السجل البدائي - الفصل 483

الفصل 484 القبض

رفض الرجل ذو الشعر الأبيض نية المحارب الهائج بلا مبالاة، بدا وكأنه يكره الاحتفاظ بها، نظر إلى النظرة المذهولة على وجه السامي الغريب وابتسم، كان هناك شيء بسيط ومنعش في هذا السامي أعجبه.

“لقد فزتُ بهذه التقنية من سامي الحرب بعد أن خسر أحفاده رهانًا ضدي، وهذا هو سبب كره تيبيريوس لي. لقد أخجلتُ سلالته مراتٍ عديدة.”

كان أوروغات عاجزًا عن الكلام تقريبًا قبل أن يبصق، “تيبيريوس؟ سامي الحرب؟ هل يوجد أي سامي هناك يكون مغرورًا بما يكفي ليأخذ هذا العباءة؟”

ابتسم الرجل ذو الشعر الأبيض، “نحن أبناء تريون مغرورون كما ترى، لكننا عادةً ما نخفي خدعنا، وهذا يجعل الأمر مقبولًا نوعًا ما. وأعتقد أيضًا أنك بدأت تفهم لماذا أبناء تريون مغرورون و… خطرون، أنا ابن تريون.”

صمت أوروغات قليلًا قبل أن يتكلم، “فن المحارب الهائج الذي سرقته… هل هو ثمينٌ على تريون؟ كم من شعبك يمارسه؟”

رفع الرجل ذو الشعر الأبيض حاجبيه وهز رأسه بنظرة شفقة خفيفة، “لا بد أنك سامي من بقعة بعيدة من الكون، فمعرفتك بتريون ناقصة للغاية. فن المحارب الهائج يُهدى بسخاء من سامي الحرب لأبنائه الأكثر موهبة، وفي تقديري، أعتقد أن أكثر من اثني عشر مليون شخص على تريون يتدربون على هذا الفن. إنه ليس فنًا قتاليًا مفضلًا نظرًا لمخاطره وصعوبة ممارسته. لدينا فنون قتالية أفضل منه.”

رمش أوروغات بصدمة، كم بحث عن هذه التقنية، وها هي تُمنح للفانين كمكافأة بسيطة؟ هذا مستحيل، ففنون كهذه لا تُصنع بسهولة، ولا يمكن إيجادها إلا في العوالم العليا، فكيف لعالم رئيسي صغير مثل تريون أن يضم فنونًا بهذه القوة وذريةً أقوى؟

تنهد الرجل ذو الشعر الأبيض قبل أن يبتسم، “اسمي تيلموس. تعال معي لشرب مشروب، وسأفتح لك مساحة يمكنك من خلالها استخدام مجالك لفهم القليل عن الإمبراطورية، ولكن عليك أن تكون سريعًا، فقد أتيت في فترة متقلبة بشكل خاص.”

ظل أوروغات صامتًا لبعض الوقت قبل أن يرد، “تيلموس، سأتذكر اسمك وأتبع قيادتك، اسمي أوروغات، وأنا آتي من مجرة ميريال. أنا سامي الصحاري.”

ضحك تيلموس، “أوروغات، سامي الصحاري، سيكون من دواعي سروري أن أشاركك مشروبًا. ربما لن تحتاج إلى الذهاب بعيدًا للحصول على إجاباتك، وستكون لك قريبًا.”

لقد نظر كل منهما إلى الآخر وضحكا، ونشأت رابطة صامتة بينهما، وفي بعض الأحيان كانت تحدث الصداقات بهذه الطريقة، وبدءا في التقدم ببطء نحو العالم أمامهما.

صفّى تيلموس حلقه، “أستطيع أن أخبرك شيئًا عن الفريسة التي تصطادها، كدليل على صدقي. الفتاة أيضًا ابنة تريون، لكنها ليست من عائلة تيبيريوس، لذا أنا حقًا متشوق لمعرفة كيف استطاعت التواصل مع من سرق طاقة المحنة. كما أن القطة التي معها لا بد أنها كيرين البرق، أحد أبناء الكون المفضلين، مع أنني أشم رائحة الشيطان من حولها.”

“مثير للاهتمام،” فرك أوروغات ذقنه في تفكير، “إنها ليست من عائلة تيبيريوس، وأنت أيضًا لست من تلك العائلة، من أي عائلة أنت؟”

“لي!” صوت بارد مثل تجسيد الشتاء بدا خلف الرجلين.

تنهد تيلموس، “هذا الأمر لا يعنيك يا أمي.”

“أوه، لكنه يفعل يا صغيري،” أجابت السامية مينيرفا، “ليس من السهل أن تتجول مثل هذه الجائزة في شواطئنا، كل سامي كبير من جميع المجرات المحيطة قد اختبأ مثل الفئران، واستخراجهم أصعب من العثور على أسنان الغراب. أتركك تستمتع يا تيلموس، لكن هذا الأمر يتجاوزك.”

ظل أوروغهات صامتًا لبعض الوقت، لكن موقف السامية أثار غضبه، وبدأت عيناه تحترق بينما أحاط به رمال حمراء وسوداء متلألئة، وكانت كل حبة رمل ثقيلة مثل العالم.

“أوه…” صرخت مينيرفا وكأنها متفاجئة، “لا يمكننا أن نسمح بذلك. يجب أن تبقى هذه المنطقة خالية من الصراع، كما ترى.”

لقد فرقعت أصابعها وسلاسل مماثلة لتلك التي كانت تربط تلموس انتشرت في جميع أنحاء جسد أوروغات وشددت، بالكاد استطاع أوروغات أن يصرخ بتحديه عندما كان ملفوفًا تحت مليون رابط من السلاسل التي تتألق مثل ضوء القمر.

إن نظرة أقرب سوف تكشف أن هذه السلاسل جاءت من شعرها الأبيض الطويل، وبالنظر إلى الكمية التي استخدمتها للتو لسجن سامي كبير، فقد كانت جزءًا صغيرًا فقط من شعرها!

كان السامي الكبير عالمًا كاملًا فوق سامي صغير، وكان بإمكانه بسهولة سحق ألف سامي صغير بلمح البصر. ماذا يعني أن مينيرفا استطاعت كبح جماح سامي كبير دون عناء؟

انبعث هدير مدوٍ من الشكل المقيد لكنه كان بلا فائدة حيث قامت مينيرفا بتقليص حجم السامي حتى أصبح بحجم إصبعها الصغير وأحضرت شكله المقيد إليها، ووضعت الشكل المرتجف بدقة داخل محفظة صغيرة احتفظت بها بجانبها وصرخت،

“هذا هو السامي الأسير الحادي والأربعون، وقد توليتُ زمام المبادرة في أسر هذا السامي الكبير، أحسنتَ يا تيلموس، أنت تعويذتي الميمونة.”

هدر تيلموس قائلا : “أطلقي سراحه يا أمي.”

رفعت مينيرفا حواجبها واقتربت من تيلموس، لدرجة أن أطراف أنوفهما كادت أن تلامس بعضها البعض،

“إذن أوقفني يا صغيري… انتظر، لن تستطيع. ترفض هبة السمو خاصتي، وتثق في طريق مجهول اخترت أن تسلكه بمفردك، ومع ذلك بعد كل هذه السنين ما زلت تفشل لأن أحلامك مستحيلة، صدقني، أنا أعرف كل شيء عن الأحلام المستحيلة. إذا أمسكت بيدي يا صغيري، فسنصبح حاكم السامين. لن أعاقبك بعد الآن، وستحصل على كل شيء، حتى أنا.”

الترجمة : كوكبة

——

وتفك