السجل البدائي - الفصل 475

الفصل 475 : 14,000,000 نوراني

مع تزايد فهم روان للنية، حاول فك شفرة الطريقة التي كانت مدينته شيول تحرق بها النية في أجساد نورانييه، كانت هذه العملية خاصة جدًا وكانت نسخة متفوقة مما فعلته باب الفوضى من أجله.

أدرك بالفعل أن عمود الوعي الوحيد الذي تحرر من نية الفوضى قد عاد. وجهه المحفور على الأعمدة يتلاشى ببطء، سيستغرق الأمر بعض الوقت، ربما عقدًا أو أكثر، لكن النية التي سُحبت ستعود.

باستثناء نية الفوضى، لاحظ روان أيضًا نية أخرى تعود ببطء، ولكن ببطء أكبر، كانت حمراء ولزجة، وملأته باشمئزاز عميق. لو لم يُطهّر باب الفوضى عمود وعيه القديم من النية المتشابكة معه، لما أدرك أنه لا يحمل في جسده نية واحدة تبدو خالدة فحسب، بل اثنتين.

تعرف على الآخرى على أنها من والده. فكّر روان في الأمر برهة. مع أنها لم تكن بقوة نية الفوضى، إلا أن قدرة هذه النية الثانية على التجدد تعني أن قوة والده تفوق قوة سامي بكثير.

مع أنه كان يعلم ذلك سابقًا، إلا أنه كان متحمسًا بعض الشيء، لأنه كان أخيرًا يتعرف على قوى فائقة المستوى، وبهذا الفهم سيجد طريقة لمواجهتها. لن يخفي سر والده نفسه طويلًا، إذ شكّ روان بشدة في أن هذا الرجل لن يأتي بأساليب خفية، بل سيأتي باحثًا عن الدم، وأن على روان أن يكون الأقوى في هذا الكون لمواجهته.

لم يكن خائفًا، على الرغم من أنه كان يعلم أن والده كان على الأرجح يجمع القوات لاستخدامها ضده، كان روان يراهن على نفسه في أي يوم أنه إذا أعطي الوقت الكافي فإنه سيصبح حتمًا الشخص الذي سيضحك أخيرًا.

كانت هذه النية الخالدة مصدر خطر خفي كان عليه حله، كما لم يكن هذا هو الحال مع النورانيين، كل نية تم استهلاكها لم تكن تعود، ويجب أن تكون هذه نية على مستوى مماثل لمستوى الفوضى لأن روان كان قد جرب استخدام نية المحارب الهائج لتطهير هذه البقعة، لكن الأمر كان مثل محاولة اقتلاع المحيط باستخدام ملعقة كبيرة.

أعرب روان عن أسفه لعدم قدرته على استخدام مدينة شيول لتطهير نية الفوضى على جسده، لكنه اشتبه في أنه سيحتاج إلى سيطرة أعمق على المدينة للسماح لها بالتأثير على سلالة دمه الثانية.

اعتبارًا من هذه اللحظة، أصبحت سلالاته مرتبطة، لكن كل منها كان متميزًا، وعلى الرغم من أنه حاول دفع غرفه أقرب إلى مدينة شيول، فقد تبين أن هذا مستحيل تمامًا.

كان لهذه السلالة البدائية الناشئة خاصية فريدة أبعدت كل شيء عنها، واعتقد روان أن نورانييه لا يستطيعون لمس أسوار المدينة إلا بسبب طبيعتهم الروحية الفطرية. بد النورانيون وكأنهم من لحم، لكن طبيعتهم أقرب إلى النور والنار.

إذا كان نورانيوا تشار فحمًا، فإن إيقاظهم يحول الفحم إلى لهب حي.

أثناء هضم روح داو ما، كان هناك العديد من نورانيي تشار الجدد الذين تم إنشاؤهم، وكان عددهم أكبر بعشر مرات تقريبًا من عدد أولئك الذين تم إنشاؤهم أثناء هضم روح إيروهيم.

في ذلك الوقت، كان هناك ١٤ مليونًا من نورانيي تشار، منهم ما يقرب من ٣٠٠ نوراني تشار بمستوى السيادة المحتملة وما فوق، مع أنه لم يكن هناك نوراني تشار جديد بقوة ذلك النوراني البدائي الوحيد في المقدمة. مهما كان ذلك النوراني، فهو فريد من نوعه.

كان روان يأمل أن تكون أي تغييرات كانت مدينته تجريها على نورانيي تشار قد اكتملت بحلول الآن، لكن تبين أن الأمر قد يستغرق وقتًا طويلاً.

لم يكن روان قلقًا للغاية بشأن تأثير هذا على خططه لدمج نورانييه مع رئيس النورانيين، حتى لو أصبحوا فاسدين مرة أخرى، فسيكون من الأسهل تطهيرهم من هذا الفساد لأنهم قد يلمسون أسوار المدينة مباشرة.

إن صعودهم إلى رتبة رئساء النورانيين من شأنه أن يبطل أي عيوب قد يتلقونها إذا فسدوا مرة أخرى.

مع وضع هذه الخطة في الاعتبار، فإنه سيقوم بإيقاظ ألفين آخرين من النورانيين، لكنه لن يركز على أولئك من رتبة السيادة وما فوق.

كان لدى روان حدس مفاده أنه إذا سمح لهؤلاء النورانيين الأقوياء بتطهير النية في أجسادهم بالكامل قبل إيقاظهم، فسوف يكونون قادرين على تخطي مرحلة النضج مباشرة والمضي قدمًا مباشرة إلى الاندماج.

بالإضافة إلى ذلك، لم يكن بإمكانه المخاطرة بإيقاظ النورانيين بأعظم الإمكانات في وقت مبكر حتى يتأكد حقًا من أنه سينتصر على أعدائه.

أدرك روان صعوبة قتل النورانيين، لكن ليس بنفس مستوى صعوبة قتله. إذا واجه تهديداتٍ تُثقل كاهله، فسيكون من العار أن يفقد النورانيين ذوي الإمكانات الأكبر.

قد يكون هذا قاسيًا، لكن روان اعتبر كل نوراني دون مستوى السيادة مجرد علف. في المجمل، لن يُهمّوه، ولن يسيطروا إلا على الكون المادي. أما خارجه، فسيكونون عديمي الفائدة تقريبًا.

كان لا يزال ينمو ولم يكن قوياً بما يكفي لحماية جميع نورانييه إذا هاجمه عدو قوي حقًا، كان يفضل ألا يكون النورانيين الذين فقدهم الآن هم الأعظم في ترسانته.

لذلك في الوقت الحالي، أثناء وجوده داخل الكون المادي، سوف يستخدم هؤلاء النورانيين بينما يحافظ على أسلحته الأكبر.

وسوف يقوم أيضًا بزيادة أراضيه بألفين وأربعمائة بلورة روح أخرى، مما يدفعه إلى إكمال الدائرة العظمى الثانية، ويترك 500 بلورة روح خلفه لحالات الطوارئ.

سوف يحتاج روان إلى عدد هائل من بلورات الروح لإكمال الدائرة العظمى الثانية، وقد استخدم بالفعل النطاق الكامل لبئر المعرفة الخاص به لتحليل مقدار بلورات الروح التي سيحتاجها وتقدير متحفظ وضعها عند 100000.

الترجمة : كوكبة