السجل البدائي - الفصل 381

الفصل 381 الجهد الجماعي

جاءت صافرة من الخلف، فحولت ميرا رأسها، جائت من أحد مرافقيها الذي أشار إلى يسارهم.

كان شابٌّ واحدٌ يتقدم على مجموعتهم، وقد ترك خلفه بقية أفراد قلعته وانطلق منفردًا. بالنظر إلى حركته، لا بدّ أنه عبقريٌّ بجسدٍ روحي.

كان الأمر مثيرًا للإعجاب بما فيه الكفاية أنه في هذه الدفعة كان هناك ثلاثة مرشحين لديهم أجساد روحية، وكان من حسن الحظ بشكل خاص أن وجد أندار وميرا أنفسهم في نفس القلعة.

لم يدفع الشاب المسافة الإضافية التي كان أندار وفريقه يهدفون إليها، بدلاً من ذلك بعد أن وصل إلى الحد الأدنى من المسافة للوصول إلى فن التأمل برتبة القدر السماوي، بدأ في شق طريقه عبر السحب واختفى عن الأنظار.

نظرت ميرا إلى أندار بعبوس وابتسم الأخير، “إذا كنتِ تريدين الذهاب بسرعة، تصرفي بمفردكِ، إذا كنتِ تريدين الذهاب بعيدًا …”

“اصمت يا غراب، كلماتك الحكيمة تُزعجني.” ردّت ميرا بسرعة وزادت من سرعتها مرة أخرى، وكافح باقي الفريق للحاق بها.

يمكنك أن تتخيل هذه السحب على شكل قمع، كانت أوسع في الأعلى، ولكن عندما تقترب من القاعدة، تبدأ في التقلص حتى تهبط إلى نقطة واحدة.

كان هدف أندار هو الاقتراب من المنتصف قدر الإمكان، حتى يتمكنوا من اختراق قاعدة السحب مباشرة في ضربة واحدة، وبهذه الطريقة سيصل إلى يد السامي المقيد.

ولم يكن الأمر فقط بسبب فن التأمل الأسمى، الذي قد يجده جسده الرئيسي قيماً للغاية وقد يكون قادراً على استخدامه بطريقة قد تتحدى كل الفهم، بل كان جسده الرئيسي مهتماً أيضاً بهذه اليد، لأن هناك روحاً بداخلها.

عندما وصلوا إلى وجهتهم، توقف ميرا وأندار ومر بقية الفريق بجانبهم وتجمعوا في دائرة، مع أندار وميرا في المنتصف، نظر أندار إلى ميرا وعندما أومئى برؤسيهما، أشرقت عيون ميرا الزرقاء الثاقبة عندما رفعت قبضة يدها اليمنى إلى الأعلى، معطيةً الإشارة للبدء.

يمكن للسحب أن تحمل قدرًا كبيرًا من الوزن، ولكن كانت هناك خدعة لتجاوز كل طبقة، وخاصة الطبقات العليا التي تحتوي على فنون التأمل العادية والمتميزة.

قفز نصف المرشحين، وبينما كانوا في الهواء، قفز النصف الآخر أيضًا. في اللحظة التي هبط فيها المرشحون الأوائل، بدأت السحب تهتز، وقبل أن تهدأ، هبط المرشحون الآخرون أيضًا، وانهارت الأرض تحتهم، مما أدى إلى صعود جميع المرشحين الـ 300 إلى الطبقة التالية. اقتربت السحب فوقهم بسرعة هائلة، كشريط مطاطي انسحب بعد سحبه.

تنفست ميرا الصعداء، كانت سعيدة لأنهم تمكنوا من تنظيم مرشحي قلعتهم ليصبحوا الأفضل في التعامل مع أرض الإختبار، كانت تعلم أن وجودها وأندار، جسدين روحيين عظيمين يعملان معًا بالتعاون هو ما أدى إلى حدوث مثل هذا الحدث.

لم تكن تتخيل أنها قد تلتقي بشخص كهذا في ساحة الاختبار، وبدأت تتساءل: ماذا لو كان كلاهما قادرًا على بلوغ فن التأمل الأسمى؟ طردت تلك الأفكار السخيفة من رأسها، وركّزت على الفريق، متأكدةً من أن الجميع متناغمون.

وصلوا إلى الطبقة التالية وكرروا نفس المناورة، مع فرق الوحيد وهو أنه كان عليهم القيام بقفزة ثلاثية المحاور.

استمر هذا التوجه حتى اخترقوا سبع طبقات من السحب، وعندها كان جميع المرشحين منهكين. بعد الطبقة الثالثة، ازدادت صعوبة السحب، وكانت كل قفزة تُسبب ألمًا شديدًا في أجسادهم.

لقد نظروا حولهم ورأوا أن طبقة السحب التي كانوا فيها كانت بنية اللون، وهذا يعني أن فنون التأمل التي يمكن العثور عليها هنا كانت على الأقل في الدرجة المتميزة.

انهار معظمهم من شدة الإرهاق، لكن محيطهم المباشر جلب لهم فرحة لا تصدق، وضحكوا جميعًا احتفالًا.

كان هناك سبعة مستويات لفنون التأمل، وهي: العادي، المتميز، الفائق، التراثي، الأسطوري، القدر السماوي، والأسمى.

بالنسبة للمرشحين الموهوبين، كان من المؤكد تقريبًا أنهم سيضطرون إلى اختيار فن التأمل العادي، مع حصول القليل المحظوظ على فن التأمل المتميز، ونادرًا ما تكون هناك أي حالة يحصلون فيها على فن التأمل الفائق.

للوصول إلى هذا المستوى، تطلب الأمر السرعة والقوة، والأهم من ذلك المعرفة والتعاون. وقد منحهم اتحاد أندار وميرا كل هذه الصفات، والآن، أصبح كل منهما بمثابة نمر مُنح أجنحة.

علمهم بحظهم المذهل جعلهم جميعًا في حالة من الصدمة والسعادة، ورغم أن كاريزما أندار وميرا كانت عالية، إلا أن بعضهم ظن أن خطتهم ستفشل، لكن النتائج أثبتت خطأهم. “كاسري! الحدود!…” كانت صرخاتهم ثاقبة، تقطع الألم والتعب من أطرافهم.

ابتسم أندار وميرا، لقد تمكنا من توفير القليل من الطاقة، بالوصول إلى هذا المكان، حيث أن كل قطعة صغيرة من الطاقة التي تمكنا من توفيرها على طول الطريق كانت ضرورية، والآن بدأت رحلتهم الحقيقية.

بدأت ميرا تشمر عن سواعدها عندما قاطعها المرشحون المحيطون بها، الذين وقفوا وبدأوا في التجمع حولهما.

بدت على وجوههم جميعًا ملامح العزم وهم ينهضون من على الأرض ويحاصرون أندار وميرا. “كاسري! الحدود!… كاسري! الحدود!…”

مع كل صرخة مدوية، قفزوا، لكن الغيوم تحتهم كانت كالخشب الصلب، وكل اصطدام جلب لهم ألمًا، لكنهم استمروا. كانت عينا ميرا مفتوحتين على اتساعهما من الدهشة، فمع كل الخطط والتوقعات التي وضعتها، لم يستطع أيٌّ منهما تفسير ما يحدث الآن.

لقد خصصوا كل جزء من الطاقة التي يجب أن تكون أجسادهم قادرة على تقديمها دون حرقها، ومع ذلك، كانوا جميعًا يفاجئونها، لقد كسروا جميعًا حدودهم.

مع صرخة أخيرة، انكسرت دائرة صغيرة تحت أقدامهم وانزلق أندار وميرا داخلها قبل أن تغلق فجأة.

هبطوا في الطبقة السفلى، وبدت السحابة الآن وكأنها خرسانية. رفعت ميرا رأسها، ولا يزال في عينيها أثرٌ من الدهشة. تنهدت وبدأت تطوي أكمامها مرة أخرى، “هل كنت تعلم أن إعطائهم اسمًا سيؤدي إلى مثل هذا الأداء؟”

الترجمة : كوكبة

———

مفروض اكثر بس أنا كسول فغدا إن شاء الله بعوض وبنوصل للمؤوية الرابعة لو ما أصابني الكسل مثل المعتاد