السجل البدائي - الفصل 409

الفصل 409 بدايات جديدة

أول ما خطر بباله: ‘لقد بدأتَ بتقييم نموي من جديد’. كان يشير، بالطبع، إلى السجل البدائي، إلى هذا التفرد الغامض.

لفترة، كان يُبدي ملاحظاته على قوة روان، ثم توقف فجأةً لسببٍ غير مفهوم. ربما لأنه لم يعد راضيًا عن نموه، أو ربما لأنه كان ينتظر شيئًا مميزًا.

لم يفضل روان لقب طفل الفوضى، ومع ذلك، فقد أخذ علماً بالاسم، في كثير من الأحيان تكون العديد من الأسرار مخفية وراء الأسماء.

لقد مر عقله عبر سماته الحالية وابتلعها، على الرغم من أنه كان يتخيل أنه نظرًا لأن سلالة اوروبورس الخاصة به ظلت في حالة الصدع فلن يعتمد عليها كثيرًا بعد الآن، فقد ثبت أن هذا كان خاطئًا للغاية.

قبل أن ينام، كان مجموع سماته أقل من 60,000 نقطة، والآن أصبحت السمة الواحدة أكبر من ذلك. راهن روان على أن صفاته الآن تعادل سمات سامي الأرض.

مع امتصاص جميع أعمدة وعيه في أراضيه النامية، كان من الصعب عليه استيعاب القوة الكاملة التي يمتلكها جسده الآن، ولكن بالنظر إلى الأرقام، كان الأمر مروعًا. ربما كان بإمكانه تمزيق كوكب صغير بيديه العاريتين.

لا يمكن لسماته وحدها أن تحكم على المدى الحقيقي لقواه، لأن دستوره الإمبراطوري وقدراته السلبية مثل قدرته على التحريك الذهني جعلت من الصعب وضع رقم دقيق وراء هجماته.

كل هذا التقدم جاء من بذره ١٤٠ كوكبا فقط. كان يخطط لبذر ثلاثة آلاف كوكب صغير، فما هي كمية السمات التي سيمتلكها حينها؟ هل ستكون كافية؟ هل ستكون كافية يومًا ما؟

بقوته الحالية، لو واجه إيروهيم أو فيوري مجددًا، لكان الأمر مختلفًا تمامًا، إذ سيصعب عليهما حتى خدش جلده. كان والده مقيدًا بقوانين صارمة، لكنه كان يعلم أن هذه القوة لم تكن كافية، بل كانت مجرد البداية.

سماته تعني أنه يمتلك سلاحًا إضافيًا يمكنه استخدامه – جسده. لن يضع نفسه في طليعة المعارك القادمة، ولكن إذا ظن أحدٌ أن ذلك سيجعله الحلقة الأضعف في السلسلة، فسيكون مخطئًا تمامًا.

كان همه الثاني هو عمره، إذ كان يستنتج بسهولة أن كل كوكب صغير مُصنّف منحه ألف عام من العمر. كان هذا موردًا قيّمًا له، لأنه إذا مات يومًا ما، كان عمره بمثابة بطاقة نجاته من الموت.

بعد فهم قدراته الأساسية، تحول تركيزه إلى قدراته الأكثر غموضًا. عادةً، يكفيه 33 كوكبا فقط ليتمكن من الصعود إلى حالة التجسد بسلالة أوروبوروس. كان بإمكانه رؤية مؤشرات على تجاوز حدوده، لكن روان لم يكن أبدًا من النوع الذي يتبع القواعد.

لو فعل ذلك، فإنه سيكون ميتًا في مكان ما خلف التحديات العديدة التي واجهها حتى الآن.

كان لديه سلالتان قويتان، وقد أدى اندماجهما إلى ولادة شيئ لا يمكن توقعه. كانت غرفة بئر المعرفة الخاصة به مسؤولة عن إدارة آلاف الكواكب التي كان سيزرعها، لأن سلالة أوروبوروس لم تكن قادرة على التعامل مع هذا الكم الهائل من المعلومات.

بخلاف غيره من الإمبراطوريين الذين كانت لديهم كمية ثابتة من بذور الكواكب، كان مختلفًا لأنه كان يمتلك محرك العالم نفسه. كانت حدوده تُحدد فقط بمقدار ما تستطيع روحه تحمله.

من كان ليصدق أن هذه القدرة الطاغية يمكن أن تجتمع مع مخلوق بلا روح مثله؟ لم تعد روحه محدودة.

سيكون من الخطأ حتى التفكير في أن سلالاته كانت مشابهة لجذورهم الإمبراطورية في هذا الوقت، لأنه ترك هذا المستوى من القوة بعيدًا عنه.

الآن لديه ثلاثة أمور يجب أن يركز عليها. أولها بلورات روحه. كان لديه ٥٤٣ بلورة روح، أي ما يعادل ٥٤٣ مليون نقطة روح!

كان هذا العدد من نقاط الروح هائلاً، لكن روان أدرك المخاطر التي واجهها للحصول عليها والتضحيات التي كان عليه تقديمها. كان يعلم أن عليه كسر القالب وتغيير نمط الاشتباك، وإلا سيُترك رهينة بين أيدي أعدائه.

ينبغي أن يكون حذراً وشجاعاً في نفس الوقت، وينبغي أن يكون رحيماً وقاسياً في نفس الوقت، مع نفسه ومع أولئك الذين يقفون في طريقه.

لذا، طارد إيروهيم ونصب فخًا لمن جاء لاصطياده، ورغم خسائره، إلا أنه ربح الكثير أيضًا. لم يعد فيلق نورانييه حلمًا بعيد المنال، بل حقيقة، وأصبحت خططه لبناء 3000 كوكب قابلة للتحقيق.

عندما تكتمل أراضيه، سوف يستولي على مجرة سيروليان ويطارد جميع ساميها.

كصخرة تتدحرج من قمم الجبال، كان زخمه يتزايد، وسرعان ما كانت كل حركة يقوم بها ستحطم الكواكب. أومأ برأسه راضيًا عن حصاده، ثم انتقل إلى الخطة التالية.

أما الثاني فكان نتيجة لمقامرته مع أندار إريكسون، والتي أدت إلى إضافة جانب جديد، وكان جانبًا كلي القدرة غير متوقع!

كان يعلم بوجود سلالات كلية القدرة، لكنه لم يتخيل قط أن جانبًا ما قد يكون كذلك. أصبح فن التأمل للسحرة جانبًا ما عندما وصل إلى يديه.

لقد كان يشتبه في ذلك عندما رأى أن جانب المحارب الهائج الذي كان يزرعه كان يستخدم كنص في عالم السحرة، وكان يعلم أنه إذا بحث في كل فنون التأمل المتاحة، فسوف يصادف فن التأمل “المحارب الهائج”.

تردد روان في تفعيل هذا الجانب كلي القدرة لأنه فهم أنه إذا فعل ذلك فمن المرجح أنه سيخسر جانب المحارب الهائج.

لقد نقل هذا الاهتمام إلى الجانب في الوقت الحالي، كانت لديه فكرة حول كيفية الحفاظ على جانب المحارب الهائج أثناء زراعة هذا الجانب الجديد كلي القدرة، على الأرجح أنه سيصبح أحد فنون المعركة الأكثر قيمة بالنسبة له قريبًا بما فيه الكفاية.

كان آخر ما يشغله هو أيضًا ما كان يختمر في فضائه العقلي، أي في أراضيه.

أطلق السجل البدائي عليه اسم بحر الظلام البدائي، الأمر الذي أربكه قليلاً، لأنه لم يكن لديه أي فكرة عن نوع الأراضي التي ستولد من سلالته، ولكن كانت هناك تلميحات في الاسم.

الترجمة : كوكبة