السجل البدائي - الفصل 395

الفصل 395 تعويذة المرتبة الأولى – العين الثالثة

تفاجأ أندار من كلماتها، “فوضى؟ لماذا تستخدمين هذه الكلمة؟ هل تريدين رؤيتها؟ لقد كنت تحدقين في جبهتي منذ أن أتيتِ إلى هنا، أعرف أن فضولكِ يقتلكِ.”

ابتسمت ميرا كقطة، “هل أنت متأكد؟ أنت تفتح مصفوفة روحك لي، إنه تصرف حميمي نوعًا ما.”

دار أندار بعينيه، “كما لو أن هذا أوقفكِ من قبل، هيا، افعليها. لقد سمعتكِ تستخدمين التعويذات، هل أنتِ الآن مساعدة؟”

“أجل، أنا الآن مُساعدة من الدرجة الأولى، وأتوقع أن أصل إلى المرتبة الثانية الشهر المقبل. لا يستطيع المساعد من الدرجة الأولى سوى استخدام خمس تعاويذ من الدرجة صفر، لكن بفضل جسدي الروحي وفن التأمل، أستطيع إلقاء تعويذة الصدمة الأرضية من الدرجة الأولى.” قالت ميرا بنبرة فخر في صوتها.

“همم، أنتِ مساعدة من الدرجة الأولى بعد شهرين؟ هل هذا بطيء أم سريع؟”

“بالطبع، إنه سريع، فأنا أستخدم فن تأمل القدر السماوي مع ٢٩٩ فتحة نقش، وقد ملأت ٩٨ فتحة بالفعل بالأثير، إنها سرعة مذهلة. أنا بالفعل الأولى بين جميع المرشحين في مزرعة الجثث. ومع ذلك، ما زلتُ فضولية جدًا بشأن فن التأمل الأسمى، كم فتحة نقش يحتوي؟ بالتأكيد لا يمكن أن يكون أكثر من ٥٠٠؟”

ابتسم أندار، “في مكان ما حول هذا الرقم”

“ يا الهـي ، أنت وحشٌ بحق، كنت محظوظة لأنني تمكنتُ من نقش فتحات فن تأمل القدر الدوار. كان حدي الأقصى 301 فتحة نقش، وكان به 299 فتحة نقش.” حركت يديها احتفالًا، وكان فرحها مُعديًا، وابتسم روان.

“هذا إنجاز عظيم، ميرا، تهانينا.”

٫حسنًا، لنرَ ما يحدث. أنا سأدخل مصفوفة روحك وأفكر في كيفية التصرف. سأتمكن من التواصل مع والدي مرة واحدة قبل مغادرة مزرعة الجثث، وقد كنتُ أدخر هذه الفرصة حتى أتمكن من عرض مشكلتك عليه.”

أومأ أندار برأسه تقديرًا وأشار لها بالاستمرار.

جلست ميرا أقرب إلى أندار ومدت يديها إلى الأمام حتى استقرت على جبهته، وأغلقت عينيها وبدأت تتمتم بالكلمات إلى تعويذة الرتبة 1 – العين الثالثة.

كلما ارتفع مستوى الساحر في الرتبة، قل اعتماده على أدوات مثل الترانيم لأداء التعويذات، حيث سيتم نقشها جميعًا في مصفوفة الروح الخاصة به.

كانت ميرا تمتلك وفرة من تعاويذ الرتبة الأولى، على الأرجح جُمعت جميعها من أسرار والدها، حيث يحفظ كتب تعاويذه. بفضل قدرتها على استخدام تعاويذ الرتبة الأولى كمساعدة، أصبحت في صدارة المساعدين هنا.

وبعد ترديدها للترانيم، راقب أندار بذهول كيف بدأ الضباب الأزرق يتسرب من حواف عينيها المغلقتين ويتجمع على جبهتها حيث خلق عينًا زرقاء ثاقبة تشبه عين ميرا.

رمشت عيناه، وشعر بوخز خفيف من أصابعها على وجهه ككهرباء ساكنة. فجأةً، استوعب وجهة نظر أخرى. استطاعت ميرا أن تربط حواسه بتعويذتها.

كان هذا التفكير السريع والتفكير منها هو السبب الذي جعل أندار يختار أن يكون صديقها ويصبح قريبًا منها.

ومن خلال التعويذة، رأى وجهه وبدا بلا مبالاة، ولم تعد عيناه الفضيتان تتوهجان، بل أصبحتا تشبهان العملات المعدنية الباهتة، وظهر شعره الأسود شاحبًا، وخشي أندار أنه كان على حافة الموت لفترة طويلة بعد أن تعرض للتخريب.

أغمض أندار عينيه حتى يتمكن من الرؤية بالعين الثالثة لميرا وتجنب أي تشتيت.

رمشته العين مجددًا، فهذه هي الطريقة التي ينبغي أن تستخدمها ميرا للتواصل معه. أومأ برأسه، فاندفعت العين بهدوء نحو جبهته، وللحظة رأى داخل رأسه ودماغه النابض، ثم اتجهت عيناه نحو الفص المركزي، ثم انحرفت نحو الثلم الجانبي حيث كان ضوء أبيض ساطع يتلألأ.

كان أندار عاجزًا عن الكلام، “هل هذا…”

“نعم، هذه هي بوابة مصفوفة روحك. يركز جزء كبير من الدروس التي نتعلمها على علم التشريح، وتحديدًا على السحرة، وهو أمر بالغ الأهمية لأن أجسادنا تتحول عندما نصبح مساعدين، ويتسارع التحول عندما نصبح سحرة. علينا أن نفهم كل تغيير، وإلا فإن أي طفرة خاطئة قد تُعرّض حياتك للخطر. الآن، دعونا نرَ ما بداخل مصفوفة روحك.”

توجهت العين نحو الضوء الأبيض وظهرت لها صورة عاصفة هائلة قبل أن يتوقف مشهد مصفوفة روحه.

سمع صوتًا قويًا ففتح عينيه. انهارت ميرا على السرير، وعيناها تنزفان. تأوهت وأخذت جرعة شفاء من خاتمها المكاني، وبعد أن ابتلعت الجرعة، تناولت جرعة أخرى.

“آآآآه، كيف بحق مازلت على قيد الحياة؟!”

“اللغة…” تمتم أندار، كان عقله بعيدًا، لاحظ شيئًا ما خلال اللحظة القصيرة التي رأى فيها مصفوفة روحه من خلال التعويذة.

“تباً لك يا أندار، ماذا حدث لك بحق؟ كيف يمكنك البقاء على قيد الحياة وبصحة جيدة مع هذه القوة التي تتحكم فيك؟”

“لا أدري يا ميرا، ما يحدث داخل مصفوفة روحي لا بد أنه رد فعل عنيف لفشلي في نقش فن التأمل الأسمى. مهما كانت الفوضى، آمل أن تُحل قريبًا، فأنا أتطلع بشوق لبدء رحلتي كساحر. لكن الأهم هو أين أنا الآن، ولماذا اضطررتِ لاختراق الجدران للوصول إليّ؟ هل مزرعة الجثث موجودة داخل البرج الأسود؟”

“أوه، ستحب هذا بالتأكيد. مزرعة الجثث مبنية على شكل هرم، وغرفتك هي الأفضل، وتقع في قمته. اسمك أصبح أسطوريًا في الأسفل. لن تفهم ذلك إلا عندما تغادر هذا المكان، وستفهم تميزك. أعني أن خزانة ملابسك اللعينة أكبر من سريري، وأنا في المرتبة الثانية داخل هذا الهرم.”

“همم، هل هذه الغيرة التي أشعر بها؟”

“بالطبع أنا غيورة، أيها الأحمق.”

بدأ السوار الذي كانت ترتديه حول معصمها يهتز، “أوه أوه، هناك ضيوف قادمون. اعتقدت أنني سأحظى بمزيد من الوقت.”

قفزت وركضت إلى الحائط المفتوح، ثم توقفت وركضت عائدة، انحنت وقبلته على جبهته، “سوف تتجاوز هذا، أنا أعلم ذلك، جميع كاسري الحدود ينتظرون عودتك.”

استدارت وتمتمت بالكلمات لتعويذة، دخلت الجدران وأغلقت خلفها.

الترجمة : كوكبة