السجل البدائي - الفصل 421
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 421: الرقص فوق ساحة المعركة
سكتت مايف قبل أن تستأنف القتال بحماس أكبر. تنهد نزراقيم وأفقدها بضربة على جبينها. كان قد ارتفع عشرة آلاف ميل في الهواء، وانضمت إليه دورا. كادا يضاعفان سرعتهم عندما اهتزت الأرض تحتهما، واهتز الهواء.
تحتهم، تحول الهواء إلى ظل من اللون الأسود والأحمر، بينما ارتفعت صواعق الدمار من الأرض.
“واو…” قالت دورا ببطء، “إنه رائع للغاية عندما تنظر إليه من هذا الجانب.”
تحتهم، أطلق رمح الدمار التابع لعائلة تيبيريوس عشرات الآلاف من الصواريخ التي بلغ طولها مئات الأقدام وتسافر بسرعة خمسة أضعاف سرعة الصوت، وكان النورانيان الصاعدان في الطريق، أو كانا هما الهدف.
لم يهتم نزراقيم بالهجمات بهذه السرعة القادمة من بعيد، فوضع تعويذة حماية على جسد مايف وهز جناحيه مائة مرة في أربع ثوانٍ، متسارعًا إلى ماخ 9، وهو ما يعادل تسعة أضعاف سرعة الصوت.
تحوّل إلى شعاع ذهبيّ انطلق نحو السماء. ضحكت دورا وبدأت بالرقص.
تحرك شكلها النوراني الرائع عبر الصواريخ الصارخة التي بالكاد لامست جسدها، ولم تخطئها إلا إنشًا واحدًا. حتى أنها أغمضت عينيها وهدأت حواسها، تاركةً غريزتها تقودها عبر حقل من الدمار.
لقد فهمت في قلبها أنه مع نور المنشئ إلى جانبها، فإنها سوف تمشي عبر حقل الموت وتخرج منه دون أن تصاب بأذى.
شاهد هذا المنظر الباهر المهيمون والسحرة والشياطين، ولفترة وجيزة، ساد الصمت في هذه الزاوية من ساحة المعركة. أجنحتها المشتعلة، وحركاتها الرشيقة الخارقة للطبيعة، وجسدها الذهبي، كل ذلك أبهر جمهورها، وبدأ شعورٌ بالتقديس يتسلل إلى قلوب الضعفاء.
انتهى وابل الصواريخ بخيبة أمل كبيرة بالنسبة لها، وسرعان ما رفرفت دورا بجناحيها واختفت في الأفق، عندما لحقت بنظيرها.
“هل كان ذلك ضروريًا حقًا؟” تنهد نزراقيم، ولم يجيبه سوى ضحكة دورا.
في اللحظة التي اخترق فيها النورانيان حاجز السماء وخطيا إلى الفضاء، استخدم روان أعينهما لرؤية ما يسمى بقصر الملك السامي.
لقد تم صنعه من الخشب، وكان هناك أربعة عشر قمراً تدور حول القصر مثل الجواهر، وهذا يوضح مدى ضخامة هذا القصر، مما يجعل قصر إيروهيم السامي يشبه ملعبًا للأطفال.
كانت هناك إرادة هائلة وقوية تُحيط بهذا القصر، وكان روان حريصًا على عدم ملامستها. فقد شعر بأن الإرادة حادة كما لو كانت قادرة على اختراق أي شيء في الوجود.
إن لم يكن مخطئًا، فمن المحتمل جدًا أن يكون هذا القصر قد بُني من عظام أمه، وعُرض على العالم أجمع. لم يكتفِ بقتلها، بل بنى قصرًا من عظامها.
وضع روان هذه الإهانة في قلبه إلى جانب الإهانة التي سبق أن ذكرها. لقد أرسل أضواء الإسطرلاب أمامه حتى قبل أن يتواصل مع الثنائي النوراني في ساحة المعركة.
بهذه السرعة الجديدة، بعد اثنتي عشرة ثانية، غطى ضوء أبيض حليبي كلا النورانيين واختفيا عن الأنظار.
وبعد ثوانٍ قليلة ظهرت شخصية في المنطقة التي اختفى منها النورانيان، وبعد البحث لفترة طويلة باستخدام أساليب صوفية مختلفة بحثًا عن أي أثر ولم يجد شيئًا، اختفت الشخصية.
كما جاء إلى هذا الموقع تيار مستمر من المحققين وحاولوا بقدر استطاعتهم التحقيق في هذه المنطقة، لكنهم جميعًا غادروا بخيبة أمل.
****
سحب روان النورانيين عبر الفضاء ووضعهما على كوكب خارج مجرة السديم مباشرةً. كان هذا المكان بعيدًا عن متناول الإمبراطورية، وكان فيه ملاذ آمن أنشأته إيفا.
كان كوكب التعدين مهجورًا وكان مليئًا بعدد لا يحصى من الأنفاق، وفي أعماق هذه الهياكل المتاهة كان هناك ملجئ آمن بناه إيفا لحالات الطوارئ وأغراض أخرى.
لقد أنشأت مثل هذه الملاجئ الآمنة على مئات الكواكب، وتم تكليف نوراني واحد بمهمة بناء مثل هذه الملاجئ الآمنة في جميع أنحاء المجرة.
وضعا مايف النائمة في الملجئ، واختفيا معًا حين استدعاهما روان إلى جانبه. كان إحضار مايف إلى موقعها الحالي محفوفًا بالمخاطر، إذ لا شك أن أجهزة التتبع ستُوضع على جسدها.
ومع ذلك، شعر أن المخاطرة في انتزاعها من قبضة الإمبراطورية تستحق العناء. لم تكن هناك طريقة فعلية لتتبع تحركات إسطرلاب عبر الفضاء، ولم يكن قلقًا من إمكانية تتبعه إلى موقعه.
****
تنهد روان وهو يسحب عقله بعيدًا عن النورانيين، لقد استغرق وقتًا أطول مما كان متوقعًا ومر دقيقتين بالفعل ولكنه أنجز المهام التي أراد إنجازها.
فتح عينيه وابتسم، وأضاء وجهه عندما سقطت ديان في ذراعيه وهي تبكي.
“أنت مستيقظ… أنت مستيقظ. أنا سعيدة جدًا.” قالت من بين دموعها وهي تدفن وجهها في بطنه.
‘لم تنمو طويلاً، حتى مع وجود أثر لقوتي يتدفق في عروقها.’ فكر روان.
ابتسم روان وربت على رأسها، ثم نظر إلى يساره حيث نهضت إيفا. كانت عيناها السوداوان عميقتين كالمحيط، لكن روان استطاع أن يرى الدهشة فيهما وهي تنظر إلى هيئتها البشرية.
انزلقت الدموع على عينيها عندما نظرت إلى روان، كان بإمكانه أن يرى المفاجأة والفرح والقلق والعديد من المشاعر الخفية التي كانت تغمر عقلها.
كان بإمكان روان أن يفهم جزءًا من مشاعرها، وكان احتمال وجود شكل بشري خاص بها بعد كل هذا الوقت مفاجأة كبيرة لأنها لم تكن لتفكر أبدًا أن هذا النوع من التغيير ممكن.
على الرغم من أنها كانت سعيدة، إلا أنها كانت بلا شك خائفة على مستقبلها وهدفها، فجأة أصبح الشخص الذي كانت مرتبطة به ارتباطًا وثيقًا منفصلاً عنها ويمكنها أن تشعر بالفراغ الذي تركه ورائه.
الترجمة : كوكبة