السجل البدائي - الفصل 350
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 350: بوابة مصفوفة الروح
بدأ روان باستكشاف جسده والتغيرات التي تطرأ عليه باستمرار، وكان كل هذا استعدادًا قبل أن يبدأ بالاستيقاظ. استُخدم إدراكه كالمشرط، وبدأ يشقّ لحمه ليرى ما يكمن تحته.
كان جسد أندار أقوى بكثير من ذي قبل لأنه كان يحمل سمات صدفته، وهذه السمة جعلت بنيته الجسدية مساويةً لقوة المهيمن في حالة الصدع، وهو أمرٌ مذهل. كان يشبه إلى حدٍ كبيرٍ إمبراطوري.
كان روان متشوقًا جدًا لرؤية التغييرات التي ستحدث لمثل هذا الجسد عندما يستيقظ.
اكتشف روان أنه على عكس المهيمن، يتمتع الساحر بفهم واضح جدًا لروحه. لم يكن هذا الفهم ضبابيًا كما كان لدى المهيمن، بل كانت روحه أشبه بطرف وهمي، مما يمكنه من استخدامها بفعالية أكبر بكثير مما يستطيع المهيمن تحقيقه.
بفضل هذا التحكم الجديد في روحه، فهم على الفور السبب وراء عدم قدرة أندار على الاستيقاظ، كانت كمية الأثير في جسده هائلة، سيكون ذلك بمثابة نعمة للساحر، ولكن بالنسبة للفاني الذي لم يفتح مصفوفة روحه، كان ذلك بمثابة حجر عثرة.
على الرغم من أن روح أندار كانت تتغذى على بركة الأثير الضخمة الخاصة به، إلا أنها كانت لا تزال ضعيفة للغاية بحيث لا تتمكن من التحكم في الكمية الهائلة من الأثير المتدفقة في جميع أنحاء جسده.
كان هناك حدٌّ لكمية الروح التي يمكن أن يحتويها جسدٌ بشري، وإلا لَجنّ أو انفجر رأسه. لذا، حتى مع وجود روح بشرية، حتى لو كانت في ذروتها، لم يستطع أندار التحكم في الأثير في جسده، وهو أثيرٌ يُضاهي أثير الساحر.
كما زادت موهبته بشكل فعال من قدرته الروحية في كل لحظة دون أي غطاء في الأفق، مما جعل جسده البشري غير قادر على حملها بعد الآن، وظهرت وكأنها سحابة فضية حول جسده.
كانت أثيره مماثلة لأثير ساحرٍ متمرس، وكان يتزايد عامًا بعد عام، ولم يكن بإمكان أي بشري أن يمتلك نفس روح الساحر، مع أن الخيميائي حاول بكل الطرق الممكنة أن يمنح أندار القدرة على التحكم في أثيره. وقد أصبح هذا هاجسًا للخيميائي على مر السنين.
كانت هناك طرقٌ تُمكّن أندار من الوصول إلى بوابات مصفوفة روحه، لكن ذلك يتطلب وجود ساحرٍ كبير، يُكرّس وقته وموارده لمساعدته، لكن أندار لم يتلقَّ هذه المساعدة. كان من المُسلّم به عمومًا أن الموهبة وحدها لا تُحدّد ما قد يبلغه الساحر.
لطالما تساءل روان كيف سينظر العالم إلى شخصٍ غريب مثله، يخالف هذه القاعدة دائمًا. مع ما فعله بهذا الجسد، حتى الخنزير لديه فرصة كبيرة ليصبح ساحرًا كبيرًا.
هذا هو السبب في أن روان لم يكن بحاجة إلى رئيس السحرة لأنه كان قد حل المشكلة مؤقتًا.
التغييرات التي أجراها على جسد أندار منحت الصبي قدرة أثيرية مرتفعة، وكان جسده مثل بئر لا نهاية له حيث شرب كل الأثير الذي امتلكه أندار على الإطلاق وما زال ممتلئًا إلى النصف فقط.
لأول مرة منذ ولادته، أصبح هذا الجسد الآن خاليًا من أي عائق، ويمكن لإدراكه تحديد موقع بوابة مصفوفة روحه على الفور.
كان موقع مصفوفة الروح موجودًا بداخله، لكن لم يكن من الممكن تعريفه من الناحية المادية، ولم يتمكن مالك مصفوفة الروح من تحديد المكان الدقيق حتى تم العثور عليه.
كانت مصفوفة روح أندار موجودة في أعماق وعيه، ووصل روان بإدراكه إلى ذلك المكان حيث رأى بوابة غير عادية.
لقد كانت ضخمة، ارتفاعها آلاف الأقدام، وكانت حوافها تختفي في الضباب الذي لم يتمكن إدراكه من الوصول إليه.
توقف روان عند هذا المنظر. كان يعلم أن بوابةً عاديةً لمصفوفة الروح لا يتجاوز ارتفاعها ستة أقدام، وأن أعلى ارتفاعٍ مُسجَّلٍ كان خمسين قدمًا، لكن هذا الارتفاع كان من فاني فتح بوابته في سن ثلاثمائة عام.
كان ذلك الرجل رجلاً ثريًا مشهورًا، استخدم جرعاتٍ وإكسيرًا متنوعةً ليحافظ على شبابه لقرون. تساءل روان عمّا سيظنه العالم عن بوابته الضخمة هذه.
قيل إن بوابتك تتشكل من كل تجاربك وحياتك التي تفاعلت معها. وهذا ما يسهّل على الأطفال فتح بواباتهم، فهي غالبًا ما تكون صفحات بيضاء.
ركّز روان على العائق أمامه. كانت البوابة مصنوعة من حجر أبيض، نُقشت عليها صورٌ متنوعة. وصل إدراك روان إلى البوابات، فلاحظ الصور، كانت كثيرة، يبلغ حجم كل منها حوالي سبع بوصات. من الأسفل، بدأ يتتبع الصور.
كانت الصور الثلاث الأولى قابلة للتمييز، وكانت للخيميائي جوناثان ميلبروك، وأم أندار شانار إريكسون، وجده ماجنار إريكسون.
بعد تلك الصور الثلاث التي أظهرت أقرب الناس إلى أندار، تغيرت القصة تمامًا.
الصور التالية التي رآها كانت لذئب أرجواني يزأر، وكان هذا أول مخلوق يقتله. ثم ثلاثة جرذان ضخمة، ثم خيول، وبعد ذلك، كانت الصور التي امتدت أبعد من إدراكه كلها لبشر. ثم وحوش من جميع الأشكال والأحجام، ثم بشر، وتناوبوا واستمروا حتى شعر وكأنهم لا نهاية لهم.
متى قتل كل هذا العدد؟ سقط روان في ذهول لفترة وجيزة.
في اللحظة التي غادر فيها زنزانته، التي كانت تُعرف باسم “النيكسوس”، اندثر الكوكب الذي ظهر فيه، جزئيًا بفضل وجوده. لقد قتل ساميهم وقتل ملايين من شعبهم، والآن يحمل معه ما تبقى من ذلك الكوكب.
لفتة يائسة لكبح… شعوره بالذنب؟ هل ما زال قادرًا على الشعور بهذا الشعور؟
متى أصبح بارداً إلى هذا الحد؟
هزّ روان نفسه وضبط مشاعره، يبدو أن عقله بدأ يضعف مع اندماجه مع فاني. لقد مر وقت طويل منذ…
‘ركز.’
أبعد روان كل الأفكار المشتتة، وألقى نظرة فاحصة على البوابة. كان يخشى أن تكون بوابته أكبر مما ظن، وما سبب حجمها؟
حسنًا، اعتقد روان أنه لا توجد أفعال أكثر شخصية في هذه الحياة من استهلاك روح شخص ما.
الترجمة : كوكبة
——
شانار…أول مرة اعرف إسم أم أندار مع أني سبق وتابعت ذا ارك زمان بس شكلي تخطيت إسمها أو نسيته.