السجل البدائي - الفصل 497

الفصل 497 تأثير المجموعة

كان أندار يعلم أن هناك مواهب عقلية أقوى للساحر، لكن بالنسبة له، كانت الإرادة الرمادية، حتى مع عيوبها، مثالية. مع ذلك، لن يعتقد كل ساحر ذلك بسبب الضغط الذي تُسببه على الجسد.

بغض النظر عن الصعوبة اللازمة للحصول على هذه الموهبة، حتى تشغيلها كان مستحيلاً بالنسبة لمساعد بدون البنية الجسدية نصف الإمبراطورية التي منحها روان لأندار والتي تم تعزيزها بشكل أكبر من خلال إستيقاظه، لن يتفاجأ إذا كانت موهبة مثل الإرادة الرمادية لا يمكن استخدامها إلا من قبل السحرة من الرتبة 4 وما فوق.

ومع ذلك، منحه هذا ميزةً لا تُضاهى كمساعد. في مجال صناعة التعويذات، كان موهوبًا بشكل خاص في هذا المجال، إذ إن مزايا الإرادة الرمادية تُناسب التعويذات أكثر، وتعمل بشكل أفضل في بيئة مُتحكم بها.

تجدر الإشارة إلى أن أندار لم يسبق له أن أنشأ أي تعويذة ذات تأثير كهذا من قبل، لأنه لم يرغب في إهدار شظايا الأصل في شراء المواد الباهظة الثمن المطلوبة، لكنه جمع بيانات كافية من خلال تجاربه والمعرفة التي جمعها.

بعد خمسة عشر دقيقة، فتح أندار عينيه، راضيًا عن النتائج التي توصل إليها بعد عشرات الآلاف من المحاولات، كان يحتاج فقط إلى…

“بوووو!” صرخت ميرا فجأةً وهي تُدير عينيها كالمجنونة، على أمل أن تُفزع أندار، الذي أدار عينيه. كانت هناك طرقٌ عديدةٌ يُمكنه استخدامها لتشتيت انتباه ميرا، لكن ذلك سيؤدي إلى رسوبها في هذا الاختبار، ولم يُرد أندار عناء مُواساة الأميرة الباكية لاحقًا، فتجاهلها.

لقد عرفت أن محاولاتها لم تصل إلى الحد الأدنى الذي يريده أندار، وكانت تحاول تشجيعه على طريقتها.

لن يكون قادرًا على صنع تعويذة مكونة من سبع مجموعات نظرًا للوقت الذي كان لديه، وإذا حاول فلا يوجد ضمان بأنه سيكون قادرًا على النجاح بنسبة 100٪.

هذا ما كان أندار يفعله طوال هذه الفترة، اعتقد معظم الناس هنا أنه كان يبذل قصارى جهده، لكن هذا كان بعيدًا كل البعد عن الحقيقة، فكل ما صنعه حتى الآن كان دائمًا النتائج الأكثر استقرارًا من محاكاته.

لم يكن يسعى إلى البهرجة أو القوة، بل كان يسعى فقط إلى الاستقرار، ولكن على الرغم من ذلك، لم تكن هذه النتيجة التي يمكن لأي مساعد أن يأمل في الوصول إليها في حياته.

كسّر المواد السبعة إلى قطع صغيرة باستخدام شفرة ريح استُدعيت، وبدأ بتشكيلها باستخدام لهب أزرق. في ثلاث دقائق، حصل على ثلاثة أساور يُمكن ربطها معًا لتشكيل سوار ذراع واحد. كان صنع هذه الأدوات في غاية البساطة بالنسبة له.

قام بربطهم معًا، وعندما تأكد من أن التركيب كان خاليًا من أي عيب، قام بفصلهم وبدأ في صبغهم بالتعويذة التي اختارها.

عادةً ما يتطلب صنع التعويذة من المُساعظ تعلم تعويذة المستوى 0، “الرؤية الواضحة”. تُمكّن هذه التعويذة المُساعد من النظر إلى العالم المجهري، لكن أندار يستطيع تكرارها مع التلاعب بالضوء والحرارة والرياح.

لقد كان بصره رائعا بالفعل، وانكشف له العالم داخل الأساور، عالم مليء بالجسيمات التي تهتز وتتصرف بطرق غير منتظمة.

كان الجزء الآخر من صناعة التعويذات هو معالجة المواد إلى ما كان عادةً مادة تشبه سائلًا شفافًا، ومن هذا السائل يتم استخراج خيط طويل أرق بعشر مرات من شبكة العنكبوت.

كان هذا الخيط هو الذي تم إدخاله في الكائن بنمط محدد يسمى خريطة التعويذة، والذي يحاكي تعويذة لإنشاء التعويذات.

وعلى هذه الجسيمات المتغيرة بدأ في إدخال الخيط في الجسيمات، ورسم خريطة تعويذة بدأت تربط كل الجسيمات معًا، وعندما تم ربط عدد كافٍ منها معًا، بدأ الهيكل الداخلي للسوار في التحول.

أدار أندار بصره ليرى السوار المعدني البني يتقلص مع توهجه الأخضر. حوّل تركيزه إلى المجهر، وبدأ الآن بصبغ السوارين المتبقيين بخيط التعويذة، راسمًا ثلاث تعويذات منفصلة على كل منهما. فعل ذلك في الوقت نفسه.

كان السوار الأول أخضرًا متوهجًا، والثاني أزرق، والأخير أبيض. عندما ركز أندار على المجهر، تحولت عيناه بالكامل إلى اللون الفضي، تمامًا مثل مقلة عينه، بالإضافة إلى ملامحه الشاحبة، وشفتيه الحمراوين، وشعره الأسود، بدا وكأنه شبح.

في غضون ساعة واحدة، كان قد انتهى من استنفاد جميع المواد التي جمعها لصنع التعويذات الثلاثة وتم الانتهاء منها، ولم يحتاج إلا إلى الخطوات النهائية لجعلها جزءًا من مجموعة، والتي كانت عبارة عن دمج ثلاثة أساور ذات خصائص مختلفة لدمج طاقاتها لإنتاج قوة جديدة كانت أكبر من مجموع أجزائها.

عادةً ما تكون هذه العملية صاخبة جدًا، وكانت ميرا في مرحلتها الأخيرة من إنتاج تعويذتها، وأي تشتيت من شأنه أن يفسد جهودها، لذلك أنشأ أندار درعًا من الهواء حول مقعد التعويذة الخاص به.

كان يتبع المبدأ العام الذي اتبعه كل تعويذة لصنع هذه الأساور، وهو الحماية، وكان السوار الأزرق مسؤولاً عنه. أما السوار الأخضر فكان مسؤولاً عن الشفاء، والسوار الأبيض عن الأذى.

كان لدى السوار الأبيض ثلاث تعاويذ هجومية من الدرجة الأولى، وهي لمسة الجليد للمواجهات القريبة، ورمح الجليد للهجمات البعيدة، و انفجار الجليد للهجوم على منطقة التأثير.

كان لدى السوار الأخضر أيضًا ثلاث تعويذات من الدرجة الأولى، إعادة النمو، والتحكم في العضلات الدقيقة، والتوقف عن النزيف.

كانت تعويذات السوار الأزرق عبارة عن تعويذات من الدرجة الأولى، قشرة صلبة، وخطوات السراب، ومضيف خفيف.

كانت مصفوفة روح أندار لغزًا، فحتى الآن لم يكن قادرًا على نقش تعويذة واحدة من المستوى 0 عليها، حيث بدا البلاط الأبيض الذي يتكون منه فن التأمل ‘القبو اللانهائي’ غير قابل للاختراق، لكن هذا لم يمنعه من حفظ كل تعويذة صادفها، ومن خلال التجارب، بدأ في تقليد كل من هذه التعويذات ببطء.

لقد ساعده فهمه لكيفية عمل التعويذات على إنشاء خرائط التعويذة داخل الكائن الذي يريده بسهولة.

ممسكًا بالأساور الثلاثة المتوهجة بوسادة لطيفة من الريح، بدأ يجمعهم ببطء معًا، وعلى الفور كان هناك رد فعل حيث اندلع انفجار قوي بينهم.

الترجمة : كوكبة