السجل البدائي - الفصل 432

الفصل 432: الثوران

عند ملاحظة التفاصيل الموجودة على الصفحة، أغلق السجل فجأة وارتفع في الهواء بينما كانت عيناه مغلقتين واستوعب كل التفاصيل الجديدة والفهم حول جانب المحارب الهائج على المستوى المتسامي، مما سمح له بملة وعيه.

كانت هذه عملية ضرورية بالنسبة له حتى يتمكن من إنشاء المستوى المتسامي من نوسفيراتو ليستخدمه فرايغار، حينها فقط سيسمح للتنين بمحاولة الوصول إلى الدائرة العظمى الثالثة، وبعد ذلك، سيطلق التنين على أعدائه لتدريبه، وكان الهدف الأول في ذهنه.

كانت السمات التي اكتسبها من جانب المحارب الهائج من الدرجة المتسامية ثانوية، لكنه لاحظ أنه اكتسب كمية متزايدة من سمة الروح مما يشير إلى أنه كلما ارتفع مستواك، أصبحت تقنيتك تعتمد بشكل أكبر على الروح.

مع روح أعظم تأتي قوة أعظم، ولكن بما أنه لم يعد بحاجة إلى سمة الروح، فقد أُضيفت إلى سلالته كغذاء. كما لاحظ المصطلحات التي تستخدمها كل سلالة عند التهامها سمة الروح.

بالنسبة لقصر الجليد، كتب السجل البدائي: لقد تم التضحية بالروح من أجل قصر الجليد.

كان روان يشعر دائمًا بالقلق كلما رأى هذا المصطلح، لكنه دفعه جانبًا لأنه لم يكن لديه معلومات كافية عن هذا السلالة.

مع اكتشافات إيفا الجديدة، اتضح أن جذور قصر الجليد لم تأتِ منها، بل من شخص آخر. كائن من نور، وإن لم يكن مخطئًا، فهو على الأرجح بدائي أو يمتلك قوىً تُضاهيه.

أما سلالة شيول فكانت لها رسالة مختلفة: الروح خضعت لسلطة شيول. سلالة شيول تنمو.

كانت هذه علامة واضحة على أنه كان يحصل على فائدة ملموسة من جمع الأرواح، كما أنهم كانوا يخضعون لسلطة سلالته ولم يتم التضحية بهم.

على عكس الحال مع سلالة تجسيد إيف حيث هدده شخص مجهول، لم يظهر شيول أي مؤشر على أن أي شخص آخر كان مرتبطًا بهذا السلالة.

كان يأمل في دفع سلالة اوروبورس الخاصة به إلى هذه الحالة وجعلها ملكه حقًا.

ترك هذه الأمور للمستقبل، لكنه لا يزال يفعل كل ما في وسعه للتخطيط للمستقبل، واستمر في تحليل جانبه المتنامي.

جاء جانب المحارب الهائج من الدرجة المتسامية مع بعض الحيل الجديدة الرائعة. أصبحت نسخه أقوى، وأصبح كل واحد منهم يكاد يكون لا يُميز عن أي شخص حقيقي. كانت لديهم عظام ودماء، ونبضات قلوبهم قوية، وكان بإمكانه إرسالهم للعيش بين الفانين أو المهيمنين، وسيكون من الصعب معرفة أنهم ليسوا أحياءً حقًا.

كان روان متأكدًا من أنه لا يمكن لأي مستنسخين آخر من جانب المحارب الهائج أن يمتلكوا نفس الميزة لأنهم ولدوا من الحيوية التي لا نهاية لها لسلالة أوروبوروس الخاصة به، مما يجعل أسسهم لا تقارن بأي أسس أخرى، بالإضافة إلى أن الأثير الذي كان لديه إمكانية الوصول إليه كان يقترب من ذلك الذي كان موجودة خلال العصر البدائي.

أصبح بإمكان المستنسخ الآن إطلاق جميع مهارات المحارب الهائج بلا حدود. في المستوى المتسامي، يستطيع روان البدء باستخدام أثيره لتشغيل التقنية بكمية محدودة، مما يُضاعف قوتها.

وكانت هناك أيضًا تطورات جديدة أخرى كان حريصًا على اختبارها أثناء المعركة.

ومع ذلك، فإن كل هذه التغييرات تبدو ضئيلة بالمقارنة مع التحول الصغير في سجله البدائي والذي من السهل تفويته.

ارتفع معدل الثوران من 16% إلى 19%.

بدا هذا التغيير ضئيلاً، إذ لم يتجاوز نموه ثلاثة بالمئة، لكن القوة التي حررها له كانت هائلة. كان قد استسلم لإبقاء الثوران عند ١٦ بالمئة فقط حتى يصل إلى حالة التجسد أو أعلى، لكنه اندهش من قدرة جانب المحارب الهائج في الدرجة المتسامية على تحقيق ذلك.

ربما لأنه، مع تطور هذا الجانب، تلقى كمًا هائلًا من المعلومات، والتي كانت بمثابة وراثة منه. كانت هذه المعلومات دليلًا لكيفية استخدام القوة بكفائة متزايدة.

وقد تم نقل هذه التجربة القيمة أيضًا إلى أجزاء أخرى من قدراته وتعزيز سيطرته الشاملة على جسده.

كان الثوران يعمل بحرق حيويته. بالنسبة لأي شخص آخر، ستكون هذه التقنية عديمة الفائدة تمامًا، ولن يمارسها أحد عمدًا، حتى لو فعل، فلن تكون القوة التي سيكتسبها تستحق التكلفة.

كان انخفاض متوسط العمر هو النتيجة الأفضل، وكان الموت المفاجئ بسبب ضعف الحيوية هو النتيجة الشائعة.

كان روان مختلفًا، بالنسبة للآخرين، كان هذا بمثابة لعنة، لكن بالنسبة له، كانت هذه التقنية هي الأساس الذي سيستخدمه لمحاربة السامين.

أولاً، كانت حيويته لا تنضب، وكان هذا مفهوماً لا يمكن إلا لسلالة اوروبوروس الخاصة به أن تجسده في الكون المادي، لأنها تمثل اللانهاية.

إذا كان الثوران عبارة عن فرن من شأنه أن يعطي المزيد من الحرارة دون أي حدود كلما غذيته بمزيد من الحيوية، فإن قدرة روان الفريدة تحطم النظام تمامًا لأنه كان لديه حيوية لا تنضب ليعطيها.

بكل الحيوية التي ضخّها في “الثوران”، استطاع اكتساب كميات هائلة من الطاقة التي يمكنه توجيهها إلى أي جزء من جسده لزيادة قوته ورشاقته وبنيته الجسدية. نظريًا، يمكن زيادة الطاقة التي منحته إياها إلى ما لا نهاية.

حتى الآن، كان روان حريصًا دائمًا على عدم استخدام هذه التقنية لمحاربة المعارضين الذين لا يستطيع الفوز عليهم بسرعة لأن هناك عيبًا في هذه التقنية جاء من سلالته.

كان بإمكانه حرق طاقته بلا حدود، لكن كان هناك مُؤقت. في كل ثانية كان يستخدم فيها الثوران، كان يقترب من الجنون، وسلالته تتمرد على سيطرته.

لو لم يكن حذرًا، لما كانت الرؤية التي يلتهم فيها الكون احتمالًا بعيدًا، بل يقينًا. كان الثوران مهارةً وُلدت من ذلك الفعل المجنون، وقد خلّفها السجل البدائي ورائه، إذ كان بحق أعظم سلاحٍ في ترسانته، ولكنه كان أيضًا أعظم مصدر خطرٍ حالي.

كل نسبة مئوية حصل عليها في الثوران ستؤدي إلى قدرته على استخدام التقنية لفترة أطول، كما ستزيد أيضًا من كمية الحيوية التي كان قادرًا على حرقها من خلال تعزيز القوة التي تغذى بها.

لم تعد معركته القادمة مع السامي تبدو وكأنها حلم بعيد المنال، بل أصبحت احتمالية مؤكدة مع وجود هذا السلاح المعزز في جيبه، وأصبح رفع مستوى جانب المحارب الهائج الخاص به إلى الذروة هو الهدف قصير المدى الآن.

الترجمة : كوكبة