السجل البدائي - الفصل 430

الفصل 430: تمزيق الفضاء

وبعد أن فعل ذلك، ركز تفكيره على المشروع التالي، والذي كان إيجاد طريقة للبحث في العالم السفلي، أو عالم الظلال، عن صفحة السجل البدائي التي سرقها من والده.

وهذه فائدة أخرى حصل عليها في ذلك اليوم.

كان قد كلف فيونا شادوسول بسرقة أغراض من جسد والده وإلقائها في شق في الفضاء. مع أنه لا يتمتع بسلطة أوهروكس، أمير الشياطين، إلا أنه كان متأكدًا من أنها ستتبع تعليماته.

لم يكن بإمكانه استخدام هذه الهوية قبل أن يقوى، وإلا لكان من السهل على العهد أن يسجن وعيه. من يدري أي فخٍّ وُضع على أنيما الشيطان؟

كان من الصعب استعادة تلك الصفحة من عالم الظلال، لكنه ليس مستحيلاً. كانت لديه صلة جوهرية بالسجل البدائي، وسيُقاد إليها قريباً.

قد يستغرق البحث بضعة أشهر أو قد يستغرق عشرة آلاف عام، كان عالم الظلال واسعًا مثل الكون، ولم تكن هناك معالم لتحديدها، وكان أداء المكان والزمان غريبًا هنا وكان عليه أن يأخذ الأمر ببطء.

داخل القصر السامي، فتح روان عينيه، فتدفق الدم الأحمر من مسامه كالطوفان حتى خُلقت نسخة أخرى. وبينما كان لا يزال معجبًا بتعدد استخدامات هذا الجانب، حاول تمزيق الفضاء، لكن القصر السامي بأكمله اهتز وقاوم محاولته.

‘هذه مفاجأة سارة. إذًا، القصر السامي يدافع سلبيًا ضد التمزقات والانثناءات المكانية، وهذا يعني أن النقل الآني لن ينجح بداخله، وإلا فسيكون مكلفًا للغاية.’ تأمل روان.

لم تكن هناك أي عوائق أمام إسطرلابه عندما استخدمه داخل القصر السامي، لذلك لم يكن لديه أي فكرة أن مثل هذه الميزة كانت جزءًا من تصميمات القصر، ولكن يجب أن تكون ميزة طبيعية، بعد كل شيء، كان القصر السامي للسامي هو ملاذه، حيث يتم الاحتفاظ بشرارته السامية، وكان لابد من الحفاظ عليه قدر الإمكان.

ظهر في أعلى القصر السامي إلى جانب استنساخه ، وأحضر إصبعًا واحدًا بدا طبيعيًا، وفصل به الفضاء.

كان شعورًا غريبًا أن يشعر بنسيج الواقع يتفكك، كان الأمر كما لو كان يدفع إصبعه في ثلج طري.

كان الشق في الفضاء مستقيمًا كالشفرة، وكان يلتئم ببطء، لكنه دفع بيديه عبر الفجوة وبدأ يمزقها. شعر بحواف الفضاء الحادة تشق راحتيه، لكنها لم تترك سوى خطوط بيضاء رقيقة تتلاشى في لمح البصر.

وفجأة جائه الإلـهام الذي تلقاه عندما رأى سكرات الموت لذلك العملاق الغازي، فأغمض عينيه في تأمل عميق لبضع ثوان، وعندما فتحها، بدا وكأنه قد فهم شيئًا ما.

مد يديه مفتوحتين على مصراعيهما، وتمزق الفضاء وتحطم مثل الزجاج، وضع يديه على وجهه، حيث كانت بقايا الواقع تتلوى في راحتيه المغلقتين مثل الدخان الحي.

“مذهل.” فكر روان.

تسلّح المستنسخ بالغضب ودخل الفضاء المدمّر دون أي تأخير. كان جزءًا منه كالبقية.

سرعان ما شُفي الشق من تلقاء نفسه، لكن كان هناك جزء مفقود يستغرق وقتًا أطول للشفاء. بدأت المساحة التي كان يمسكها بين يديه تزداد عنفًا، وكان روان مصممًا على معرفة ما سيحدث إن لم يُفرج عنها.

مع اقتراب الجزء المفقود من الفراغ، بدأت راحتاه تتوهجان بشدة. اشتدت حدة الاصطدام بينهما لدرجة أن الشقوق بدأت تظهر فيهما.

كانت عينا روان متعجبتين وأبقى قبضته مغلقة حتى شُفي الشق الفضائي من تلقاء نفسه وتوقف العنف في يديه.

استطاع روان أن يشعر بأن قطع الفضاء التي كان يحملها أصبحت هادئة وباردة، ففتح راحتيه ليرى حالتهما الحالية.

وبعد ثانيتين قال “أوه”

لقد ابتلع روان ضوء ساطع وانفجر بين يديه انفجارًا يعادل انفجار قنبلة نووية!

انجرف جسده في الفضاء لمئات الأميال قبل أن يتوقف زخمه. والمثير للدهشة أن الضرر الوحيد الذي لحق به كان احتراقًا طفيفًا في جلده قبل أن يتلاشى.

كانت ملابسه مصنوعة من الأثير الدموي لجانب المحارب الهائج، وقد شُفيت بسرعة كبيرة من الأضرار الصغيرة التي لحقت بها، وكأنها لم تتضرر أبدًا.

عندما نجا روان من الدمار، بدا وكأنه لم يُصب بأذى على الإطلاق. كان هذا متوقعًا لأن مجال قوته السلبية وقدراته على التحريك الذهني قد تطورا بشكل كبير بفضل سماته الحالية.

السبب الرئيسي لقدرته على الحفاظ على “الفضاء” هو لف يديه بحواجز متعددة من التحريك الذهني. أثناء الانفجار، خفض روان مجال قوته للتحقق من متانة جسده، وإلا لما تعرض لأي ضرر.

ربما يكون روان قد وجد للتو سلاحًا قويًا بسبب الإلـهام الذي تلقاه في ذلك العملاق الغازي.

كان سبب الانفجار أن روان أطلق حواجز التحريك الذهني التي استخدمها لتغطية قطعة الفضاء التي أخذها. عندما تعرضت تلك القطعة للفضاء، أطلق الاصطدام بينهما كمية هائلة من الطاقة.

والآن أصبح روان مهتمًا باكتشاف المزيد عن هذه الظاهرة.

طلب من “بئر المعرفة” مراجعة العملية وتقديم تطبيق أفضل لها. قد لا تنجح هذه الطريقة ضد السامين لأن الضرر كان واسع الانتشار، لكنه يستطيع تدمير عدد لا يحصى من الكائنات الأضعف بالاستحواذ على مساحة من فضاء ثم إطلاقها.

متشوقًا لتجربة قدراته الجديدة، عاد روان سريعًا إلى قصره السامي، كان هناك احتفالٌ جارٍ بين البشر، فأرسل مستنسخًا ليحل محله، مع أنه لم يمكث سوى عشر دقائق قبل مغادرته.

الترجمة : كوكبة