السجل البدائي - الفصل 456

الفصل 456: ليس الكمال… مجرد البداية.

عرف روان أن هجومه لن يستغرق وقتًا طويلاً، لذا أطلق الثوران دون تراجع، وأطلقت زهرة الخلود صرخة مروعة من الألم، حيث بدأت بتلاتها تنزف.

اتخذ روان خطوة أخرى إلى الأمام.

لم يعد يستخدم الأسلوب الصارم الذي ورثه من جانب المحارب الهائج، ما قاتل به كان تتويجًا لكل معركة خاضها على الإطلاق، وكل تقنية لاحظها على الإطلاق، وكل طرق تطبيق القوة جاءت في يد واحدة، ونمت لتصبح شيئًا… آخر.

لم يكن لديه روح ولكن روان لا يزال يرتجف عندما غمرت موجة جديدة من التنوير عقله ثم بدأ روان في صنع … الفن.

لقد نجح هجومه الأول في اختراق دفاع داو ما الذي كان مصنوعًا من خلال تدوير سوطه.

كان السوط الذي كان يتحرك بسرعة كبيرة لدرجة أن الحاجز الذي صنعه كان صلبًا تقريبًا، وكان بإمكانه حتى حجب الضوء، لكن روان صنع مليون حركة صغيرة بفأسه في جزء من الثانية وقطع يد داو ما.

لقد اخترق الحسد الحاجز وكأنه غير صلب، حاجز من شأنه أن يوقف حتى الضوء!

أدار فأسه قليلاً إلى اليسار وصد الضربة القادمة من الرمح القصير بمقبض فأسه، وتبعها بلكمة إلى مرفق السامي.

عند الزاوية التي وضع فيها اللكمة، تحرك المفصل في يد داو ما في الاتجاه المعاكس مع أزمة مقززة، لكن هذا الصوت كان لا يزال معلقًا في الهواء، لأن سرعة روان الحالية بدت وكأنها تكسر الحدود التي فرضتها زهرة الخلود.

تدفق مع حركته كما لو كان كل شيء رقصًا، مر فأسه من خلال تمريرة أخرى وأخرج ساق داو ما اليسرى عند الركبة، ما جاء بعد ذلك كان لكمة تحت القص لمنع جسده من السقوط على الأرض.

لقد سحقت هذه الضربة كل عظمة في جذع داو ما، وتحرك فأسه وأزال يد السامي المكسورة بينما كان يقطع عضلاته وفي نفس الحركة، مر عبر جسده من الصدر إلى الخصر.

قبل أن يتمكن السامي حتى من فهم ما كان يحدث له، كان روان قد صنع بالفعل خمس شرائح أخرى باستخدام الحسد، كانت كل شريحة متناظرة وكانت كل ضربة بمثابة بيان.

أمسك رأس داو ما المقطوع من شعره الأرجواني. اتسعت عينا السامي عندما رأى جسده يتساقط إلى قطع صغيرة أنيقة، تشبه وردة متفتحة، حتى عموده الفقري كان مُحاطًا بالوردة، يشبه أشواكها.

لم يكن من الممكن الإعجاب بهذا العمل الفني الشرير لفترة طويلة قبل أن تزأر ثعابيم أوروبوروس وتلتهم لحم السامي وتبدأ في التوسع أثناء الطيران في الفضاء.

حدث كل هذا في أقل من جزء من الثانية. اختار روان الحركة الدقيقة التي يحتاجها لتدمير دفاع السامي، وبمعرفة ثاقبة، توقع كل خطوة قد يتخذها داو ما.

“أنت… كيف… أفهم الآن أنك رفعت مستوى فنّ القتال الخاص بي إلى المستوى الأمثل الذي كنت أبحث عنه طوال هذه السنوات. لقد رأيت كل عيوبي. لقد أتقنته.” بدا صوت السامي المستسلم، لكن روان عبس بدلاً من ذلك.

“هذا ليس الكمال، إنها مجرد البداية.”

هبطت ثعابين أوروبوروس من الفضاء، والتفّت جميعها حول بعضها البعض وهي تهبط كسلاسل جبال من ذهب حي. وصلت إلى تمثال داو ما، وفتحت أفواهها الضخمة، وبدأت تبتلعه بشغف، منتشيةً بكمية الطاقة الهائلة.

كانت هناك مليارات من الجسيمات الحمراء حول عنق داو ما المقطوع، تلمع كالدم وكأنها ديدان تتلوى. كان منظرًا مروعًا، لكن هذه كانت نية روان الهائجة التي أثرت على إصابة السامي، ومنعته من الشفاء.

لقد اكتسب روان الكثير في وقت قصير جدًا، حيث كان كل سامي هزمه يشبه وليمة لا نهاية لها كان عليه أن يستقر فيها لفترة طويلة حتى يهضمها بشكل صحيح.

طار روان نحو صدر داو ما، حيث كانت البوابة لا تزال تنفث الدماء، لكنها كانت تتباطأ. كان داو ما قد استنفد الكثير من جوهره عندما حاول الصعود، واستنزفت إيفا معظمه بهدوء، بالإضافة إلى أنه كان يخوض معركة شرسة أخرى مع بذرة الكوكب، وكان على وشك الخسارة.

بدأ تمثال داو ما يميل جانبًا، إذ أخذ ثعبانٌ متحمسٌ قطعةً كبيرةً من ساقه. تنهد روان، إذ شعر أنه يعرف أيًّا من أبنائه سيفعل ذلك.

حتى بين كل ثعابين أوروبوروس، كان الأكثر جشعًا.

كان روان أمام البوابة، يراقب الأضواء المتقلبة حولها، كانت هناك ملايين الأحرف الرونية الصغيرة تدور حول البوابة وكان يحفظها، كانت الأحرف الرونية تحتوي على العديد من التغييرات وكانت غامضة، لم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى انتهى من حفظ الأحرف الرونية وبدأ في المرور عبر البوابة وهو يحمل رأس داو ما الذي لا يزال حيًا.

كان من المستحيل قتل السامين إلا بتدمير شراراتهم السامية، وحتى بعد ذلك، كان من الممكن إعادتهم للحياة بعد مرور زمن طويل. أرواحهم خالدة، ورغم أنهم سيتعرضون لأضرار جسيمة عند موتهم، إلا أنهم سيشفون أنفسهم بمرور الوقت.

قد تكون هذه العملية أسرع إذا كان لدى السامي مؤمنين راسخين، يتبعون طقوسهم وتقاليدهم الموضوعة، مثل هذا الفعل من شأنه أن يثبت روح السامي الخالدة المحطمة ويسمح له بالهروب من فكي الموت.

قد تستغرق هذه العملية وقتًا قصيرًا، كعقود أو قرون، أو وقتًا طويلًا جدًا، كمليارات السنين. بعض السامين التعساء لن يبعثوا إلا بعد تريليونات السنين، ثم يستيقظوت في نهاية عصر، وهو نهاية الكون، وعندها فقط سيموتون موتًا حقيقيًا.

كل هذا كان طبيعيًا لقتل ساكي، لكن في حالة روان، كان الأمر مختلفًا. لقد جاء إلى هنا تحديدًا من أجل أرواح السامين الخالدة، لأن أرواحًا من هذا المستوى فقط هي القادرة على إخماد عطشه، وما يُسمى بخلود السامين لم يكن شيئًا أمام سلالته.

الترجمة : كوكبة