السجل البدائي - الفصل 316

الفصل 316 : “تجمع القوى الكبرى”

لقد كان إنجازًا مجيدًا للقوة بالنسبة لمهيمنة في حالة التجسد أن تؤذي مانتيكور الناضج وإذا انتشر هذا الخبر، فسوف يهز الإمبراطورية بأكملها، وبالتالي فإن خبر إنجاب تيلموس لطفلة بموهبتها من شأنه أن يخيف الجميع، كان شخص واحد ينافس سامين تريون كافيا ولا حاجة لإثنين.

لم يكن هذا الإنجاز كافيًا، فهي فهمت والدها وتوقعاته منها. من يستطيع أن يكون مثله؟ هل من الممكن أن يحلم إنسانٌ بمثل هذه الأحلام؟

لم تكن على دراية كبيرة بما كان مستحيلاً بالنسبة لوالدها، وفقًا للتقارير الرسمية، كان من المفترض أن تبلغ بالكاد اثني عشر أسبوعًا من عمرها، لكن تيلموس انشأ مجالًا زمنيًا حولها مما أدى إلى تسريع عملية الكبر لديها، وعلى الرغم من أنه حاول إخفاء ذلك، إلا أنها كانت أكثر إدراكًا من معظمهم وكانت تعلم أنه كان خائفًا.

كان هذا هو السبب الذي دفعها لتصبح شخصًا يعتمد عليه. كيف لها أن تخذله؟

سحبت لنفسها من بئر القوة والعناد الذي لم تكن تعلم أنه بداخلها، مع عيون تومض بنفس القدر من شهوة الدم، لم تنتظر هجوم المانتيكور أولاً … لقد سبقته.

خلفها، إختفى الحاكم وبدأت تركض نحو المانتيكور المذعور، وهو فعلٌ لم يحدث قطّ لهذا الوحش من قبل. كان زئير فمها الصغير عاليًا بشكلٍ مفاجئ، ومع ذلك كان يفوح منه رائحة الطفولة.

“كيااااااه!”

اصطدم جسدها الذي يبلغ طوله ثلاثة أقدام بآلة القتل التي يبلغ طولها عشرين قدمًا، وكان محيطهما مغطى بسحابة كبيرة من الغبار، حيث ترددت أصوات الهدير والاصطدامات العالية.

وقف تيلموس متفرجًا، حتى مع إصابة ابنته بجروح بالغة، لم يتحرك، بل اكتفى بمراقبة المعركة وهي تدخل الساعة الثانية. دمّرت المعركة المكان، وتعالت صرخات الغضب وهديره، وكان الألم تذكيرًا مستمرًا بمعركة الموت الدائرة.

مع صرخة ألم طويلة، انكشف أخيرًا الفائز والخاسر بعد أن انقشع الغبار. كانت الفتاة واقفة على آخر رأس من المانتيكور بعد أن حطمت الرأسين الآخرين.

دسّت يدها اليسرى في عينيه حتى ادخلت كتفها تماما، وبدأت تُفتّشه. لم يستطع المانتيكور إلا أن يهتزّ، فقد انفصل عموده الفقري عن جسده، وأيًا كانت التقنية التي استخدمتها الفتاة، فقد كانت وحشيةً وقويةً بشكلٍ لا يُصدق.

مع عواء طويل من الألم، مات في النهاية وانشغلت الفتاة بحفر الرأس بحثًا عن نواة الوحش.

لقد ذهبت ذراعها اليمنى، ممزقة من كتفيها، وجروح عميقة تملأ جسدها، إذا لم يتم تقديم الرعاية العاجلة لها، فمن المرجح أنها ستنضم إلى الوحش في الموت قريبًا جدا.

ومع ذلك، أخذت وقتها للعثور على نواة الوحش وزحفت إلى والدها الذي كان يحلق في الأعلى، لكن عينيه لم تعد على جسدها، بل كانت مغلقة بعيدًا في المسافة.

لحظة وصول السامين إلى إليسيوم، لم يكتشفهم أحد. لا أحد سوى تيلموس.

‘ظننتُ أن لديّ مزيدًا من الوقت. كيف يُمكن لتوقعات القدر أن تتغير بهذه الطريقة الجذرية؟ من المسؤول عن هذا؟’

عبس وهو يفكر بعمق. ‘الوقت ينفد، وستحتاج إلى دفع أقوى’. نظر إلى جسدها المرتجف، متمسكةً بوعيها بقوة إرادتها وحدها، ستقتل إصاباتها مهيمنين أقل شأناً منها بعشر مرات، لكنها ابنته، وهذا لم يكن لقتلها.

“ارتاحي الآن يا صغيرتي، اشفي جراحك. غدًا ستخوضين معركةً ثانية.”

أومأت برأسها وأحضرت بهدوء نواة وحش الدائرة الثانية إلى فمها، وأخذت قضمة صغيرة.

أخذت أسنانها الصغيرة الحادة شريحة صغيرة فقط، ثم جلست وبدأت عملية الهضم الطويلة.

****”

في زاوية غير معروفة من المجرة، كان هناك تجمع للعهد جاري، وفقًا للخطة، كان من المفترض أن يكون التجمع بعد عشر سنوات من الآن قبل اختيار البيت الملكي التالي لعرش الإمبراطورية، لكن الأحداث الأخيرة كانت مثيرة للقلق بما يكفي لجذب انتباههم.

لا ينبغي أن يكون هذا ممكنًا لأنه عندما تضع الكائنات ذات هذه القوى خططًا، فإن نواياها تكون محفورة بعمق في الواقع الذي يحمله الأثير، وأي موقع يعارض ما يريدنه، يصححه الواقع نفسه بطرق صغيرة لضمان تحقق إرادتهم.

وبطبيعة الحال، فإن قوة على مستواهم فقط هي القادرة على التأثير على إرادتهم.

كان أوهروكس، امير الدمار، المدان الرئيسي في هذه الملحمة صامتًا، وروحه حجرية. بعد محاولة استدعائه لفترة، بدأ أرلوشان إنديريوس الاجتماع بدونه.

“,يبدو أن أمير الدمار مُستعدٌّ للموت حاليًا”. قال أرلوشان إنديريوس، وعبس عندما قاطعته فيونا شادوسول قائلةً: “هل أنت متأكد من أنه لا يزال حيًا؟ أعني، حتى بدلة جسد كوهرون دُمِّرت مع أنيما بورياس، فكيف يُمكن لأمير شيطاني استيقظ لتوه أن ينجو؟”

هدر كوهرون في وجهها، “لقد نجا من أشياء اسوأ يا غراب، انتبهي لكيفية حديثك عن أخي”.

“أوه، هل أصبح أخوك الآن؟ ها ها، كوهرون، أنا منتبة، قلقة فقط، هذا كل شيء. من المهم أن نعرف مدى قوتنا ونحن نستعد للعاصفة التي على وشك الدخول فيها.”

“أنا متأكد من أنك تشعرين بالقلق بشأن الغنائم التي جمعتها، لا تضعي عينيك الجشعة عليها دون أوامر أوهروكس، وإلا سآتي إليك.”

ضغطت يديها على صدرها، “لقد جرحتني يا كوهرون، بالتأكيد يجب أن تعرف أخلاقي الآن.”

“نعم… ليس لديك أي شيء، انتبه لتحذيراتي، لن أكرر نفسي.”

أطلقت فيونا صوتًا مزعجًا مصطنعًا وأشرق وجهها عندما سألها أولريماز إيغورين، “بالصدفة، هل هذه الغنيمة مرتبطة بالأحداث التي وقعت؟”

“بالطبع هو كذلك، ولكن كما قال كوهرون، أنا ممنوعة من التحقق أو الكشف عن ما يكمن في الداخل إلا بإذن من أوهروكس، الذي قد يكون ميتًا.”

زمجر كوهرون، وهزّ صوته قاعة العهد، لكن دويّاً هائلاً أسكته عندما سمعت نقرة أرلوشان على الطاولة، اجتاح الصوت القاعة وشوّه الواقع. كانت نظرة هذا الرجل الملكي غاضبة، “لديكما كل الأبدية لخلافاتكا التافهة، ولست من هواة التوسط في أحاديث لا معنى لها. إن كررتما مثل هذه الحماقة مرة أخرى، فستُسحب منكما مكاسبكما في الحرب لعشرة آلاف عام قادمة.”

الترجمة : كوكبة