السجل البدائي - الفصل 392

الفصل 392 رمح اللهب

في اللحظة التي اخترق فيها أندار الحاجز الأخير ليصل إلى يد السامي المقيد، إهتز جميع سحرة البرج الأسود، وبدأ الهواء المحيط بإسقاطهم في الالتواء حيث تحطمت إراداتهم العليا بسبب عدم التصديق.

عوامل كثيرة أدت إلى وصول أندار إلى هذا المكان، وقد لا يتكرر ذلك بالضرورة. كان كتاب روان الذي استُخدم لإعادة بناء جسد أندار من قشور ثعابين الأوروبوروس الستة، وأُعيد تشكيل لحمه باستخدام صدفته، فكان فريدًا من نوعه.

لم يكن من الإمبراطوريين، لكن إمكانياته كانت تعادلهم. تضافرت التغييرات الجديدة في مصفوفة أندار الروحية لتمكنه من الوصول إلى يد السامي المقيد.

على بعد تريليونات الأميال، اهتز سحرة البرج الأسود الأربعة، ولاحظ أولئك الذين كانوا قربهم من الشخصيات القوية الشذوذ.

“هل هناك خطب ما يا خاسوس؟” نطق صوتٌ بلا جنس، كان من العرّاف، والآن لهذا الصوت وجه، كان لطفلٍ جميل ذي خدودٍ وردية وشعرٍ أبيض قصير، يبدو في السابعة من عمره على الأقل، لكن كان من المستحيل تحديد جنسه.

كان واقفا أمام خمسة وثلاثين من السحرة الأقوياء، وكانوا جميعا في أجسادهم الحقيقية.

كان هذا التجمع نادرًا، وفي عشرات الآلاف من السنين، سيكون من الصعب جدًا حدوثه. عادةً ما كان كل ساحر كبير يلتزم ببرجه، وكان من المستحيل إبعادهم عن تجاربهم وتأملاتهم.

جلسوا جميعًا على كراسي منحوتة من الحجر والمعدن على نيزك عائم في الفضاء. كان لهذا النيزك تاريخٌ عريق، وكان موجودًا حتى قبل نشأة هذا الكون.

عبس رئيس السحرة ذو الرأسين، “لا يوجد شيء يلفت انتباه المجلس، لقد كانت لدينا مسألة بسيطة أثناء الإختبار، وكل شيء كان…”

ولكن مكان الاجتماع اهتز فجأة، ونظر الجميع كشخص واحد نحو اتجاه البرج الأسود، حيث بدأت النجوم تتغير.

لقد كان هذا بمثابة فرصة لتغييرات كبيرة وبدأ الجميع في التنبؤ باتجاه القدر.

من مسافة بعيدة، انبثق نبض أبيض فجأة من أرض الإختبار في البرج الأسود، لكن لم يتمكن من رؤيته إلا أولئك الذين لديهم مستوى معين من القوة، حيث لم يسافر الضوء عبر الفضاء الحقيقي ولكن في أبعاد أكبر من الواقع الحالي.

انتشرت بسرعة تفوق سرعة الضوء. عاصفة هائلة كافية لجعل السامين وكبار السحرة أن يذلون أنفسهم.

وصل الخبر إلى تجمع كبار السحرة، وثارت ضجة في صفوفهم. بدأ الأمر بهمسٍ مُنكر، حتى ثارت عاصفة في عقولهم، فتوجهوا جميعًا إلى العرّاف.

“هل هذا حقيقي؟” صاح صوتٌ مندهش. “من يفعل هذا؟ أيُّ رئيسِ سحرةٍ تلاعبَ بمُلْكِ الأعظم؟ ألا يخشون انتقامَها؟”

هدر خاسوس بانزعاج، “لم يتلاعب أي منا بأي مرشح للوصول إلى الأعلى، بعد كل هذا الوقت، هذه هي نتيجة الموهبة الخالصة التي ولدت في برجي الأسود.”

“أليس كذلك؟ إذًا، هذه موهبة فريدة ستُخالف كل التوقعات، إنه لأمرٌ مؤسف… لن تسمح بذلك أبدًا.”

انفجر نبض أبيض آخر من الإمكانات والقوة مرة أخرى، وسرت همهمة بين صفوفهم، “هل قبل بالفعل الإرث؟”

كانت مفاجأة رؤساء السحرة حدثًا نادرًا، ومع نمو الموجة البيضاء دون توقف، انفتحت السماء العالية وكُشف النقاب عن كوكب الساحر الأعلى.

كان نجمًا عظيمًا جدًا في نطاقه لدرجة أنه تجاوز حدود المكان والزمان، حتى أن السامي لم يستطع رؤية نهايته، وقد يسافر لسنوات لا حصر لها ولا يرى بدايته أو نهايته أبدًا.

شخر صوت أنثوي، ومزق رمح من اللهب الواقع، واخترق العاصفة المتصاعدة، فتحطم. دوّت صرخة ألمٍ وغضب، كانت من أندار.

كانت قوة عليا على وشك الظهور، ولكن يبدو أنه تم منعها.

صعد العراف إلى الهواء واستدعى العاصفة التي انطلقت من أرض الإختبار، وضغطها وجمعها، قبل أن يعلن الصوت البارد، “كانت هناك محاولة لحمل رثاء إنديريوس، لكنها فشلت”.

التفت العراف إلى خاسوس، “انظر إلى المساعد الشاب، لقد فشل ولكنه واعد، امنحه مكانًا ولقبًا، أي رئيس سحرة هنا سيكون محظوظًا بوجود تلميذ مثله، إذا أراد، يمكنه اختيار أي برج عظيم من اختياره.”

هدر خاسوس، “لن يتقبل سيد البرج الأسود هذا الأمر جيدًا، فهو لم يفشل، بل تعرض للتخريب!”

أجاب العراف: “هذا الأمر يفوق طاقتك يا خاسوس، ليس لديك أي فهم لأحداث بهذا الحجم، فاترك أي ضغينة لديك لسيد برجك.” عاد العراف إلى بقية كلامه، وتابع: “لنستأنف نقاشنا، التصويت على العهد، هل يجب حله في القرن القادم، أم يجب تخصيص المزيد من الموارد؟ المعركة على سطح تريون محتدمة، ومن الضروري ألا تتوقف هذه الحرب أبدًا، لقد صمد العهد في المقدمة لمليون عام، وعليهم مواصلة الحرب لعشرة ملايين أخرى، اقتراحات و…”

كان جميع السحرة الكبار شاحبين، لم يكن من السهل رؤية سيد البرج، كان هذا ساحرًا كبيرًا من فئة 9 نجوم.

لقد عرفوا أن عاصفة قادمة، لم يكن هناك طريقة يمكن بها لسيد البرج الأسود، وهو القوة التي يمكنها هز الكون، أن تسمح بحدوث مثل هذه المهزلة في برجه، وقد ارتكبت هذه المهزلة من قبل سيدة برج آخرى، وعلى الرغم من أنهم جميعًا يعرفون من هي، إلا أنهم كانوا هادئين.

سرعان ما عادوا إلى اجتماعهم، لكن طرأ تغيير طفيف على صفوفهم. كان هناك ستة من رؤساء الأبراج، وهم سحرة عظماء بصلاحيات أدنى من صلاحيات القائد الأعلى.

كان هناك منافسة شرسة بينهم الستة، وكان تصرف أحد سادة البرج لدخول مجال آخر وزعزعة استقراره بمثابة وصفة للصراع.

بدأ شكل الكوكب الأعلى يلاشى، لكن كان من الممكن سماع صرخة غضب.

لقد ارتجفوا جميعًا لأنها كانت من رئيس البرج الأسود

الترجمة : كوكبة