السجل البدائي - الفصل 445

الفصل 445 هجوم الكماشة

أحاطت سحابة المحنة الحمراء بجسد روان مثل إعصار وبدأ البرق الأحمر الضخم يصطدم بجسده ويدمر أجزاءً ضخمة منه، لكن بئر المعرفة لدى روان كان يركز على هجوم السامي الذي اخترق رأسه.

إن هجوم السوط هذا، لو كان قبل فهمه للنية، لكان قد ظن أن هذه الحركة سريعة جدًا لدرجة أنه أخطأها، ولكن هذا لم يكن كل ما في هذه الحركة، كانت هناك سرعة، نعم، لا يمكن إنكار ذلك، ولكن كان هناك أيضًا نية!

كل شيء كان يعمل لصالح داو ما، مما يضمن أن هجومه يجب أن يصيب هدفه دائمًا.

لقد أظهر له بئر المعرفة، إعادة سريعة لما حدث، حيث ظهرت شقوق مكانية مختلفة في المكان المناسب لتغطية حركة رأس السوط عن حواسه.

‘مذهل’ فكّر روان، ‘أنا على وشك الموت الآن، لكن رؤية النية في العمل تستحق العناء. ومع ذلك، من كان ليتصور أن جانب المحارب الهائج يمكن أن يصبح شيئًا كهذا؟’

كانت القوة داخل هذه العاصفة سخيفة، وأدرك روان في اللحظة التي ضربته فيها، أنه لا يحتاج إلى الوصول إلى مستوى الأصل حتى يتمكن جانب المحارب الهائج من الوصول إلى مستوى السامين.

على الرغم من أنه كان قد حسب مقدار السمات والمعرفة التي أعطيت له في كل مستوى متتالي من جانب المحارب الهائج، إلا أنه بناءً على هذه البيانات كان قد حكم على أنه لا يزال هناك مستوى آخر من القوة قبل أن يصل إلى مستوى السامين.

لقد كان مخطئا.

على الرغم من أنه لم يكن بسبب خطأه، فإن جانب المحارب الهائج كان تقنية غريبة تفصل مستوياتها العليا إلى قسمين مما يمنح مستخدمها إمكانية الوصول إلى قوى بمستوى أعلى، وكان هذا مفيدًا لكل مستخدم لتقنية المحارب الهائج، ولكن هذه الميزة العظيمة جاءت أيضًا بتكلفة كبيرة.

سحابة المحنة، التي كان من المفترض أن تظهر في ذروة هذا الجانب، ستصل مبكرًا، وسيواجه مستخدمو جانب المحارب الهائج محنتين. هذا ما جعل جانب المحارب الهائج قوةً يصعب إتقانها، إذ كان الموت على الأرجح الخيار عند وصول المحنة، مع أنه منح مستخدميه قوىً عظيمةً في المقابل.

كانت ضربة داو ما ماكرةً للغاية، وجاءت في الوقت المناسب لاستغلال هذه المحنة. عندما اخترق رأس الرمح رأس روان، ربما بدا سليمًا للوهلة الأولى، لكن الثقب المفتوح في رأسه الذي لم يختفِ حتى بعد ثوانٍ قليلة كان علامةً دالة على تعرضه لهجومٍ عنيف.

قد يبدو جسده كاملاً، لكن ذلك لم يكن سوى واجهة، فقد تم تقطيعه إلى مكعبات دقيقة، ورغم عدم وجود قوة تمنعه من الشفاء، إلا أن هذا الهجوم الفردي كان مستمراً، ومع تعرض جسده لمثل هذا الهجوم الثقيل، ضربته صواعق المحنة، كل صاعقة لا تحمل كمية هائلة من الطاقة فحسب، بل تحمل أيضًا إرادة مخيفة تسعى إلى إبادته من الوجود.

وصل جسد روان المطلق إلى الحد الأقصى، وبعد أن تحمل هجمات من شأنها أن تدمر العديد من الكواكب الصغيرة، تحول إلى رماد، ولم تتوقف القوى المخيفة بل قفزت إلى فضائه العقلي.

ظهرت صاعقة المحنة من تقدم جانب المحارب الهائج داخل فضائه العقلي مثل محارب مصنوع من البرق الأحمر وصرخ صرخة معركة وانطلق نحو عمق الفضاء العقلي لروان، بينما أخذ الهجوم من داو ما شكل تمساح أخضر يبلغ طوله ألف قدم مع عيون ماكرة تلت ذلك.

على الرغم من أن التقنيتين كانتا سريعتين، كان هناك ضغط بلا شكل داخل مساحته العقلية مما أدى إلى تقليل سرعتهما، وبالحكم على حجم المساحة العقلية لروان، سيستغرق الأمر قدرًا كبيرًا من الوقت قبل أن يصلا إلى المركز.

استرخى روان، كان بإمكانه التعامل مع هذه القوى لاحقًا والتركيز على المعركة في الخارج لكنه أصبح صامتًا من الصدمة عندما ارتفع بحر الظلام البدائي وابتلع كلا الهجومين الساميين.

أطلق تجسيد البرق من محنة المحارب الهائج صرخة حادة عندما تجمد وأكله البحر، وتلاشى التمساح الأخضر بشكل أسرع.

باستثناء انخفاض طفيف في المستوى العام للبحر، كان من المستحيل معرفة أنه أصيب للتو بهجوم من قوتين على المستوى السامي.

عاد جسد روان في لمح البصر، ونظر إلى يديه بدهشة. لقد زادت أراضيه من قدرته على البقاء بشكل كبير.

نظرًا لأن سلالة تجسيد إيف لم تكن تتمتع بقدرة دفاعية كبيرة، فقد نظر دون علمه إلى قوة هذه السلالة.

لاحظ فجأةً أن بحر البدائي بدأ يغلي، وازداد حجمه قليلاً. تدفقت إليه موجات لا نهاية لها من المعلومات، إذ لم يُحسّن المستوى الخالد لجانب المحارب الهائج عقله فحسب، بل غمر جسده بكمية هائلة من السمات.

فتح روان عينيه؛ لقد كان أقوى، حيث منحه المستوى الخالد من جانب المحارب الهائج عددًا هائلاً من نقاط السمات، لكنه… لم يكن راضيًا.

لقد لمس عقله أراضيه الاب إستوعبت تمامًا القوى التي التهمتها للتو، وقد فعلت ذلك بشكل جيد لدرجة أنه لا يمكن أن يكون هناك أي تلوث لسلالاته، وإذا كان يرغب في مواصلة خطته لاستيعاب أراضي المهيمنين والممالك السامية للسامين فقد أصبحت الآن فكرة قابلة للتطبيق.

كان هذا ليكون فكره لو لم يكن يفهم بعد أن هناك مستوى أعمق لقوة السامين لأنه كان قد تلوث للتو بالنية.

ما أراده لم يكن نقاط السمات التي اكتسبها من جانب المحارب الهائج أو النمو السهل لأراضيه، لقد رغب في الحفاظ على سلالته نقية وغير ملوثة، على الرغم من أن بحر الظلام البدائي بدا وكأنه لديه القدرة على استيعاب القوى من سلالات الدم الأخرى، كل هذه القوى الإضافية جاءت مع النية.

قبل أن تكون لديه طريقة فعالة لتطهير النية من جسده وأراضيه، لم يكن يريد استيعاب المزيد منها.

من خلال محادثته مع باب الفوضى، فهم أن الطريقة الوحيدة لمحاربة النية هي الحصول على مجال، لكن هذا كان متاحًا فقط عندما تصبح ساميا.

لحسن الحظ، كان لديه طريقة لحل هذه الأزمة الصغيرة حاليًا. كنزٌ ساعده كثيرًا في الماضي – برج الجشع.

الترجمة : كوكبة