السجل البدائي - الفصل 380

الفصل 380: السباق إلى القمة

استدارت ميرا ووقفت معه تراقب الأبواب المفتوحة التي كانت تتحرك ببطء إلى الجانب، “كلام لطيف، على الرغم من أنه على الأنف قليلاً.”

ابتسم أندار قائلا: “حسنًا، والدتي سياسية، لذا لا تتوقعي شيئًا أفضل من ذلك”.

“لقد أعطيت المجموعة اسمًا، لم نخطط لذلك، واحدة أخرى من تكتيكاتك؟” ابتسمت ميرا.

“حسنًا، لقد بدا الأمر صحيحًا في ذلك الوقت، وقد اتبعت حدسي.”

“حسنًا…” نظرت إليه غير مصدقة

ضربت أندار كتفها، “تخيلي وجوههم، عندما تحتل قلعتنا كل المراكز العليا!”

“امسك نفسك أيها النمر، فالقلاع الأخرى سوف تشكل أيضًا خططها للفوز.”

“نعم، كانوا ليفعلوا ذلك، لكنهم لا يملكونكِ.”

“أوه…” أصبحت وجنتيها ملطخة بقليل من اللون الوردي.

“أو أنا… أو كاسري الحدود!!”

مع قول الجزء الأخير، صرخ، وترددت صرخاته من قبل المرشحين خلفه في تشكيلهم الأنيق.

دارت ميرا بعينيها، وابتسم لها أندار، “نحن سنسير بسرعة، ونسحق كل من في طريقنا.”

*****

كان هناك ستة من كبار السحرة في الاتحاد الأسود باستثناء زعيمهم إريك بلاك، لكن رئيس السحرة القوي من الدرجة التاسعة أصبح الآن يسكن بشكل دائم في كوكب الساحر الأعلى ونادراً ما عاد إلى الاتحاد.

على هذا المستوى، كان الكون الماديّ قليلًا ما يثير اهتمام قوى كهذه، فجميعهم يسعون جاهدين لتحقيق ما هو أعظم. حياتهم الخالدة مُكرَّسة للإجابة على أصعب أسئلة الوجود والسعي وراء مكانة الأعلى المُراوغة.

في ذلك الوقت، كان جميع السحرة الكبار في اجتماع عاجل. عُقد هذا الاجتماع بحضور جميع السحرة الكبار من الأبراج السبعة العظيمة التابعة لكوكب الساحر الأعلى، ومع ذلك، أرسلوا بعثة للإشراف على هذا الجيل الحالي من المرشحين.

كانت أشكالهم مجرد ظلال، وكانوا يراقبون بتسلية خفيفة بينما كانت أبواب القلعة تُفتح وتدفق المرشحون على السحب.

نظرًا لطول فترة وجود أرض الإختبار، كانت هناك العديد من الشائعات والاستراتيجيات حول كيفية تحقيق أقصى استفادة منها.

لذا، ورغم أن نصف المرشحين الذين خرجوا من قلاعهم كانوا غير منظمين، فإن البقية كان لديهم بوضوح خطط لكيفية تعظيم وقتهم هنا.

ومع ذلك، كانت كل هذه الاستراتيجيات أشياء قد رأوها ألف مرة من قبل، ولن يبدأوا في الاهتمام بها حقًا إلا عندما يتمكن المرشحون من الوصول إلى المنطقة التي يمكن العثور فيها على فنون التأمل من الدرجة التراثية.

لذلك استقروا بصبر لا حدود له وهم يشاهدون ساحة الإختبار تُفتح.

ولكن هناك ثلاث شخصيات كانت محور اهتمامهم، وهم أندار، وميرا، وشاب آخر كان رأسه أصلع.

*****

كان مشهد تدفق الآلاف من المرشحين إلى السحب مشهدًا رائعًا، حيث لم يأخذ سوى عدد قليل منهم الوقت الكافي لتثبيت أنفسهم بعد كل شيء، كان هناك تنافر بصري بين رؤية السحب الرقيقة والقدرة على المشي عليها، حتى لو كانوا يعرفون أن هذه السحب كانت تدعم مئات القلاع التي يبلغ وزنها ملايين الأطنان.

بالإضافة إلى ذلك، كانت ساحة التجارب في الفضاء، وكانت السماء نفسها تُمزق بطاقاتٍ تُنير مجرةً بأكملها. لم يتمكنوا من تقدير المنظر الرائع الذي وجدوه داخل القلاع وهم ينظرون من خلال نافذة صغيرة، ولكن الآن، وهم يقفون في الخارج، ضربهم ثقل محيطهم بأكمله كالصاعقة.

لقد توقعت ميرا شيئًا كهذا وكانت التعليمات التي قدمتها بسيطة : “أتبعوا خطواتنا.”

عندما كان الآخرون مشتتين ويحاولون إيجاد موطئ قدم لهم، كانوا يتحركون. كانوا يتخذون الموقع الأول ويحافظون عليه حتى يصلوا إلى وجهتهم.

كان على كاسري الحدود فقط أن ينظروا إلى شركائهم أمامهم متجاهلين كل شيء من حولهم، بينما كان على أولئك الذين في المقدمة فقط أن ينظروا إلى شخصيات أندار وميرا.

كانوا يسيرون بخطى ثابتة، وكان وجهتهم في وسط السحب، حيث تم ترتيب القلاع المائة وسبعة في تشكيل دائري، وكانت أماكن اصطدام فنون التأمل أقرب إلى مركز السحب.

وكانت حركاتهم المنظمة كافية لدفعهم إلى الصدارة، وإذا نظرنا من الأعلى، بين المرشحين الذين لا حصر لهم والذين يتدفقون من القلاع، فإن مجموعة أندار كانت تتمتع بالصدارة الواضحة.

وسرعان ما بدأت تحركاتهم تلفت انتباه الحشود المصدومة التي بدأت تتجمع ببطء، حيث حاول المرشحون في القلاع المختلفة تنظيم أنفسهم عندما كان أمامهم مثال واضح على قوة الوحدة.

لم تستطع ميرا إلا أن تبتسم، إذا كانت الخطة هي جمع فنون التأمل العادية، فيمكنهم النجاح بسهولة لكنهم أرادوا جائزة أكبر لفريقهم بأكمله.

انتهز أندار الفرصة لينظر إلى السماء، التي كانت مجرد مساحة مفتوحة ومئات من تيارات الأثير متعددة الألوان تتدفق فوقها وتضيء المناطق المحيطة بها، وبدأت عيناه في تتبع مسار تيارات الأثير المنطلقة إلى مصدرها، وكان مفتونًا تقريبًا.

لقد كان المنظر جميلا جدا.

“ركز يا أندار، ثلاثة آلاف متر للأمام هي النقطة المثالية.” صدمته ميرا بكتفيها.

“دعينا نتعمق اكثر قليلا، وندفع مسافة خمسمائة متر أخرى.”

“خمسمائة؟ لا تقل لي إنك لا تزال ترغب في ممارسة فن التأمل الأسمى. هذا جنون يا أندار.”

ضحك أندار، “لم أخبركِ أبدًا بمدى موهبتي، أليس كذلك؟”

أصبحت عينا ميرا مركزة عليه، “لا تخبرني أن موهبتك من الدرجة العليا، حتى لو كانت كذلك، فهي لا تزال عديمة الفائدة. أنت لست أول موهبة من الدرجة العليا تحاول الوصول إلى يد السامي المقيد.”

“ما زلتِ تستهينين بمواهبي.” ضحك أندار، “هيا بنا نسرع، لقد اعتادوا على هذه الوتيرة، وحتى لو كنا سنقطع خمسمائة متر إضافية، ما زلنا بحاجة إلى الالتزام بالتوقيت.”

تمتمت ميرا، “لقد اتخذت القرار بالفعل، لماذا تهتم بإخباري حتى، لا تخبرني أن جسدك الروحي هو أيضًا في الدرجة العليا.”

لم يُجب أندار، بل زاد من سرعته حتى وصل إلى حد الركض السريع، ولحقت به ميرا، وتبعه البقية. مع أنهم ما زالوا بشرًا فانين، إلا أن إيقاظ مصفوفات أرواحهم قد عزز لياقتهم البدنية إلى حد جعلهم رياضيين من الطراز الأول.

الترجمة : كوكبة