السجل البدائي - الفصل 464

الفصل 464 إبرام صفقة

ازدادت نظرة باب الفوضى حدةً، “أنت صغير السن جدًا، لذا أشك في أن لديك أي شيء أحتاجه، مع أن بعض الهالة المحيطة بك… مثيرة للاهتمام. سأعترف لك بذكائك، لقد أحسنت التصرف ودخلت منصبًا واعدًا. يا فتى، كوكب السحرة الأعلى مليئ بأعماق خفية، وإذا وصلت إلى منصب عالٍ بما يكفي في المستقبل، ستتمكن من مساعدتي، وهذا كان أحد أسباب استخدامي لهذه التقنية عليك، لأنني أدرك أن لديك إمكانيات هائلة.”

سأل روان متشككًا، “هل ستساعدني بسبب إمكانياتي؟ هذا يبدو… إهمالًا.”

“يا بني، لا تستهِن بما اكتسبته، ففي هذا الكون، من المرجح أنك فزت بالجائزة الكبرى. التقنية العليا التي لم تحصل عليها يمكن اعتبارها أعظم حظوظك، فلها تاريخٌ محفوفٌ بالمخاطر، والمشاكل والاهتمام المصاحب لها كفيلان بدفنك.”

“لديك عقلٌ ماكرٌ واستراتيجي يا فتى، أحترمُ هذا الجانبَ من طبيعتك. مُعظمُ أبناءِ الفوضى ليسوا منهجيينَ في أفعالهم. هذا أثرٌ جانبيٌّ لقوتنا وسلالتنا. لديكَ موهبةٌ واعدة.”

أضاءت عيون باب الفوضى بلون منشوري بينما كان يفحص جسد روان مرة أخرى، “الآن ما تمارسه مع هذا الجسد مختلف وسأجادل بأنه يتناسب مع طبيعتك، وأعتقد أنك ستفهم ما اكتسبته بمرور الوقت.”

“هكذا ستسير الأمور: كل قرن سأبتلع نية الفوضى على جسدك، وعندما تصل إلى مستوى رئيس السحرة، ستفعل شيئًا من أجلي. سيكون الأمر صعبًا، لكن قد تستفيد منه. لا تقلق، لن يتجاوز نطاق قدراتك.”

وافق روان على الاقتراح وابتسم باب الفوضى،

“آه، وأخيرًا، لا أعرف كيف استطعتَ امتلاك هذا الجسد بهذه السهولة، لكن من الأفضل أن تُبقي وجودك عميقًا في عقل أندار كما كنتَ تفعل سابقًا لتجنب أي سوء حظ. هذا الجسد موهوب جدًا، وهذا يعني أنك ستكون تحت المراقبة الدقيقة. كما أرى خيوطًا عميقة من القدر تربط هذا الجسد بشخصيات قوية مختلفة في الاتحاد الأسود، ستكون هناك بلا شك محن في المستقبل، هل أنت مستعد لذلك؟”

أومأ روان برأسه وأضاءت عيون باب الفوضى وبدا وكأنه ينام.

سيطر روان على جسده ليستلقي على سريره وبدأ يتنفس ببطء، بينما كان يفحص حالة جسد أندار.

عبس قليلاً وهو يكبت رغبته في تحسين جسد أندار. بالنسبة للآخرين، كان هذا الجسد كنزًا ساميا لا يُرى مجددًا حتى بعد مليون عام، أما بالنسبة لروان، فكان فقط مقبولًا، مع ذلك، كان يعلم أنه لكي يكتسب شيئًا جديدًا، من المهم أن يكون أندار صفحة بيضاء.

لقد طرأ بالفعل تغير على بنيته الجسدية بعد ممارسة فن تأمل القبو اللانهائي. سابقًا، كانت خلايا أندار مصممة على غرار صدفته، لكنها الآن بدأت بالتحول، ببطء، لكن بدا أن كل خلية تتحول إلى بئر عميق يمتص كل الأثير الذي يولده جسد أندار.

كانت هذه التغييرات في بنيته الجسدية مذهلة وبدأ روان في استخدام بئر المعرفة لتحديد كل خلية متحركة داخل جسد أندار، وكان يأمل في فهم العلاقة الأعمق بين هذه التقنية والجانب الذي سيزرعه بمجرد الانتهاء من جانب المحارب الهائج.

لم تكن التقنية العليا مزحة، وقبل أن ينغمس بلا مبالاة في فعل فتحها والسماح لها بالتأثير عليه، كان أندار هو من سيختبر المخاطر، قبل ذلك، كان لديه العديد من القدرات الأخرى التي يمكنه التعمق فيها والتوسع فيها، وكان عمله الحقيقي قد بدأ للتو.

قام روان بفحص الفضاء العقلي لأندار ودخل مصفوفة روحه حيث رأى أن مصفوفة روح أندار بدأت في التحول، حيث كان أمامه أرضية مصنوعة من بلاط أبيض كبير.

كان حجم كل بلاطة حوالي ٢٠ × ٢٠ قدمًا، وكان عددها تسعة وتسعين بلاطة. شعر روان بقوة عميقة كامنة داخل هذه البلاطات، كأنه يقف بجانب ثقب أسود. كانت هذه البلاطات مليئة بكمية هائلة من القوة، وكان روان متشوقًا لمعرفة التغييرات التي ستطرأ عندما يصبح أندار ساحرًا.

ومع ذلك، عندما نظر حوله كان مرتبكًا، من المعلومات التي جمعها، كان لدى كل ساحر ما يسمى بفتحات النقش داخل مصفوفة الروح الخاصة به، وربط كل هذه الفتحات باستخدام أنماط صوفية مختلفة وتزويدها بالطاقة باستخدام الأثير من شأنه أن يسمح للساحر بإلقاء التعويذات، لكن روان لم يستطع رؤية أي فتحة نقش داخل مصفوفة روح أندار.

هل يمكن أن يعمل البلاط مثل فتحة النقش؟

حسنًا، كل هذه الأسرار سيتركها للشاب ليكتشفها. بنظرة أخيرة داخل جسد أندار، غادر وعي روان، ولم يبق سوى انعكاسه. كانت هناك رغبة في التهام ذلك الانعكاس، لكن روان تجاهلها، فما زال للانعكاس هدف، وتدميره الآن مضيعة للوقت.

لم يكن يعلم ما إذا كان سيكون قادرًا على تكرار التجربة التي استخدمها لإنشاء هذا الإنعكاس.

بعد ساعة تحرك أندار في فراشه قبل أن يسقط في نوم أعمق، كانت هذه هي اللحظة التي مات فيها داو ما وبدأت روحه في الهضم.

*****

عرف روان أن الأمر سيستغرق حوالي ثلاثة أشهر لهضم هذه الروح تمامًا، وكان هذا وقتًا كافيًا لأقوى نورانييه للوصول إلى النضج الكامل، في ذلك الوقت سيبدأ في مطاردة السامي ليس بمفرده بعد الآن، ولكن مع رؤساء النورانيين إلى جانبه الذين لديهم قوى مساوية لقوى السامي.

روان كان متشوقًا لمشاهدة معركة رؤساء النورانيين، فبمعركته القصيرة مع داو ما، لم يُحقق هدفه في اختبار قدراته بالكامل. تطورت قدرات جانب المحارب الهائج بسرعة كبيرة جدًا بحيث لم يستطع دفع قدراته إلى أقصى حدودها.

الترجمة : كوكبة