السجل البدائي - الفصل 373

الفصل 373 تقسيم الوقت

بفضل إستيقاظ أندار، والأثير البدائي الذي جمعه، كان كافياً لإيقاظ روان للحظة وجيزة، لمدة عشر ثوانٍ فقط، ولكن في تلك الفترة القصيرة من الزمن، كان قادراً على فهم وصياغة الخطط التي يحتاجها باستخدام كل المعلومات التي فهمها في لمحة واحدة عندما نظر إلى إيفا.

لم يكن بحاجة إلى أن يسألها عن أي تفاصيل، بل قام فقط بتجريد كل الذكريات من رأسها واستيعابها.

أول شيء فعله هو استدعاء بئر المعرفة الخاص به، لقد صنع هذه الغرفة الفريدة لتحليل كل جزء من حياته، وفك رموز التعويذات والتقنيات وإيجاد طرق فريدة جديدة لمواجهتها أو حتى استخدامها، ولم يذهب إصراره وتفكيره سدى، حيث رأى استخدامًا رائعًا لها.

جاء ذلك من ذاكرة السجل البدائي عندما اقتطع جزءًا من خط زمني كامل ووضعه داخل صفحة. كانت هذه القدرات التي تُشوّه الواقع على رأس قائمة تحقيقاته، وأراد فهم آلية عملها، ليتمكن، إن أمكن، من مواجهتها أو حتى التحكم فيها.

بالطبع، كان روان بعيدًا كل البعد عن أيٍّ من هذه القدرات القوية، لكن بئر المعرفة تعلم الكثير عن استغلال الوقت من خلال الملاحظة والتعلم من ذلك المشهد. تمكّن من نسخ جزء صغير من القدرة التي شهدها، ربما ليس جزءًا صغيرًا، بل كان مصدر إلـهام، واستدعاء القدرات الزمنية المخبأة في أعماق سلالة أوروبوروس خاصته، مستفيدًا من المعرفة التي اكتسبها من أوهروكس، وتحديدا كنز الأصل لأمير الشياطين – برج الجشع.

إن المعرفة الجيدة جعلته قادرًا على جمع مثل هذه المعرفة المتنوعة واستخدامها لصالحه.

باستخدام كمية هائلة من الأثير والجوهر، أخذ تلك الثواني العشر التي مُنحت له وقام بتقسيمها إلى عشرة أجزاء، ومدد جزءًا واحدًا إلى عشر ثوانٍ بينما احتفظ بالأجزاء التسعة المتبقية.

كان سيستخدم الأجزاء التسعة المتبقية من هذه الثواني العشر، ويستيقظ كل شهر أو عند حدوث أي طارئ. لقد مدد فعليًا عشر ثوانٍ من وعيه إلى مئة ثانية، وبالنسبة لروان الحالي، كانت عشر ثوانٍ وقتًا طويلاً.

مثل ترقية سلالة اوروبورس الخاصة به.

لقد أدرك أن ما يضعه في حالة من الخمول هو عدم قدرة جسده المادي على معالجة روح سامي اندمج مع مليارات الأرواح.

أثناء فترة التهامه لروح إيروهيم، صادف ذكريات لا حصر لها، وبعضها نشار إلى بعض الأدلة الحاسمة التي كان قادرًا على تجميعها معًا.

لم يتم استخدام إيروهيم كمصدر ثابت لمنشطات المعركة في البداية فحسب، بل انتهى الأمر إلى أن يكون الشيء الوحيد الذي يمكن استخدامه من أجله عندما فشل الغرض الرئيسي من أسره.

في البداية، كان من المفترض استخدام إيروهيم لإنشاء حقل هالة. كان هذا مفهومًا جديدًا صادفه، فبحث في كل ذكرياته، وتمكن من فهم استخداماته وغايته.

كان حقل الهالة عنصرًا أساسيًا لأي مهيمن في الدائرة ثانية للصعود إلى الدائرة العظمى الثالثة. كان تحت سيطرة العائلة المالكة الحاكمة آنذاك، وكان كل سامي من سامين تريون يبحث عن طرق لإنشاء حقول هالة خارج حدود الإمبراطورية.

بدأ حقل هالة يلمس عوالم الروح. ومع ذلك، لم يكن للسامين سوى سيطرة بدائية عليه. كانوا جميعًا على دراية بالأرواح وقواها الغامضة، لكنهم لم يتمكنوا من السيطرة عليها. بطريقة ما، سمح لهم موقع مميز في تريون بجمع عدد هائل من الأرواح، ولكي يصل أحد المهيمنين إلى الدائرة العظمى الثالثة، كان ذلك يتطلب استخدام الطاقات الهائلة التي تنتجها تلك الأرواح.

لقد كان السامين محظوظين بالعثور على مثل هذه الأداة القوية لجمع الأرواح، وإلا فإن حضارة سلالة سامين تريون لم تكن لتكون ممكنة، ولما كان الملك السامي قادرًا على صنع المهيمنين.

ومع ذلك، كان روان يعلم أن هذا على الأرجح هدية مخفية من والده، لأنه بقدر ما يستطيع أن يقول، كان والده هو الوحيد الذي لديه قطعة من المعرفة الأكثر عمقًا وسيطرة أولية على الأرواح في المجرة بأكملها بقدر ما يعرف روان، ربما كانت الكواكب العليا لديها طرق للسيطرة على الأرواح، لكنه لم يستطع معرفة ذلك بعد.

لقد بحث السامين عن طرق مختلفة لتحفيز عملية جمع النفوس وإنشاء حقول الهالة الخاصة بهم، لأن هذه كانت إحدى الطرق التي استخدمها الملك السامي في السيطرة عليهم، وكان الحصول على السيطرة على حقل الهالة بمثابة الحصول على الاستقلال فعليًا.

توصل بورياس إلى فكرة استخدام روح السامي الخالدة كنوع من الغراء لالتقاط أرواح البشر الذين يعبدون ذلك السامي.

كانت فكرة مبتكرة، لكنها فشلت. استطاعت الروح الخالدة اصطياد أرواح البشر، لكنها فشلت في إنتاج الطاقات الفريدة لحقل الهالة. الفائدة الوحيدة التي جناها كانت جوهر إيروهيم الفريد الذي تحور بسبب مليارات الأرواح البشرية العالقة فيه، مما سهّل صنع الحديد الأزرق، مُحفّز المعركة.

كانت هذه الروح المتحولة أيضًا السبب وراء سقوط روان في النوم لفترة طويلة من الزمن، حيث ثبت أن هضم الروح كان أكثر إشكالية مما كان يمكن أن يتوقعه على الإطلاق.

ومع ذلك، كان يعلم أن سلالاته يمكن أن تعزز قدرات بعضها البعض، وكان أحد الأمثلة على ذلك سلالة اوروبورس التي تم خلطها مع أعمدة وعيه الناتجة عن سلالة تجسيد إيف، مما أدى إلى تقويتها.

كان بإمكانه تقوية أعمدته وزيادة سماته بشكل كبير عن طريق زرع الكواكب، وبالتالي تقليل وقت نومه بمقدار كبير.

في الثواني القليلة التي كانت لديه، أعطى روان أمرًا لجسده وبدأت قدرة محرك الكوكب الخاصة به تنبض بالحياة ببطء.

في تلك اللحظة، كان لديه كميات هائلة من الجوهر لم يكن يستخدمها، وكان بإمكانه البدء في صنع بذور الكواكب حتى وهو فاقد الوعي. أما عملية التوصيل، فقد تركها لإيفا.

الترجمة : كوكبة