السجل البدائي - الفصل 343

الفصل 343: أندار إريكسون

كان سوريال أول نوراني يُنشئ، وقد جمعه ارتباط فريد بروان، مما جعله النوراني الأسرع نموًا بين جميع النورانيين. في ذلك الوقت، كانت قواه تعادل قوة مهيمن في الدائرة العظمى الثالثة.

لهذا السبب تحدث روان عن فخره بابنه. بقدراته الحالية، كان سوريال قادرًا على قمع أي فعل غير واقعي قد يحدث داخل القصر السامي، بل كان قادرًا حتى على كبح جماح فرايغار إذا ما انحرف يومًا ما.

جمع روان كل الجوهر الذي سرقه التنين منه، مما حال دون نموه بوتيرة متسارعة مرة أخرى. إذا استُخدم فرايغار كسلاح، فيجب أن يتم ذلك بحذر شديد، وإلا ستكون العواقب وخيمة.

بسط سوريال جناحيه، وبدأ يهتز كل ريشة ببطء عشرات المرات في الثانية. بدأت بقع ذهبية من الضوء كاليراعات تتجمع على جناحيه، بينما بدأ الفضاء المحيط به يتشقق كمرآة محطمة. كانت درجة حرارة جناحيه تقترب من 7000 درجة مئوية عندما أطلق سوريال كل الزخم المخزّن بداخله.

اهتز الفضاء المحيط به لملايين الأميال عندما اختفى جسده مثل الشبح تاركًا وراءه شقوقًا طويلة في الفضاء.

كان سوريال موهوبًا بشكل خاص في استخدام قدرته على الطيران، وبينما كان يقترب من سرعة الضوء، طوى درعه حول جسده مما جعله أكثر انسيابية، وامتد جسده رقيقًا مثل السلك مع ريشتين طويلتين مشتعلتين تتبعانه.

كان المكان الذي كان متجهًا إليه يقع في مجرة بعيدة، وقبل أن يتمكن من الوصول إليها، كان ينوي البحث في أي كواكب يصادفها للعثور على مرشحين مناسبين.

ولم ينته بحثه إلا عندما وصل إلى وجهته.

*****(

كان موت أندار إريكسون المفاجئ غير متوقع، ولو كان يعلم لحظة وفاته أن ذلك كان ممكنًا لأضحكه. كان الموت على أيدي المخلوقات التي كان من المفترض له إطعامها أمرًا مثيرًا للسخرية في طبيعته المروعة.

يصبح المقدم مقدمًا حقيقيًا، إذ يقدم لمضيفه قدرًا صحيًا من لحمه.

كان أندار إريكسون في الرابعة عشرة من عمره عندما توفي. كان متدربًا لدى جوناثان ميلبروكس، الكيميائي الوحيد من رتبة الميثريل في الاتحاد بأكمله، الذي قرر الاستقرار في بلدتهم الصغيرة، وكان أندار إريكسون أحد أسباب ذلك. عبقري أو فاشل لا يُنسى.

كان الاتحاد في الكون مكانًا مباركًا حيث ينمو العباقرة كالأعشاب الضارة، واعتراف الجماهير بمواهب أندار إريكسون يعني أنه كان شخصًا مميزًا. وُلد بعاصفة عارمة من الأثير الفضي حول جسده، ملأته حتى حافته، وحافظ على عاصفة دائمة من الأثير حوله.

كان عمره ثلاث سنوات عندما تدرب لأول مرة على يد الخيميائي، الذي جاء كل هذه المسافة ليستقر عندما سمع قصص الصبي الذي أحب الأثير جسده.

ومع ذلك، تحولت مواهب أندار إلى عكازه الأعظم ولم يتمكن من فتح مصفوفة روحه.

لكي يصبح الفرد الموهوب ساحرًا، يجب عليه فتح مصفوفة روحه، وكان من الأفضل للسحرة المحتملين فتح مصفوفات أرواحهم عندما كانوا لا يزالون صغارًا حتى يكون لديهم مصفوفات أرواح أكثر قابلية للتشكيل والتي يمكن صياغتها في القناة المناسبة لقوى أعظم في المستقبل.

يمكن لإنسانٍ في السنة المئة من عمره أن يفتح مصفوفة روحه، لكنه لن يتجاوز مرتبة المساعد طوال حياته. أما العباقرة، فيمكنهم فتح مصفوفات أرواحهم منذ سن الخامسة.

كان أندار في الرابعة عشرة من عمره، وكان يحاول فتح مصفوفة روحه لعشر سنوات دون جدوى تُذكر. بسبب كثافة الأثير المحيطة بجسده، أصبح التلاعب بروحه أصعب بمئة مرة من المعتاد، ومع مرور كل عام، ازدادت الصعوبة.

حاول معلمه كل الحلول الخيميائية المتاحة لتسهيل الأمر على أندار، لكنه لم ينجح. ازدادت سخرية أقرانه يومًا بعد يوم، إذ تخلف عنه كل من كان ينظر إليه في البداية بإجلال.

لو وُضع أندار إريكسون وسط حشد من عشرة آلاف، لكان من السهل تمييزه. لقد منحته عاصفة الأثير الفضي الدوامة حوله حضورًا من الأناقة والوقار لا يُضاهى، كما أن ملامحه الساحرة وطوله الذي اكتسبه مع تقدمه في السن وضعاه على مكانة لا يضاهيها معظم الناس.

حمته عاصفة الأثير من معظم الأذى الجسدي؛ فلم يمرض أو يُصب في حياته قط. مع ذلك، اختار أندار أن ينسى فوائد مواهبه، وركز فقط على حقيقة أنه قد لا يتمكن أبدًا من فتح مصفوفة روحه، مما جعله أكثر فاشل موهبة على الإطلاق.

ربما لو اختار التركيز على الإيجابيات وسعى جاهدا للتغلب على محنته لكان قد أصبح واحدا من القوى العظمى في الكون، لكن أندار إريكسون لم يفعل ذلك.

كان معلمه يشرف عليه عادة عندما يتعلق الأمر بإطعام الثعابين الكهربائية المتحولة، وعادةً ما لم تكن هذه مهمة خطيرة لأن الثعابين كانت مطيعة تمامًا عندما تم إطعامها.

لم يكن انتباهه منصبًا على مهمته حيث قام أندار بوضع شرائح من اللحوم المعالجة الممزوجة بالأثير المركز، وكان ذهنه منصبًا على الاحتفال الذي يجري داخل منزل رئيس البلدية حيث سيختار ممثل البرج الأسود المرشحين.

انزلقت يداه تحت خط الأمان، وهاجمته عشرات الثعابين العملاقة التي جرّته إلى حظيرتها. ربما لم يواجه أي شخص آخر هذا الموقف، لأن الطعام الذي أُعطي للثعابين كان أغنى بكثير مما يحتويه جسم أي إنسان، لكن أندار كان مختلفًا. فجسمه، حتى وهو فاني، كان يحتوي على ما يكفي من الأثير لينافس الساحر.

لم يدم درعه من الأثير طويلاً، ولأول مرة في حياته، عرف أندار إريكسون الألم، لكن لحسن الحظ كان قصير الأجل حيث ركضت ملايين الفولتات عبر نظامه العصبي وأنهت حياته، وكانت فكرته الأخيرة هادئة بشكل مدهش، وتمنى فقط أن تستقبل والدته خبر وفاته بشكل جيد، وألا تحزن على رحيله بشكل مفرط.

الترجمة : كوكبة.

——

نهاية فصول اليوم وبداية أرك السحرة رسميا وأيضا مافيه فصول غدا لانه يوم الاثنين