السجل البدائي - الفصل 344

الفصل 344: إعادة تشكيل الجسد

أحاطت ثعابين الماء الكهربائي بجسد أندار إريكسون، وكانوا على وشك أن يبدئوا الوليمة عندما انقسم الفضاء فوق جسده مثل قطعة قماش، وخطى سوريال من خلاله.

بدا درعه متضررًا، وقد ذابت أجزاء كثيرة منه، لكن مع مرور كل لحظة، كان يتعافى ببطء، لكن إصلاح جميع الأضرار سيستغرق أسابيع على الأقل. بذل سوريل قصارى جهده ليجد وعاءً مناسبًا للمنشئ.

كان يراقب أندار إريكسون لمدة أسبوع، لانه من بين أبرز المرشحين. كان لديه مرشحان محتملان، وكان أندار يتفوق على منافسيه بفارق كبير. ووفاته سهّلت عليه هذا الاختيار.

لم يكن سوريال مسؤولاً عن موته، مع أنه لم ينقذه. لقد شاهد الصبي يرتكب الخطأ الذي أودى بحياته، وكان بإمكانه مساعدته في أي وقت، حتى وهو على حافة الموت. لكنه لم يفعل شيئًا وظل يراقب.

النورانيون لا يرون العالم إلا باللونين الأبيض والأسود.

كان روان أبي. أما الآخرون فكانوا سودا.

مع وجوده الذي يرعب الثعابين، انحنى فوق جسد أندار وقام بتقييمه بشكل نقدي، وعندما شعر بالرضا عن الجسد ارتفع في الهواء وبدأ في إغلاق منشأة الخيمياء بأكملها بالتعاويذ.

عندما انتهى، أظهر الكتاب على جسد أندار وتركه يسقط.

مثل حجر يغرق في بحيرة صافية، غرق الكتاب في جبهة أندار واختفى عن الأنظار.

فجأة ارتجف جسده، وعندما خرج تنهد من فمه المفتوح، بدأ جسده يصدر أصوات طقطقة مثل الألعاب النارية حيث تم سحق العديد من العظام داخل جسده إلى قطع.

انفتحت عينا أندار فجأةً على اتساعهما، وبدأتا تبرزان من محجريه حتى انفجرتا من رأسه بصوت صفعاتٍ رطبة، وسرعان ما بدأ ينزف من كل مسام جسده، ملطخًا الأرض بدمه.

تراجعت ثعابين الماء المتحولة أسرع وتجمعت على حافة حوضها حيث عضّت بعضها البعض بجنون وهي تتكتل على شكل كرة. لم تكن هذه الثعابين بحاجة إلى وضعها في الماء للبقاء على قيد الحياة، وكان حوضها خاليًا من أي سائل، وقد تم ذلك لتقليل خطر الموت عند إطعامعا، إذ تنتقل الكهرباء التي تنتجها بسهولة عبر الماء.

عندما دخل الكتاب جسد أندار، استيقظ انعكاس روان، وكان أول شيء فعله هو مسح كامل الجسد البشري الذي سكنه للتو.

كان معتادًا على جسد الإمبراطوري القوي، وكان البقاء داخل جسد بشري، مهما كانت موهبته، أمرًا مُخيّبًا للآمال دائمًا. كان يُثير اشمئزازه ضعف جسده والمرض والموت الكامن في كل خلية من خلاياه.

أدرك روان أن هذه طريقة تفكير خاطئة، لكنه لم يستطع مقاومة غريزته. كان الأمر أشبه بالاشمئزاز الذي تشعر به عند الوقوع في كومة قاذورات.

ومع ذلك، كان أساس هذا الجسم رائعا وكان بإمكانه بناء شيء عظيم منه.

كان لدى روان أداتان سيستخدمهما لهذه المهمة. الأولى هي المجلد. صهره إلى خيوط معدنية طويلة ورفيعة للغاية ليستخدمها في إعادة بناء الجثة.

مهما بلغت قوة الجسد ومتانته، كان هناك دائمًا حد. مع مرور الوقت، سيشيخ ويتحلل، لكن المعدن السامي لجسده الإمبراطوري لن يتحلل.

كان سيستبدل مسارات عصبية معينة ويغطيها بلحمه ودمه الطبيعيين لإخفائها. ومع مرور الوقت، كان سيدمج اللحم والمعدن في شيء جديد، ليس كجسده الإمبراطوري، بل شيئًا مختلفًا.

سيتم استبدال أعصاب معينة وأعضاء أساسية مثل القلب والدماغ ونظامه العصبي بالكامل أولاً بالمعدن السامي لثعابين أوروبوروس أثناء طلائه بلحم حي.

الأداة الثانية التي سيستخدمها كانت مخطط صدفة إمبراطوري التي كانت تحتوي سابقًا على جسد إمبراطوري فاني. كانت لتلك الصدفة ميزة فريدة لطالما وجدها روان مثيرة للاهتمام، لكنها لم تكن ذات فائدة تُذكر له نظرًا لكمية الأثير الهائلة التي كان قادرًا على استخدامها.

كانت الصدفة أفضل موصل للطاقة صادفه على الإطلاق.

كل ذرة طاقة تمر عبر الصدفة يمكن توجيهها دون أي هدر. لقد نسخ نمط الصدفة بحاسته السماوية، والآن يمكنه البدء بطبع هذا النمط على الحمض النووي لهذا الجسم.

لم يعد هذا العمل الدقيق فوق طاقته، وكانت الخبرة التي اكتسبها باستخدام بصره الإمبراطوري و بئر المعرفة، مهما كانت وجيزة، بمثابة مساعدة كبيرة له، بالطبع، كان هناك دائمًا مجال للتحسين.

كانت التغييرات التي كان سيجريها على الجسم جذرية للغاية، لكنه كان قادرًا على القيام بذلك دون أي خوف من العواقب لأنه كان سيوقظ مصفوفة الروح لهذا الجسم.

كل صحوة تُحدث تغييرًا في جسد الفرد، وقد يكون هذا التغيير بسيطًا، كتغيير طفيف في نبرة الصوت، أو كبيرا كإعادة بناء شاملة للجسم، وكل هذا يعتمد على موهبة الفرد. وهذا هو سبب النظرة الإيجابية التي تلقاها أندار لموهبته الهائلة.

لو استيقظ يومًا ما، لكان سيُعيد تشكيل جسده بالكامل، إلا أن عملية اليقظة هذه لم تحدث بعد، والتغييرات التي طرأت على الجسد كانت واسعة النطاق. لقد أُعيد تشكيل أندار إلى شيء آخر.

بالنسبة لروان، لم تكن موهبة أندار كافية، ولم يكن جسده كافيًا. أخذت عملية الإيقاظ في الاعتبار أساس الفرد وبنت عليه. كان روان ينوي دفع أساس أندار وموهبته إلى أقصى حدودهما قبل إيقاظ مصفوفة روحه.

على الرغم من أن وصف أفعاله وأفكاره استغرق بعض الوقت، إلا أن كل ذلك حدث في جزء من الثانية، وبدأ جسد أندار في الانهيار، وانفجرت عيناه بسبب التغيرات في دماغه وكل الدم تم إطلاقه بعيدًا عن جسده بسبب التغيرات في أعضائه والجهاز العصبي المركزي.

الترجمة : كوكبة