السجل البدائي - الفصل 466

الفصل 466 درجة النية

لكن قبل أن يأتي ذلك الوقت، كان يحاول تحقيق كل ما في وسعه قبل أن يُطرد من الكون.

والسبب الثاني الذي جعله مهتماً بشدة بإطالة عمره هو أن هذا كان ضمانه الحقيقي للهروب من الموت إذا ما قُتل.

سيكون قتله صعبًا للغاية الآن بسبب سلالته الجديدة، فمدينته “شيول” تتميز بخصائص لم يفهمها حتى روان. ولأنه بلا روح، فلكي يقتله أي هجوم حقًا، يجب سحق مدينته أولًا.

ما نوع الهجوم الذي يمكنه تدمير سلالة بدائية ناشئة؟

مع شخصية روان، سيرغب في إجراء تجارب لمعرفة ذلك قبل أن يواجه خطرًا حقيقيًا، حتى يعرف الحد الأدنى لخلوده. ما مقدار الضرر الذي سيتحمله بأمان قبل أن يصل إلى حافة الموت؟ سيكون هذا هدفه التالي عندما يقاتل المجموعة التالية من السامين.

عرف روان أنه إذا مات، فإن ثعابين أوروبوروس الخاصة به ستمتد عبر الزمن وتحييه، والثمن الذي سيتم دفعه هو عمره، بالطبع، هذه القدرة لم تكن مضمونة، فكلما أصبح أقوى، كلما زاد عمره الذي يتم استهلاكه.

ما كان عليه فعله هو إيجاد طريقة مستقرة لمواصلة زيادة عمره حتى لا يقع في الفخ حيث يصبح قويًا جدًا بحيث لا يمكن إحيائه، والقدرة على زرع الكواكب ستكون تركيزه الأساسي في هذا الجانب.

زادت بذرة الكوكب من سماته، لكن روان كان متأكدًا من أن نمو عمره سيُعوّض أي قدرات قد يكتسبها. ما كلفه عمره عند إحيائه لم يكن سماته، بل قدراته.

ما أزعجه هو أنه مع وجود جانبين جديدين، إذا كان سيُبعث، فكم سيكلفانه؟ لن يستغرق رفع مظهر الهائج إلى مستوى الأصل وقتًا طويلًا، ثم سيصبّ اهتمامه على هذين المظهرين الأعظمين.

كان يبحث عن سلاح جديد ضد والده، والآن لديه سلاحان. لو توقع الرجل العجوز جانب المحارب الهائج، لصعقه بميزتين جديدتين فائقتين وقطع رأسه.

أدرك روان أن معركته القادمة لن تكون سهلة، فقد نزف أنف الخصم مرتين، وفي المرة التالية التي التقيا فيها، سيبقى واحد فقط منهم على قيد الحياة في ساحة المعركة.

لا تزال سماته المتنامية تُسعده. في النهاية، تمكّن من القضاء على داو ما بسرعة، ففي كل مرة استخدم فيها الثوران، ازدادت قوته، وتولدت قوة أكبر.

كان الثوران قدرةً قوية، لكنها لا تستطيع تحويل القمامة إلى كنز إن لم يكن هناك ما يُعززها. يجب أن يكون الوعاء المُخصص لاستخدام قدرةٍ طاغيةٍ مثل الثوران متينًا وقويًا بشكلٍ خاص.

إذا كانت سمات روان مماثلة للفاني أو الأسطوري، فإن استخدام الثوران لجزء بسيط من اللحظة سيحوله إلى غبار وحتى لو تمكن من البقاء على قيد الحياة، فلن يمنحه ذلك أي فائدة كبيرة، على الأرجح سيدفع سماته إلى الآلاف، وهو أمر صادم، ولكن في النهاية لا معنى له في نطاق أوسع من الأشياء.

إن استخدام الثوران عندما كان مجموع سماته يقترب من المليون أعطاه المزيد من القوة مقابل الثمن.

أصبح لدى روان الآن قوة جديدة من خلال استخدام برج الجشع والتهام كل محنة المحارب الهائج، والتي كانت بشكل مدهش مهارة سلبية.

نية المحارب الهائج!

كانت هذه قوةً مُخصصةً للكائنات السامية، ولم يكن من المفترض أن يحصل عليها إلا بعد بلوغه مستوى الأصل في جانب المحارب الهائج. لكن بعد أن استهلك كل القوة والمعرفة داخل المحنة، حصل على هذه القوة.

سارع روان إلى تنفيذ بقية التغييرات، بما في ذلك الزيادة في مهارة الثوران التي وصلت الآن إلى 41%، أي ما يقرب من ضعف ما كان لديه قبل المعركة مع داو ما، لكنه لاحظ أن نمو الثوران أصبح أكثر صعوبة كلما ارتفع.

كانت بلورات روحه لا تزال تنمو وكانت سرعة معالجتها تزداد بشكل أسرع، وبفضل هذه السرعة كان بإمكانه إكمال هضم السامي في حوالي شهر.

أغلق روان السجلّ البدائيّ وأعاده إلى مكانه بين أوراق شجرة الرغبة. فتح يده اليمنى، وسرعان ما امتلأت بجزيئات حمراء تشبه الديدان.

زحفت على راحتيه، وكان عرض آلاف الديدان الدموية وهي تتلوى في يده يُثير غثيان الإنسان. من المعرفة التي اكتسبها من استهلاك المحنة، جاءت نوايا مختلفة بدرجاتها، مُميزة حسب اللون.

كان هناك خمس درجات مختلفة للنية، من الأدنى إلى الأعلى؛ وكانت الأصفر، والأسود، والفضي، والبلاتيني، وأخيرًا الأرجواني.

كانت نية المستوى الأسود لا تزال قوية للغاية، فمعظم النوايا لا تصل إلا إلى المستوى الأصفر، مثل نية داو ما. وهذا ما مكّن روان من اختراق نية داو ما بسهولة، لأن نيته كانت أقوى بكثير.

إن نية الهائج لم تمنحه القدرة على تعزيز كل حركة يقوم بها بما في ذلك كلامه فحسب، بل كان بإمكانه أن يأمر أي شخص أضعف منه بقتل نفسه باستخدام النية وكان سيفعل ذلك، كما زادت من قدراته القتالية المباشرة، ولكن كما اكتشف روان عندما كان يقاتل داو ما، فإن النية قد تنفد، ويجب أن يمر القليل من الوقت قبل أن تتمكن من التجدد.

كانت النية في المستوى الأسود أقوى بثلاث مرات من تلك الموجودة في المستوى الأصفر، ويمكنها التجدد أسرع. هذه قوة أخرى كان عليه فهمها للاستفادة منها على أكمل وجه.

كان هذا هو السبب في أن السامي لن يستخدم نيته بلا مبالاة، لقد كانت أحد أقوى أسلحته، وإذا تم دفعه إلى أقصى حدوده، فإن النية ستكون قادرة على التأثير على الواقع، وتوجيهه لصالح إرادة المستخدم.

نظر روان إلى الأمام، فدخلت كاتبة مرتبكة، بدت وكأنها تائهة، إلى غرفته متعثرة وهي تحمل تفاحة. لوّح روان بيده، فجعلها تختفي في الطرف الآخر من القلعة قبل أن تنفجر من شدة وجودها معه.

سقطت التفاحة على كفه المفتوح، فحدّق روان في تأمل. عندما جسّد نيته في تلك اللحظة، كان يجرّبها، فأصدر أمرًا غير متوقع بتسليمه تفاحة.

الترجمة : كوكبة