السجل البدائي - الفصل 437

الفصل 437 أبناء الفوضى

فجأة شعر روان برغبة في لكم هذا الصبي في وجهه، كانت ابتسامته وضحكته مزعجة للغاية.

في المرة الأولى التي سمع فيها روان باب الفوضى يناديه بالمسافر، للحظة وجيزة، كان يعتقد أن وضعه كمُنتقل قد تم الكشف عنه لأنه لم يكن لديه أي فكرة أن الهوية الحقيقية لهذا الكائن كانت مشابهة جدًا لهويته، ذهب عقله إلى أحد ألقابه، دماء الفوضى.

لقد حصل روان على هذا اللقب وقدرات محرك العالم الخاصة به عندما وصل إلى الحالة الأسطورية مع سلالة أوروبوروس الخاصة به، ولم يكن على علم بكيفية حصوله على هذه القدرة وربما يتم الكشف عن الحقيقة أخيرًا.

مهما حدث في ذلك اليوم فقد منحه وضع طفل الفوضى، ومن بين أقرانه، سوف يطلق عليه اسم مسافر الدم.

منذ اللحظة التي كشفت فيها إيفا حقيقة سلف هذه السلالة، كان فضوليًا دائمًا بشأن تاريخه. كان الفوضى هو الكائن البدائي الحقيقي الوحيد الذي يعرفه، وكان فضوليًا لمعرفة سبب اختفاء كائن قوي كهذا، والتعرف على سلالته.

سأل روان، “منذ لحظة ولادتي، كنت أعلم أنني مميز، لقد ولدت لأحكم هذا الكون. كيف أصبحت أنت أيضًا طفلًا للفوضى؟”

ضحك باب الفوضى، “هاه، جنون العظمة المتوقع، سيزول بعد ملايين السنين إن حالفك الحظ، وإن لم يحالفك الحظ، فأنت متجه نحو عالم من الألم. للإجابة على سؤالك، أريد أن أعرف؟ هل أنت أحمق؟ هل تجرؤ على الشك في مصداقيتي يا صغيري؟ إنه اسم باب الفوضى. لقد نادى بي الناس بهذا الاسم في عصور عديدة، لكن إياك أن تناديني به، فقط المساكين والأغنام ينادونني بهذا الاسم. ما اسمك؟ يا لغبائي، ما زلت صغيرًا جدًا على أن يكون لك اسم، ومع ذلك فأنت تلعب بقوى كوكب أسمى، أنا معجب بجرأتك يا رفيقي المسافر.”

“لقد تحدثت كثيرًا، ولكنني لم أجد أي دليل يُصدق ادعائك. لماذا تُسمينا مسافرين؟”

بدا باب الفوضى مستمتعًا، فتلا: “ألسنا جميعًا مسافري الدم؟ ألسنا جميعًا تائهين لا نهاية لهم، مطرودين من ديارنا؟ هل تعرف تاريخ والدنا؟ ألم تتساءل لماذا استطعتُ اكتشافك بسهولة وتحديدا القطعة من عقلك داخل جسد هذا الشاب؟ كيف لا تزال حيًا بهذا القدر الهائل من الجهل؟ حسنًا، سأقدم لك الدليل. من السهل جدًا أن تفعل ذلك، أن ترى، وتغمض عينيك، وتحاول رؤيتي دون حاجز جسدي. لا تقلق، أعلم أن بصرك لن ينفعك، لذا سأفتح نفسي لك لترى. اعتز بهذه الهبة، فأنا خجول جدًا في النهاية.”

كان روان صامتًا، ربما كان قد بالغ في استخدام يديه قليلًا، لكن لا بأس بذلك، كان من المستحيل توقع الكمال عندما يتعلق الأمر بكائنات قديمة وقوية إلى هذا الحد.

حدّق في الباب، متلهفًا لمعرفة المزيد عن أبناء الفوضى، وعيناه الفضيتان تلمعان. ابتسم وجه الصبي فجأةً، وبصوت صرير، بدأ الباب ينفتح من تلقاء نفسه، ورأى روان ما يكمن خلفه.

كان من الصعب فهمه في البداية، لكن روان رأى أنه كان ينظر فقط إلى جزء صغير من هذه الرؤية، ولكي يفهمها حقًا، يجب أن ينظر إليها كوحدة واحدة، لذلك تراجع خطوة واحدة، كانت الحركة غير مهمة ولكن يبدو أنها أدت إلى تغيير في وجهة نظره، فتنفس الصعداء،

ما كان ينظر إليه لم يكن له أي معنى، كانت الأبعاد خاطئة وكان الضوء يتصرف بشكل غريب، وكان الشكل الحقيقي لباب الفوضى لاباليتاي ينعكس في زوايا تتجاوز الزمان والمكان، ويبدو أن جسده كان ميكانيكيًا ومصنوعًا أيضًا من لحم حي.

ومع ذلك، في خضم كل تلك الفوضى كان هناك جاذبية لا يمكن إنكارها يمكن أن يشعر بها روان، والتي ذكّرته بمحرك العالم النابض في جسده، وكان يعلم أن هذا الشعور لا يمكن أن يكون مزيفًا، كان هذا شخصًا لديه نفس مصدر الدم مثله.

كان عليه أن ينظر بعيدًا قبل أن تنفجر عيون أندار، لكنه كان يشعر بسلالة أوروبوروس تغلي بينما كانت تتردد مع هذا المشهد خلف هذا الباب.

أغلق لاباليتاي على نفسه، وكان هناك رضا في عينيه كما لو كان منحرفًا تمكن من إظهار شيء شقي لقاصر، وشعر روان مرة أخرى بالرغبة في لكم هذا الباب.

“الآن، عليّ أن أجيب على السؤال الأول عن والدنا.” قال باب الفوضى: “عن خيانته وسقوطه، لكن… لا، لو فعلتُ ذلك دون أن أحضرك إلى أرض الميراث، لسلخني هؤلاء المتعصبون حيًا… ههه، يبدو أنني لا أستطيع إخبارك ببعض الأمور، ليس الآن، وإلا لكنتُ تحت المحاكمة، وكنتُ سأُتهم بنشر معلومات كاذبة، لكن هناك بعض الأمور التي يمكنني إخبارك بها. نعم، القواعد ميتة بينما منطقنا حي، يحترق كالأتون، أقول لكم”

بدأ يتحدث، لكن روان لاحظ أنه خفض صوته حتى أصبح همسًا تقريبًا، “كلنا أبناء الفوضى العظيم، ولم يكن والدنا بخيلًا في نسبه، وأنا متأكد أن هذا أحد أسباب كرهه. لقد منح دمه المصدري لكل شيء. منحه لسمكة، ومنحه لطائر، بل حتى لباب متعفن وجده منسيًا في الغابة… أوه، وهكذا وُلدت أنا، لاباليتاي العظيم، من أصل متواضع.”

‘لا يجب أن تكون فخوراً بهذا النوع من الأشياء.’ تأوه روان داخلياً.

“لن تُرو لك تفاصيل السقوط إلا عند وصولك إلى أرض الميراث، لكن والدنا تعرض للخيانة، وحاصرته قوى عظمى عديدة، لكنه كان قويًا جدًا، وكان من المستحيل قتله، لذلك سُجن عند بوابة النسيان، وشُنت حرب ضدنا نحن أبنائه. كانت تلك أوقاتًا مظلمة، ولعدة عصور، فاضت الأكوان بالدماء.”

الترجمة : كوكبة