السجل البدائي - الفصل 376

الفصل 376 سوف تموتين متعبة فقط.

لا شيء يُهيئ عقل إنسان لرؤية شيء يُخالف تصوره للواقع تمامًا. شيءٌ بهذا الضخامة لا ينبغي أن يكون موجودًا أصلًا!

بقدر ما يجب أن يكون هيكله قويا لتحمل وزن يزيد عن عشرات الآلاف من الأطنان وأكثر، بدا أن مئات العيون الحمراء الصغيرة على وجه الأخوريل تنظر إلى كل اتجاه بشهوة فاسدة.

بدأ جسد الوحش العظيم يتحرك، حيث بدأت تموجات مثل الأمواج تنتشر على درعه الأحمر المدرع، وهو ما بدا مستحيلاً نظراً لطبيعة درعه الصلبة التي تشبه الدروع، لكن أوغسطس كان يعلم أن درع الأخوريل يتكون من تريليونات من الصفائح الكيتينية التي يبلغ طولها ستة أقدام والتي كانت صلبة مثل دافروس.

رأى بعينيه آلاف المسامات الصغيرة تنبت على ظهر المخلوق، وعرف ما ينتظر. من تلك المسامات، ستظهر عشرات الآلاف من المخلوقات الصغيرة التي تشبه مزيجًا شريرًا من العنكبوت والعقرب والسلطعون.

كان الأخوريل يطلقهم من تلك المسامات، فيسقط المطر على الأرض، وهناك يبدأ الغزو، حيث تبدأ المخلوقات في صيدها.

كانوا يجدون عائلًا يتنفس، وباستخدام ذيولهم الطويلة الشبيهة بعقرب، كانوا يلدغون ويضعون ثلاث بيضات داخل أجساد أهدافهم. سُميت هذه المخلوقات البغيضة “كوشي”، وكان حجمها بحجم ذئب بالغ.

كانت درعهوم سوداء مثل الحبر، ولم يكن هناك سوى طرف ذيل العقرب الذي كان أحمر وأصفر.

في أقل من اثنتي عشرة ثانية، ستنفتح ثلاثة ثقوب من أجسام المستهدفين، وينبثق منها ثلاثة كوشي نامية. في أقل من دقيقة، سيكتمل نموها، وتستمر الدورة.

كان قتلهم صعبًا للغاية، فأجسادهم كانت قوية كقوة مُهيمين في حالة الصدع، مُركزين على اللياقة البدنية. كانت نقاط ضعفهم قليلة، وكان سحق رؤوسهم بلا جدوى، إذ لم يكن لديهم عقول، وكانوا جميعًا تحت سيطرة الأخوريل مباشرةً.

كانت تلك هي الموجة الأولى. خُلِقَ الكوشي للقتل والتكاثر، وتزايدت أعدادهم بشكل كبير. ومن السمات المرعبة الأخرى للكوشي تكيف أحجامهم مع أجسام أهدافهم.

فإذا زرع كوشى بيضته في حيوان بحجم فيل، فإن الكوشى الذي سيولد من الحيوان سيكون أكبر حجمًا، ويستمد السمات والحيوية من جسد مضيفه الميت، وهذا ينطبق أيضًا على المخلوقات الأكبر حجمًا.

إن كوشى بحجم الذئب سوف يزرع ثلاثة من يرقاته داخل جسم وحش يبلغ طوله مئات الأقدام، وسوف يبلغ طول الكوشى الثلاثة التي ستنبثق من جسم الأقل احتضارًا عشرين قدمًا على الأقل.

كان بإمكان الكوشي زرع عوائل مختلفة عشر مرات على الأكثر قبل أن يعود إلى الأخوريل حيث يُلتهم. ومع ذلك، كان بإمكان الكوشي الواحد في أقل من دقيقة أن يُنتج أكثر من ثلاثين كوشي، واستمر هذا التوجه حتى قضوا على كل أشكال الحياة على الكوكب.

ثم يأتي الحصادون، والمتنبئون، والمدنسون، …

موجة بعد موجة من الوحوش حتى أصبح هذا الكوكب خاليًا من كل شيء وستنتقل لاميا الى آخر

رأت عينا أوغسطس الفتاة اللطيفة التي قدمت له وجبة طعام. وسرعان ما ستصبح لحمًا على لوح التقطيع.

كان صوت طنين عالٍ صادرًا من الأخوريل إشارةً إلى قرب نهاية هذا الكوكب. كان هذا الصوت بمثابة ناقوس موت، فبدأ البشر يشعرون بالذعر، إذ شعروا ببداية هلاكهم المفاجئ في أعماق نفوسهم.

سيطر الجنون على الحشد فبدأوا بالركض، لم يكن لديهم وجهة محددة في أذهانهم، فقط ليذهبوا إلى أبعد ما يمكن من موتهم المحتوم.

اصطدمت به الفتاة الطيبة وسقطت، وكانت عيناها مليئة بالخوف والذعر، نظرت إليه فرأت نظراته الثابتة التي لم يكن فيها خوف بالفقط التعب، ورأى أوغسطس فجر الأمل في عينيها، وتساءل لماذا ما تبقى من قلبه ينبض من الألم.

“ساعدني” قالت.

مدّ يده، فأمسكتها، وأعادها إلى قدميها، وقال: “لا تركضي”. قال: “ستموتين متعبةً فقط… لذا اعتزّي بلحظاتكِ الأخيرة”.

لقد شعرت بالرعب وأرادت الذهاب، لكن أوغسطس أمسكها بقوة بجسده، أرادت أن تتلوى لكنها شعرت بحركات تحت ملابسه، كما لو كان يحمل ثعابين ملفوفة حول جسده، وكانت منفرة، وبهذا القرب منه يمكنها أن تشم رائحة خافتة من التعفن.

ازداد رعبها حتى شعرت أنها على وشك الإغماء عندما رأت من بين أزراره عينًا صفراء تحدق فيها. رمشت العين وسمعت ضحكة مكتومة.

كان الخوف يسيطر عليها ولم تستطع حتى الصراخ.

لقد غمرها شعور القفز من المقلاة إلى النار، وأصبح ذلك الوحش الضخم البعيد في الأفق أقل تهديدًا من الوحش الذي كان يمسكها.

“لا تكافحي،” عزاها أوغسطس، وبدأ يربت على رأسها، “سيكون الأمر سريعًا.”

كان يكذب، عشر ثوانٍ مدة طويلة جدًا عندما تموت على يد رجس مثل كوشي. ستكون لحظاتك الأخيرة عذابًا حقيقيًا، بينما يتغذى ثلاثة كوشي ناميين على لحمك ودمك، ويسحقون أعضائك الداخلية بينما تنضج بعنف، كان هذا العذاب يفوق قدرة معظم البشر على التحمل.

كانت الفتاة شجاعة إلى حد ما، وتعافت بشكل أسرع مما كان يعتقد، ولم تقاوم واستدارت لتنظر إلى الوحش الذي أطلق زئيرًا آخر بدا وكأنه ضباب مكبر ألف مرة.

“ما هذا…” صرخت، وخوفها كاد أن يسيطر عليها مرة أخرى وأرادت أن تركض، لكن أوغسطس أمسك بها بقوة.

“النهاية” همس

وفجأة ظهر وميض مبهر وكأن الشمس تغطي الأفق، وتردد صدى صرخة ألم مدوية.

صرخت الفتاة وغطت عينيها بينما تدفقت الدموع منها، وكانت عمياء جزئيا بسبب الضوء الساطع.

وقع انفجار هائل، وظهرت سحابة فطر ضخمة بلغ ارتفاعها عشرين ألف قدم في الهواء. دُفن الأخوريل على عمق آلاف الأقدام تحت الأرض، بينما بدأت موجة صدمة هائلة تحمل حرارة وقوة في تدمير كل ما في طريقها وهي تتجه نحو المدينة.

“وأخيرا.” تنهد أوغسطس.

انقسمت السماء، وظهرت شخصية من كابوسه وهي تشق طريقها عبر الظلام خارج الواقع.

“السافلة!!!!”

كانت أبسوميت هنا.

وصلت موجة القوة المرعبة إلى أوغسطس، فاحتضن الفتاة الباكية بقوة أكبر.

الترجمة : كوكبة

——

أوغسطس مسكين والله