائرة العظمى الرابعة.

لكن ما كان مهمًا هو أن نظام القوة السامية الذي أضافه بعد الدائرة العظمى الرابعة كان مختلفًا تمامًا عما مارسه سامين أي كون آخر، ولم يكن روان متأكدًا حتى من أن نسخة والده من نظام القوة هذا كانت أقل قيمة وتنوعًا من نظام القوة الإمبراطوري لأنه حتى ضد عالم أعلى مثل عالم الساحر، كان نظام القوة لا يزال على قدم المساواة.

لم يكن روان يعلم مستوى قوة والده الحقيقي، ولكن بفضل كل المعرفة التي جمعها، كان بإمكانه إدراك مدى بشاعة والده. تصميم نظام قوة يضاهي نظام العالم الأسمى يتطلب قوة وخبرة هائلتين.

من كان والده؟

الآن بعد أن حصل على الخريطة الحقيقية لمسارات القوة بين يديه، بدأ بمراجعتها ببطء، إلى جانب نظام الطاقة في عالم الساحر.

الترجمة : كوكبة

——

معلومة :

هوية الأمير الثالث لمح لها الكاتب مرتين في الرواية واحدة في المجلد الأول والأخرى في المجلد الثاني