السجل البدائي - الفصل 425

الفصل 425: أصل النورانيين (الجزء الأول)

كان الهواء أمامه يتلألأ بضوء أبيض وظهر نزراقيم ودورا أمامه، انحنى كلاهما وكان بإمكان روان أن يشعر بموجة الإهتمام الشديدة المتدفقة من أجسادهما.

رحّب جسد روان الرئيسي بالثنائي النورانيي، وجذبهما فورًا إلى فضائه العقلي. لاحظ روان أنه بما أن سلالة شيول خاصته تقيم في فضائه العقلي، فقد وُلدت أراضيه داخلها. إذا وصلت سلالة أوروبوروس خاصته إلى الدائرة العظمى الثانية، فأين ستكون أراضبه الثانية؟

لقد كان لديه حدس، لكنه ربما كان مخطئًا، والاتجاه الذي اتخذه سلالته ربما كان غريبًا جدًا، ولم يكن لديه المعرفة الكافية بعد لفهم كل تعقيداته.

اندهشا فورًا عندما رأيا هذا المكان. كان لعقله جلالٌ ومجدٌ لا يُنكر، يصعب وصفهما. هل هي مدينته المتغيرة باستمرار، شيول، شجرة الرغبة العملاقة، ملايين نورانيي شار، أم العجائب الكثيرة التي يُمكن رؤيتها في لمحة؟

سقط نِزراقيم ودورا على ركبهما وركعا على ركبهما له. كانت فرصة رؤية أسرار المنشئ شرفًا عزيزًا عليهما.

لقد كانا من بين النورانيين الأوائل الذين ولدوا، ومع كل عام يمر كانت قوة الخالق تزداد عمقًا وتزداد عمقًا، وبعد مليون عام من الآن، سيكون مصدر فخر بين الجحافل أن تكون من بين أول من يشاهد صعود الخالق.

استطاع روان أن يفهم مشاعرهم، وتزايدت في قلبه رغبةٌ في أن يكون قويا كصورتهما عنه. كان إيمانهما به مصدر قوةٍ لا شكل له، بدأ يُقدّره.

كما أثار حجمهما الحالي اهتمامه، يبدو أن النورانيين أصبحوا أكبر كلما أصبحوا أقوى، وبالنظر إلى الحجم الحالي لهذين الاثنين، توقع أن النوراني الناضج تمامًا يجب أن يبلغ طوله اثني عشر قدمًا على الأقل.

كان هناك شكل مكثف من التعصب في كل نوراني ارتبط ببشر، وكان مختلفًا عن أولائك النورانيين الذين لم يرتبطوا بعد.

كانوا أكثر فضولًا ومغامرة، وتعمقت أفراحهم وأحزانهم، إذ بدا أن أجزائهم البشرية تُعزز كل نكهة من مشاعرهم. وكان كونهم أقوى من النوراني العادي ميزة إضافية.

كان روان على علم بخطة الإرتباط التي وضعتها إيفا، ومع عدد البشر داخل كواكبه المزروعة، فلن يكون من الصعب العثور على مرشحين جديرين بهذه العملية.

في الوقت الحالي، لم ير روان أي عيوب كبيرة من تصرفاتهم، ومع الفارق الفطري المتزايد بينه وبين كل أشكال الحياة الأخرى، لم يكن ضد فكرة التعصب لأنه فهم أن مثل هذه التصرفات تحمل القوة التي سيحتاجها في المستقبل مع نموه أقوى.

لقد قامت الدائرة العظيمة الثانية ببناء العوالم أو الأراضي، فما الذي قامت الدائرة العظيمة الثالثة بتطويره؟

دفع هذه الفكرة جانبًا للمستقبل وبدأ في جمع أرواح الأسلحة من النورانيين، شعر بخيبة أمل عندما رأى أن شكلها كان رماديًا وحملت قوة أقل بكثير من روح السلاح التي جمعها من الآنسة.

لقد شك في قدرتهم على السيطرة على سلاح معقد مثل النصل، لكن الإجابة سوف تتكشف له قريبًا.

أمر بصنع سلاحي السامي، وبناءً على ملاحظات “الحدادة الجوفاء”، سيكتمل المشروع في عامين. كانت هذه مدة قصيرة جدًا، إذ إن تعقيد هذه الأسلحة سيستغرق ألف عام على الأقل لإنتاجها في “الحدادة الجوفاء” المجهزة بالكامل.

تم بناء النصل الأول على مدى 5000 عام، إذا كان المبدع الأصلي يعرف أن عمله يمكن تفكيكه وإعادة بنائه ليس إلى نسخة واحدة ولكن نسختين متفوقتين في المستقبل، وفي غضون عامين قصيرين، تسائل عن الفكر الذي قد يسكن قلبهم.

التفت إلى الثنائي النوراني، متشوقًا لمعرفة كيف سيُعاملان ضد أسوار الهاوية. أمرهما بالوصول إلى المدينة ولمس الأسوار، ثم تراجع، وبقيت إيفا بجانبه، وعيناها متشوقتان لمعرفة كيف سيتصرفان.

لم تكن لديها أدنى فكرة عن سلالة شيول، وما هي قدراتها. كانت السلالة البدائية أسطورة، حتى بين الأقوياء. لم تكن الشخصيات المؤثرة في العصور القديمة تسمح بنشر سلالاتها، وحتى لو أرادت، كان تحقيق ذلك صعبًا للغاية.

كان من الصعب على السامي أن يلد، ناهيك عن البدائي، الكائن الذي كان تجسيدًا للخلود أكثر من كونه جسدًا حيًا.

بدأ روان بالتحدث إلى إيفا، ولم يكن النورانيان في عجلة من أمرهما للوصول إلى أسوار المدينة، بل بدا كلاهما وكأنهما يطبلان لانمي شونين طويل ومنفوخ وكانت حركتهما تشير إلى أنهما حجاج متجهين إلى مكان مقدس.

“أنا مهتم بنورانيي تشار الذين أحييتهم، وخاصةً ذاك الذي في المقدمة. بغض النظر عن شكله الشيطاني، فإن القوة الهائلة التي أشعر بها بداخله مذهلة.”

تنهدت إيفا قائلةً: “روان، يمكنني أن أخبرك بمستوى إمكانيات كل نوراني هنا، لكنني لا أعرف إمكانيات ذلك النوراني في المقدمة. على الأرجح لأنني لم أستدعِ نورانيا بهذه القوة خلال فترة حكمي لقصر الجليد. هذا يوحي لي بأنه، أيًا كان النوراني، فقد وُجد قبل زمني، مما يجعله كائنًا قديمًا بحق، ربما… كان حيًا في العصر البدائي، فهذه هي الفترة الزمنية الوحيدة التي لم تكن فيها ذاتي السابقة موجودة.”

لقد أثير إهتمام روان، مع نمو قوته، بدأ يدرك أن مقر القوة الحقيقي لا يمكن العثور عليه داخل الكون، ولكن خارجه، وأن الأقوياء حقًا ليسوا السامين أو السحرة أو حتى الإمبراطوريون، بل شيء أقدم بكثير، البدائيون.

تابعت إيفا: “كنت أظن أن السبب الوحيد لولادة نوراني بهذه المكانة هو ظهور سلالة بدائية لديك. كنت سأنصحك بإيقاظه فورًا، ولكن مهما كانت آثار هذه المدينة على النورانيين، يبدو أن فائدتها أقوى على نورانيي تشار، وربما يكون من الأفضل ملاحظة هذه التغييرات قبل أن نبدأ بإيقاظ أيٍّ منهم.”

الترجمة : كوكبة