السجل البدائي - الفصل 391

الفصل 391 صرخة الغضب واليأس

كان أندار على حافة قدرته على التحمل، على عكس جسده الرئيسي، كانت قدرة هذا الجسد على التعافي ضئيلة ولم يكن بإمكانه سوى الحفاظ على حياته، على الرغم من أنه سيشفى في الوقت المناسب، إذا لم يتلق المساعدة السحرية المناسبة، فسوف يصاب بالتشويه.

لقد كان عند الحد الذي يمكن لحالته العقلية الجديدة أن تتحمله، ومع تردد، أطلق العنان لقبضته على الغبار الغامض المتلألئ الذي غطى مصفوفة روحه، واستقر في كتلة من الغبار على شكل مثلث كانت أصغر من قبضته.

كان الألم الذي جاء مُرحّبًا به. ولأنه كان مجرد شعور طبيعي ينبعث من جسده، صمتت روح السامي الصارخة، وأصبح هذا الألم الذي يشعر به ألمه الخاص.

لقد تبين أن الأمر كان أقل إيلامًا مما كان يتصوره.

بعد أن مر بكل الألم الذي شعر به، عرف أندار أن قدرته على تحمل الانزعاج قد زادت بشكل كبير، وكان جسده في حالة سيئة للغاية لدرجة أنه خشي أن يكون قد فقد معظم جلده ومراكز أعصابه، وكان بحاجة إلى الإسراع وإنهاء مهمته لأنه كان يموت.

لكن الابتسامة على وجهه لم تظهر شيئًا سوى السعادة.

بعينه الوحيدة، نظر حوله. كانت أصابع السامي كخمسة جبال، وبينما كان على مقربة منها، اكتشف أن لون اليد كان أحمر، ليس لأن ذلك لون بشرتها، بل لأنها سُلخت.

كان ملمس اللحم تحته دافئًا، وكان من الغريب تقريبًا مدى مثالية درجة الحرارة، حيث كانت مهدئة بشكل لا يصدق لجسده النازف، حتى أنه أراد تقريبًا الاستلقاء عليها والنوم.

‘سواءً رجال أو سامين، مصير المهزومين ليس ملكهم أبدًا’. تأمل أندار، لقد عانى هذا السامي من مصير مأساوي، هز رأسه، دافعا الإرهاق جانبًا، ولن يفشل مرة أخرى في هذه اللحظة الحاسمة.

كان هناك ما يكفي من التعليمات المتداولة حول كيفية الوصول إلى دليل التدريب ونقش فن التأمل على مصفوفة روحك.

عليك أن تفتح مصفوفة روحك وتتواصل مع السامي المتسلسل باستخدام وسيط، والأفضل من ذلك، استخدم دمك.

كان أندار ينزف جيدًا بالفعل لدرجة أن بركة صغيرة منه تجمعت حول ساقه، متذكرًا تجربته من وقت طويل مضى عندما إستخدم إلى السجلات لأول مرة، جلس متربعًا على راحة يده، يتأوه قليلاً بسبب الألم عندما تمزق الجلد على ساقه وركبتيه.

لن يسقط وتنكسر جمجمته مرة أخرى بسبب الإهمال.

فتح أندار مصفوفة روحه وأرسل موجة من الأثير الفضي إلى الأسفل مثل المحلاق ولامست جسد السامي المقيد.

تغيرت رؤيته، فرأى سماءً جديدة. سمع تنهيدة، فرأى عالما من الماضي البعيد.

[كان هناك سامي جاثيًا على ركبتيه، ودمه يغسل النجوم من حوله حتى احمرّت مجرة بأكملها. سُحِبَ جلده، واستُخدم لبناء أساس لعالمٍ ضخمٍ ككوكب تريون.]

[ذهب رجل ذو شعر أبيض وأسود إلى السامي الراكع وبينما كان يفعل ذلك بدأ حجمه في النمو حتى أصبح بإمكان نجم كامل أن يتناسب مع أحد أظافره.]

[متوقفا أمام السامي، مدّ يده ووضعها على رأس السامي، وتمتم بعبارة قديمة كان روان قادرًا على فهمها، “سوندر!”]

[تمزق جسد السامي إلى ستة قطع، وتم تثبيت أطرافه الأربعة وجذعه على خمسة نجوم ساطعة، وتم أخذ رأسه بعيدًا بواسطة الرجل ذو الشعر الأبيض والأسود..]

[وبينما كان الرجل العملاق يبتعد، أغمضت عينا السامي ببطء، لكن رسالة تركت خلفه،]

[ اقطع عظامي… التهم قلبي… إرادتي ستبقى للأبد. وصمة العار التي ستبقى.”]

ومرت الرؤية ورأى روان فن التأمل، وكان اسمه غريبًا، وكان يسمى صقيع الحزن.

بدأ ضغط متزايد في الانفجار في مصفوفة روحه، حيث ظهر تسعمائة وتسعة وتسعون لوحًا جليديًا متصلًا في كل واحد داخل مصفوفة روحه.

لكي يبدأ رحلته كساحر، كان عليه أن ينقش كل واحدة من تلك الألواح الجليدية الـ 999 أو أماكن النقش الـ 999 في مصفوفة روحه، وكان الأثير الفضي داخل مصفوفة روحه هو الوقود لبدء نقش فن التأمل الأسمى داخل عقله.

لم يكن يعلم عدد أماكن النقش التي يتطلبها فن التأمل بدرجة القدر العادي أو السماوي، لكن كان يجب أن يكون لديه أكثر من ما يكفي من الأثير لبدء بنائه.

اهتز جسد أندار من الإثارة، كانت هناك تيارات لا حصر لها من المعلومات تنتظره ليلتهمها، لكنه ترك كل ذلك لجسده الرئيسي، وبدأ في اهتزاز مصفوفة روحه، كما بدأ نقشه الأول لفن التأمل صقيع الحزن.

وكانت معرفة كيفية القيام بذلك غريزية.

في اللحظة التي تم فيها صنع مكان النقش الأول، انطلقت قوة هائلة من جسده مما جعل يد السامي المقيد بأكملها تهتز، وبدأت الأصابع الضخمة تتشوه في مواضع مختلفة، ويبدو أن كل حركة تحمل أسرارًا لا نهاية لها.

بالنسبة لأولئك الذين كانوا مرتبطين بالغيوم وقبلوا فن التأمل الخاص بهم، فقد تم دفعهم للخارج وبدأت أرض الاختبار بأكملها تهتز.

يبدو أنه بينما يتلقى أندار فن التأمل الأعلى الخاص به، لن يتمكن أي شخص من فعل الشيء نفسه، سيتعين عليهم جميعًا الانتظار.

استولى ضغط بلا شكل على كل مرشح في أرض الإختبار، واندلعت صرخات الدهشة من الجميع عندما رأوا نافورة الأثير البعيدة في المسافة تبدأ في الاهتزاز وإطلاق ملايين من تيارات الأثير التي حولت لفترة قصيرة جميع المساحات المحيطة إلى عالم من الألوان.

استمر الضغط في التزايد، ثم توقف فجأة، وسمعت صرخة مريرة مليئة بالصدمة واليأس.

جائت الصرخة من أندار، وحملت ألمًا كان من الصعب وصفه.

الترجمة : كوكبة