السجل البدائي - الفصل 423

الفصل 423: توسيع الأراضي

ربما يكون قد خسر الكثير بسبب فقدان روحه، لكن كان لديه بديل جدير في شكل أعمدة وعيه وبئر المعرفة.

لقد ترك روان عمودين فقط للوعي لاستخدامهما خارج المعركة، وكان ذلك أكثر من كافٍ.

ذهب إلى جانب إيفا التي كانت تراقب الأعداد الهائلة من نورانيي تشار، والشجرة السامية التي تنمو في المسافة، ومدينة شيول الغامضة، والكميات المذهلة من بلورات الروح التي تمثل ارتفاعًا قادمًا في قوتهم.

كان تنفسها صعبًا لأنها لم تتوقع هذا القدر من التحسن في الوقت القصير الذي نام فيه روان.

دعاها إلى جانبه، وبدأ روان في توضيح الخطط التي وضعها لنموه.

كان أول ما في جدول أعماله تنمية قوته الشخصية. كان في الدائرة العظمى الثانية، وبالنسبة لمهيمن عادي، كان ذلك في أول العوالم الثلاثة، وهو عالم أراضي الأراوح، ثم عالم التوهج، وأخيرًا عالم الإعلان.

بالنسبة لمهيمن عادي، كانت هذه بداية رحلة شاقة للصعود عبر العوالم. كان عليه جمع موارد غريبة متنوعة لبناء أراضيه، مثل الأرض السحرية، والسبائك، وحتى الكائنات الحية.

كانت الدائرة العظمى الثانية تسمى أيضًا المعادل العظيم، لأن بناء أراضيك لم يتطلب الكثير من الموهبة من جانب المهيمن، فقط الحظ السعيد والكثير من الموارد.

إذا كنت محظوظًا بما يكفي للوصول إلى الدائرة العظمى الثانية بمواهب سيئة، فمع وجود ثروات كافية، ستتمكن من تنمية أراضيك حتى تصعد عبر العوالم إلى ذروة الدائرة الثانية.

إذا كنت محظوظًا بما يكفي حتى بدون ثروات، فقد تجد كنوزًا عظيمة من شأنها أن تدفعك عبر العوالم في غمضة عين.

كانت هذه هي الطريقة المقبولة عمومًا لتنمية عوالمك باعتبارك مهيمنًا، ولكن كانت هناك طريقة ثانية كانت تعتبر محرمة.

لم يتعلم روان هذا إلا بسبب حقيقة أنه حتى في هذه اللحظة، كان لديه عشرة نورانيين داخل العائلات العظيمة في تريون، حيث قاموا بإرسال المعلومات إليه.

كانت هذه الطريقة محظورة لأنها لا تُجدي نفعًا إلا مع أفراد من نفس السلالة. كانت هذه الطريقة تلتهم أراضي الآخرين.

لا يمكن استخدام هذه الطريقة إلا على الأعضاء ذوي السلالات والمسارات المتشابهة، وفي النهاية فإن أراضيهم بغض النظر عن مدى اختلافها على السطح لا تزال تنتمي إلى سلالة واحدة من أجدادهم.

كانت هناك مخاطر لمثل هذه الأنشطة، ولكن إذا كان المهيمن الأقوى يتمتع بإرادة قوية، فسوف يكون قادرًا على التهام أراضي أولئك الأضعف منه.

سمح روان لهذه المعلومة بالمرور في ذهنه وهو ينظر إلى بحر الظلام أسفله. كان البحر الشاسع دليلاً على دخوله عالم اراضي الأرواح.

لكي يزداد قوة، عليه أن يُعمّق مستوى هذا البحر مع توسيعه. ستكون مملكته قد اكتملت تمامًا عندما تلامس حافة هذا البحر نهايات فضائه العقلي، حينها فقط يُمكنه الصعود إلى الدائرة العظمى الثالثة.

ومع ذلك، كان يعلم أنه قادرٌ على الصعود إلى الدائرة العظمى الثالثة في هذه اللحظة. لم تكن أسسه في أفضل حالاتها الآن، لكنها كانت أبعد مما يمكن لأيّ مهيمن أن يأمل في تحقيقه.

حتى في حالته الأساسية وأراضيه في أدنى مستوياتها، كان أساسه أقوى من ملايين المهيمنين مجتمعين.

لكن هذا لم يكن كافيًا بالنسبة له. لم يكن مُهيمنا، ومع ازدياد قوته، لم يعد مجرد إمبراطوري، بل أصبح شيئًا أكبر بكثير. كان يُصبح بدائيًا.

لو وصل إلى هذا المستوى، لما استطاع اختصار أي خطوة في مسيرته. سيُكمل كل مستوى على أكمل وجه.

كانت هذه المهمة جسيمة، حتى روان نفسه كان من الصعب عليه تحديد حدود فضائه العقلي. مع كل تطور في سلالته، كان فضاؤه العقلي ينمو.

إذا لم يتمكن من إيجاد طريقة لتوسيع أراضيه بسرعة، فمن المحتمل جدًا أن يظل عالقًا في الدائرة العظمى الثانية لمدة مليون عام أو أكثر.

كان لديه طريق مختصر لكن روان شك في أنه سيفيده كثيرًا مع كمية بلورات الروح التي لديه، ولكن من أجل التحقق من صحة أفكاره، أخرج بلورة الروح ووضعها فوق البحر اللامتناهي.

وباستخدامه لبئر المعرفة، ركز إرادته على الشكل الذي أراد أن تتخذه بلورة الروح، وكان يحمل تلك الصورة بقوة في ذهنه لدرجة أنه كان من الممكن أن تكون حقيقة.

سحق بلورة الروح التي كانت تحتوي على مليون نقطة روح بداخلها، وتركها تسقط في البحر.

كان هناك فترة طويلة من الصمت وكأن شيئًا لن يحدث، ثم ارتفعت موجة ضخمة يبلغ ارتفاعها أكثر من ألف قدم من الموضع الذي أسقط فيه بلورة الروح.

أُنتجت مليارات الجالونات من بحر الظلام البدائي من هواءٍ فارغٍ ظاهريًا. استمرّ الاضطراب عشر دقائق قبل أن يتوقف.

لقد قام بئر المعرفة بجمع كل قطرة ماء تم إنتاجها وأعطاه رقم مائة كوادريليون جالون.

كانت هذه كمية مذهلة من المياه، كافية لملئ مائة نهر، يمكن أن نطلق عليها محيط من المياه، ولكن بالنسبة لروان، كانت هذه مجرد قطرة في دلو.

لم يمض وقت طويل منذ أن كان يحتفل بحقيقة أنه كان لديه أكثر من خمسمائة بلورة روحية، والآن لم يعد هذا العدد مثيرًا للإعجاب.

كم بلورة روح يحتاج ليصل إلى قمة الدائرة الثانية؟ ألفٌ لا تكفي، عشرة آلاف؟ مئة ألف؟

هل سيكون هناك ما يكفي من السامين في الكون لتلبية احتياجاته؟

كان هذا فقط لأحد سلالاته، ماذا عن عندما بدأ في ترقية سلالته الثانية وأخذ كليهما إلى الدائرة العظمى الثالثة، هل كان سيحتاج إلى ملايين من بلورات الروح لإحداث أي تأثير في ترقيته؟

الترجمة : كوكبة