السجل البدائي - الفصل 336

الفصل 336: تنمية كل من النواة والأراضي.

كان روان يتمنى لو لم يحدث ذلك، فهو لم يكن مولعًا بتلك الظلمة، وكان يتعجب من كونه يتخذ شكلًا مجردًا كانعكاسه. كانت هذه الحالة شبيهة بأسطورة عرفها في حياته السابقة – ملك القرود.

قيل أن هذا السامي كان قادرًا على منح كل خصلة من شعره الحياة، وعندما تم القبض عليه وسجنه من قبل أعدائه، جمعت خصلة من شعره نسيها في العالم البشري قوات الأرض وحاربت السماء لتحريره من سجنه.

لم يكن إنعكاس روان هذا يحمل أيًا من هذه المُثُل، فكان الشيء الوحيد الذي كان يسعى إليه هو فهم حالة الكون الحالي وأفعال أعدائه بينما لا يزال جسده نائمًا. أول ما كان عليه فعله هو الاتصال بإيفا.

لقد كان يعدل نفسه داخل جسد فرايغار طوال هذا الوقت، وهذا قاده بطبيعة الحال إلى أن يصبح فضوليًا بشأن بنية التنين، وما إذا كانت طبيعته الإمبراطورية قد تغيرت بأي شيء يتجاوز المعتاد.

لقد فاجأته النتيجة كثيرًا.

كان فرايغار الآن في قمة الدائرة العظمى الثانية، لكن أسسه لم تكن مستقرة، لابد أنه جمع قدرًا كبيرًا من الجوهر من جسد روان، لكن هذا لا يعني أنه يمكن التهامه بسهولة، حتى لو كان الجوهر الذي تم جمعه خاليًا من سلالة أوروبوروس المميزة الخاصة به وطاقته البسيطة.

لا يزال هذا الجوهر يقاتل بنشاط ضد التنين بسبب طبيعته الاستبدادية، وإذا لم يجد فرايغار طريقة لتسوية الأمر قريبًا بما فيه الكفاية، فقد يؤدي ذلك إلى رد فعل عنيف.

شعر روان أن هذا كان عقابًا كافيًا للتنين وإذا كان حكيماً، فقد يكون أيضًا فرصة تعليمية قيمة، لأنه إذا تمكن فرايغار من السيطرة على جوهر ثعبان أوروبوروس ذي الرؤوس الستة، فإن سلالته سوف تزداد ثراءً وستتحول فئته إلى شيئ اقرب لقمة التنانين.

كان فرايغار يشبه التنين الغربي من حياته السابقة برأس كبير ورقبة طويلة وأكتاف عريضة وأرجل سميكة وذيل قوي وأجنحة كبيرة تشبه الخفاش.

كانت قشوره الخارجية لا تزال بيضاء وكانت أكثر صلابة من الدافروس، وكانت طبقة رقيقة من الطاقة تغطي القشور، على غرار حاجز الطاقة الذي يحمي جسد روان، ولكن هذا كان أضعف بكثير، وكان هذا على الأرجح فائدة من استهلاك جوهره واتصاله أيضًا بسلالة روان.

كانت الأشواك الممتدة من رأسه إلى عموده الفقري حادة كالشفرة، ثم أصبحت الآن حمراء داكنة، أشبه بالدم، مما أضفى على فرايغار هالة من التهديد والتعطش للدماء. كانت حدقاته الشبيهة بالأفعى حمراء أيضًا. كان أشبه بشبح متعطش للدماء، بحراشفه البيضاء التي بدت وكأنها تمتزج مع محيطه. كانت أنيابه الحادة بيضاء، لكن أطرافها كانت حمراء.

كان حجمه مرنًا ويمكنه أن يأخذ أي شكل يريده، لكنه الآن ظل بحجم الحصان، ورقبته الطويلة تضاعف ارتفاعه تقريبًا.

بالتعمق أكثر في جسد التنين، لاحظ روان عدم وجود أراضي ولكن شيئًا آخر، وهي نواة بيضاء كبيرة على شكل كرة كانت في وسط دماغ التنين.

بينما اقترب روان من النواة لفهم بنيتها بالكامل، لاحظ أن فرايغار بدأ يشعر بعدم الارتياح. كان يتمتم في نفسه عن الأشباح وينظر حوله بعيون خائفة.

توقف روان منتظرًا رؤية تصرفات فرايغار، وسرعان ما هدأ وبدأ ينام ببطء. قلل روان من جهوده الاستقصائية وبدأ يتمهل، وشعر بالرضا عندما بدا أنه نجح. غفى التنين وهو يتأوه في نومه، بينما كان جسده يقاوم تأثير جوهر روان.

نظر روان إلى طفله بشيء من الشفقة. كان من حسن الحظ ان إيفا وجدته، لأن هذا التنين الجشع سيكون كقرادة تتلذذ بمص الدم حتى تنفجر. على الأرجح، كان فرايغار سيحاول التغذي على جوهره مرارًا وتكرارًا لو لم يُقبض عليه، وكان الموت هو الخيار الوحيد له.

تنهد روان في نفسه، ‘ما زال صغيرًا جدًا ويفتقر إلى الفطنة. عليّ أن أُعلّمه كيف يعيش، وليكن هذا درسه الأول.’

بتحركه البطيء المتعمد، تمكن روان أخيرًا من رصد نواة فريجار. اتباع مسارات السيادة والعديد من أنظمة القوة الأخرى سيؤدي إلى هذا المسار الذي يتباعد فيه البشر والوحوش. يمتلك البشر الأراضي، بينما تمتلك الوحوش النوى، وقد يحدث هذا أيضًا بطريقة معاكسة، لكن مثل هذه الحالات نادرة؛ لم يعرف روان أي مهيمن يمتلك نواة.

في الواقع، كان هذا هو الحال بالنسبة لمعظم أنظمة الطاقة، حيث كان أحدها يركز على بناء الأرضي، بينما كان النظام الآخر يركز على بناء النوى.

ركز الاتجاهان على منطقتين منفصلتين، حيث ركزت الأراضي على زراعة الطاقة أو الأرض أو الأدوات، في حين ركز الاتجاه الأخر على زراعة الجسد.

لكلٍّ منهما مزاياه وعيوبه، وكانت سلالات روان متشابهة، إذ ركّزت سلالة تجسيد إيف على أراضيه، بينما ركّزت سلالة أوروبوروس على تطوير جسده. كان هناك سببٌ وراء نموّ وحوشٍ قوية كالتنانين والعنقاء إلى أحجامٍ هائلةٍ وطولٍ شاهق، حتى أن هناك أساطير عن وحوشٍ ضخمةٍ بما يكفي لحمل الكواكب على أجسادها.

مع أن سلالتيه، على ما يبدو، كانتا تمتلكان أساليب أخرى لتنمية الجوانب الأخرى. سلالة روان أوروبوروس قادرة على زرع الكواكب، وإذا فهم أوصاف سجله البدائي بشكل صحيح، فسيكون قادرًا على دمجها معًا، ليخلق كوكبا هائلًا.

بفضل نورانييه، فإن تجسيد إيف الخاصة به قادرة من الناحية الفنية على زراعة الجسد أيضًا لأنه بطريقة ما، كان كل نوراني أيضًا جزءًا من جسده، حتى إيفا!

كان هناك نبضٌ خافتٌ من الجوهر يتسلل إلى نواة فْرايغار، ويُثريهل ببطء، ويزيد من قوة جسده مع كل نفس. شعر روان أيضًا بشيءٍ مشابه من ثعابين أوروبوروس، لكنها جميعًا كانت تُرسل نحو فراغات قلوبه.

مع العلم أن ثعابين أوروبوروس الخاصة به كانت تتجدد دائمًا داخل قلوبه الفارغة، كان بإمكانه فهم السبب، حيث تم توجيه كل الجوهر الذي أنتجته إليهم.

الترجمة : كوكبة