السجل البدائي - الفصل 412
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 412: ترقية سلالة الدم
التغييرات في سجله البدائي جعلت روان يتساءل إن كان بإمكانه التواصل بشكل أفضل مع هذا الكنز الغامض. كان يعلم أن للكتاب نوعًا من الوعي، ومع هذا التغيير، شعر أن التفرد قد اندمج معه بشكل أفضل من ذي قبل.
نظر روان إلى الصفحات، كان هناك لونين، أحمر وأخضر، لكن روان شعر أن الاندماج الحقيقي بينه وبين السجل البدائي سيجعل الكتاب يمتلك المزيد من الألوان، بعد كل شيء كان لديه ثلاثة سلالات، ويبدو أن واحدة منهم فقط قد اندمجت حقًا مع الكتاب.
ومع ذلك، لم يمنعه ذلك من محاولة التواصل معه.
لمس روان غلاف الكتاب وأغمض عينيه، وبحث عن ذلك الارتباط الذي كان لديه مع هذا الكتاب الذي بدا وكأنه يتجاوز حدود الزمان والمكان.
أحسَّ به. كان غامضًا ومختبئًا خلف طبقات لا حصر لها من المعلومات الغامضة، التي بدت كثيفة للغاية. حتى مع كل قدراته الحسابية الحالية، سيستغرق مئات الملايين من السنين لفهم جزء بسيط منها.
كان هذا هو السجل البدائي! كان روان بداخله، وكانت لمحة نادرة عن كنز هذه التفرد.
لقد أحس بإحساس عام بالتسلية من ذلك.
“ماذا أنت؟” همس روان في رهبة.
حدث تحول، وفقد روان وعيه. عندما استعاد وعيه، أدرك فورًا أن السجل البدائي حاول التواصل معه، لكن نظرًا لأن قواه الحالية لم تكن كافية، فقد فقد وعيه تمامًا لأن عقله كان غارقًا في الأفكار.
‘متى سأتمكن أخيرًا من فهم هذا المستوى من القوة؟’ فكر.
مع علمه بأنه من غير المجدي الخوض أكثر في السجل البدائي، سأل سؤالاً ملتهباً شعر أن السجل البدائي وحده هو الذي سيملك الإجابة الحقيقية عليه،
“من هو والدي؟”.
انتظر لفترة ولم يتلق أي رد منه، ثم شعر بإحساس بالاشمئزاز والغضب والخوف والرغبة في الدماء.
توقف روان، فقد اكتشف أن أسلوب السجل البدائي في التواصل معه يبدو أنه يعتمد على العواطف. كان الشعوران اللذان شعر بهما منفصلين ومتميزين.
بدا أن الشعور بالاشمئزاز والغضب يأتي من مجموعة واسعة من الناس، وكأن العالم بأكمله لديه شعور جماعي بالاشمئزاز والغضب تجاه شخص واحد فقط، وكان يعرف من يوجه هذا الشعور إليه.
كان موجها نحو والده. فقد أدرك المجموعتين الأخريين من مشاعر الخوف والرغبة في الدماء، كما شعر بها منذ فترة ليست طويلة. كانت من والده.
ما استخلصه من هذه الرسالة الغامضة كان بسيطًا وعميقًا في آنٍ واحد. كان هناك مكانٌ خارج الكون يُهدد والده لدرجة أنه شعر بالخوف، ليس أي خوف، بل كان خوفًا شديدًا يُخدر العقل، كالذي تشعر به الفريسة أمام المفترس.
كانت هذه كل المعلومات التي يحتاجها للمضي قدمًا. لم تكن كما كان يأمل، لكنها كانت عونًا له مع ذلك. احتفظ بمشاعر والده في قلبه.
مهما كان السبب الذي جعل والده يشعر بهذا الخوف، فإنه سوف يتأكد من أنه سيفعل ما هو أسوأ.
لقد استعاد ما يكفي من ذكرياته الماضية ليعرف نوع الوحش الذي كان يتعامل معه.
أنهى سجله البدائي علاقتهما، لكنه ترك وراءه شعورًا أخيرًا، شعورًا بالرضا.
عاد السجل البدائي إلى جسده، فأدرك الآن أنه لم يعد يسكنه كما كان من قبل. بل انطلق نحو الشجرة العملاقة النامية، واستقر على أحد أغصانها، حيث بدا وكأنه يلعب بأوراقها.
كان هذه التفرد مليئا بالتعقيدات التي لا نهاية لها، ومع ذلك فقد بدى وكأنه شيء بسيط ونقي مثل طفل.
تخيل روان أنه كان يسمع ضحكاته وهو يلعب بأوراق بحجم المنازل.
كان ذلك تذكيرًا قويًا له بأن القوة لا تقتصر على التحرك بلا توقف فقط. عليه ألا ينسى رؤية المناظر الخلابة حتى وهو يصعد إلى القمة، فمشاهد كهذه نادرة في الكون، وكان من دواعي سروره أن يتمكن من رؤيتها.
حرك روان نظره بعيدًا إلى الهياكل الأخرى المتنامية في هذا البحر اللامتناهي.
هذه المرة كان قصره الجليدي، ولكن الآن كان مختلفًا… متحولًا.
كانت لديه ذكرى عن قصر الجليد السابق، كان ضخمًا، وكان نسخة طبق الأصل منه. كان ذلك القصر محاطًا بمليارات النورانيين، وكان بهاؤه يضيء مجرة بأكملها.
لكن ما كان لديه الآن اختلف. لقد تطور قصره الجليدي. لم يعد مجرد قصر، بل أحاط به بداية مدينة شاسعة.
استدعى السجل البدائي مرة أخرى وبدأ يهتز بين يديه، وعندما فتح الصفحة السابعة، اندهش لرؤية اسم سلالته يبدأ في التحول.
مع نموه، فوجئ بأنه يترك سلالة دمه كلية القدرة خلفه، كان يتخيل دائمًا أنه يمتلك سلالة الدم المثالية، ولا يمكن أن يكون هناك شيء أفضل، فبعد كل شيئ، كانت سلالات دمه مكسورة للغاية بالفعل.
ربما لم يكن عليه أن يُفاجأ كثيرًا، فمعدل نموه كان غير مسبوق، بالإضافة إلى أنه كان يُعزز سلالاته بنقاط الروح فقط. كان هذا عاملًا لطالما تجاهله. لا شك أنه من النادر لشخص مثله، بمثل هذه السلالة القوية، أن يتواجد في عالم مادي.
كان هذا هو السبب في حصوله على مورد مثل نقاط الروح، وكان لديه بوفرة.
مهما كانت الطاقة التي تتدفق في عروقه، نقية للغاية ولا يوجد بها أي أثر للشوائب، فقد اوصلته إلى الحالة المثالية لسلالاته على كل مستوى ولهذا السبب، سيبدأون في التطور عندما تتوافر الظروف المناسبة.
نظر إلى جسد إيفا النائم، ربما كان قد حقق ما كانت قمة هذا السلالة تتوق إليه بعد كل هذه السنوات الطويلة، لقد صنع تجسيدًا لإيف.
لقد زاد النشاط على صفحة سجله البدائي إلى شدة محمومة عندما ارتفعت المدينة العملاقة من البحر اللامتناهي وعندما تم الكشف عن المدينة أخيرًا استقر الاسم.
تم ترقية سلالة الدم:
تجسيد إيف > شيول.
الترجمة : كوكبة