السجل البدائي - الفصل 433

الفصل 433 خبران ساران

كان من المسكر أن يكون لديه هدف واضح يستطيع تحقيقه في فترة قصيرة من الزمن، وقد بذل نفسه بحماس لا يمكن أن يحققه إلا التقدم السريع.

ولم ينس أن يضع المستوى المتسامي لنوسفراتو للتنين أثناء مراقبة تقدم نورانييه، وكان الأكثر إثارة للدهشة هما إيروديل وسوريال الملكان.

لقد كان من الخطأ الحكم على تقدم جميع نورانييه كوحدة واحدة، لأن أولئك الذين لديهم إمكانات أعلى سيكونون دائمًا أقوى.

في المرة الأولى التي لمس فيها سوريال وإروديل أسوار المدينة، بقيا هناك دقيقة كاملة. وعندما طُردا، كانت الأضرار الجسدية والنفسية التي لحقت بهما ضئيلة، وتعافيا في أقل من ثلاثة أيام.

وسرعان ما كررا الأمر مرة أخرى، ومرة أخرى… كان تقدمهما خلال الشهرين الماضيين مذهلاً، وتوقع روان أنه في أقل من ثمانية أشهر، سوف يصلان إلى مرحلة النضج الكامل!

هذا الخبر السار غير المتوقع يعني أنه لن يضطر بعد الآن إلى حمل العبئ بأكمله عندما يتعلق الأمر بمحاربة سامين مجرة سيروليان، وسيكون لديه اثنان من الملوك المحتملين الذين أصبحوا الآن رؤساء النورانيين.

لم يكن روان قادرًا على الانتظار.

لم يتواصل مع إيفا لفهم الاتجاه العام للخطة لإغراء السامي الأول في القائمة، بل ركز فقط على دفع جانب المحارب الهائج الخاص به إلى مستوى أعلى.

بعد شهر، وصله خبران سارّان. لقد استُدرج السامي، وهو يطارد أحد ثعابين أوروبوروس خاصته إلى المنطقة المحددة حيث سيُحاصر، ويمكنه الآن الاتصال بأندار.

******

في اللحظة التي غادر فيها أندار القبو اللانهائي، أصبح عقله مشوشًا وسقط على ركبتيه، كان يعتقد أنه كان يشعر فقط بعلامات الإرهاق بعد ثلاثة أشهر طويلة من نقش مصفوفة روحه، على الرغم من أنه لم يشعر بأي بادرة من الجوع أو العطش داخل ذلك المكان، كان من غير الممكن إنكار أن الضغط العقلي كان مروعًا.

حتى تعصب أندار للنصوص كان لا بد أن يُنحّى جانبًا ليعمل جسده بشكل صحيح. لم يُبالِ أندار بأنه أصبح الآن مُساعدا من المستوى الثالث أو كيف وصل إلى هذا المستوى، السبب الوحيد الذي جعله يتوقف عن فك المزيد من النصوص هو أنه إن لم يسترح، سينهار.

لقد تم مراقبة تقدمه من قبل أحد الوكلاء للبرج الأسود والذي أرسل تقدمه اليومي إلى رئيس البرج إريك بلاك، على الرغم من أن أندار لم يكن على علم بكل ذلك.

تمكن من الزحف إلى سريره بينما لاحظ أنه كان يفتقد شيئًا واضحًا، لو كان أكثر وعياً بنفسه لكان قد أدرك من أين تأتي هذه المشاعر، لكنه كان مشغولاً للغاية بالتعب لدرجة أنه نسي الشعور بعيون روان غير المرئية خلف عينيه.

راقب روان الصبي النائم بنظرة غريبة في عينيه. كان توجيه شخصية أندار دون إشرافه آسرًا. كان الصبي باحثًا في أعماقه، ولم يكن مهتمًا بالسلطة إطلاقًا.

كانت فرصة دراسة السحر واكتشاف أسرار الكون هي العامل الدافع وراء جنون الشاب.

لقد غرست فيه فرصة العيش مرة أخرى الرغبة في التعلم بقدر ما يستطيع حتى لو كانت نهايته ليست جيدة، كل لحظة كان على قيد الحياة ليتعلم كانت معجزة بالنسبة له، لذلك كان يعتز بكل لحظة، ودرس النقش حتى انهار حرفيًا من الإرهاق حتى مع جسده القوي.

لقد كان من السهل قراءة جميع ذكريات أندار خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وأصبح على دراية بكل ما حدث أثناء غيابه.

لقد أصبح على علم بسادة البرج والعديد من التفاصيل حول نظام الطاقة في عالم السحرة الأعلى.

لقد أصبح أيضًا على دراية بالسياسة ولعبة القوة بين السحرة وأخذ علماً بذلك، وكانت افتراضاته حول العهد صحيحة، وأنها لم تكن أفضل ما يمكن للعالم الأعلى أن يقدمه.

كان رئيس البرج ساحرًا عظيمًا من الدرجة التاسعة، وكان من المحتمل تمامًا أن يتمكن من اجتياح تريون بالكامل في ثانية واحدة، حتى الملك السامي لا ينبغي أن يكون قويًا إلى هذا الحد، وإلا فإن رئيس البرج كان ليكون عضوًا في العهد.

كانت هناك لعبة أعمق تدور هنا، تتعلق بالحروب على سطح تريون، تتجاوز مجرد منع صعود ذلك العالم. استطاع روان تخمين بعض الأسباب.

لن يعرف معظم الناس الحقيقة، لكن روان أدرك الآن أن تريون كانت ذات يوم موطنًا لأمه، التي كانت إمبراطورية الحياة، ومن المؤكد أن مثل هذا المكان يحمل العديد من الألغاز التي لا يمكن لأي عالم رئيسي آخر أن يشهد عليها.

كان تمني هذا العالم أن يكون عالمًا أعلى كافيًا للتشكيك في أسسه. وكانت هناك أيضًا مكائد والده.

تنهد روان وهو يبدأ في التفكير في هذه المسألة، ربما يكون وجود أندار هنا أمرًا بالغ الأهمية لفهم ما يحدث خلف الكواليس، ربما يلقي ضوءًا جديدًا ويسمح له برؤية هذه المشكلة بطريقة لم يفكر في القيام بها من قبل.

قرر ألا يتدخل في حياة هذا الطفل، وترك نموه للقدر في هذه المرحلة المبكرة. سيكتفي بالمراقبة من الخلف ليرى إلى أين يقوده طريق أندار.

مسح روان وجوده من ذهن الصبي بينما لاحظ العاصفة القادمة التي كان من المؤكد أنه سيواجهها، كانت تصرفات معلم أندار غير طبيعية، وراجع روان الرسالة التي تركها لأندار وعبس، أراد التدخل قبل أن يقرر ترك القدر يلعب.

بدأ الصبي في جمع الحلفاء حوله، ومع دافعه للمعرفة، لن يمر وقت طويل قبل أن يتمكن من الذهاب بعيدًا كساحر.

لفت انتباه روان شيء آخر، وهو القبو اللانهائي. هذا المخلوق، مفترس الضوء، لم يكن من الإمبراطوريين، ولكنه لم يكن بدائيًا أيضًا، بل كان شيئًا غريبًا…

لم يكن روان مهتمًا جدًا بسلالته، لكن سيكون من المثير للاهتمام إذا تمكن من تعلم هذه التقنية لأنها ستصبح جانبًا، وأراد أن يرى أيهما متفوق بين الجانبين كليي القدرة.

لقد شعر بالفعل باهتزاز سجله البدائي، وعرف أنه قد نسخ بالفعل هذه التقنية العليا، وكان على وشك مغادرة وعي أندار والتراجع إلى أعماق نفسيته حيث سيراقب وينتظر.

عندما لاحظ شيئًا في ذكريات أندار، الذي كان أيضًا في نفس الغرفة في هذه اللحظة بالذات…

قوة قادرة على اكتشاف وجود روان…

الترجمة : كوكبة