السجل البدائي - الفصل 313
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 313: إليسيوم
يوجد وادي خلاب يقع في وسط إمبراطورية تريون، الواقعة في أقصى أطراف العاصمة أروث، خاليا من صخب الحياة والمناظر الطبيعية المتحركة دائمًا لأعظم مدينة في الإمبراطورية.
لم يكن الوادي واسعًا جدًا، ويبدو وكأنه منفصل عن العالم أجمع، وكان هواءه يفوح بعبير الزهور. داخل الوادي، كان بإمكانك رؤية شاب يسبح في جدول متلألئ من الماء العذب.
من وقت لآخر، كان يأخذ رشفة كبيرة من الماء ويتنهد من المتعة، لأن طعمه كان أحلى من العسل، وكان يطفئ وجعًا عميقًا في الروح عند شربه، ويضع شاربه في حالة من النعيم أعظم من أي مخدر معروف لدى البشر والمهيمين.
غاص أعمق في النهر حتى وصل إلى القاع، وهناك استلقى على ظهره وشاهد الأسماك والروبيان الملون والعديد من المخلوقات الأخرى في الماء تسبح بجانبه، وتنهد بسرور ورضا، لأنه يمكن استنشاق الماء دون أي خوف من الغرق.
في الواقع، لا شيء هنا قادر على قتلك. كان من الممكن أن تتسلق أعلى جبل في الوادي والقفز منه، لتهبط بخفة ريشة. لن تجرحك الشفرات، ولن تحرقك النار. الموت لا يأتي إلا مع التقدم في السن، لكن الجميع هنا كانوا شبابًا ولم يتجاوزوا السادسة عشرة من عمرهم.
فهذا هو وادي السامين- إليسيوم.
كان هذا المكان بعيدًا عن السياسة والمعارك في الإمبراطورية، بل كان أكثر الأماكن أمانًا في تريون، وكان محميًا ومحفوظًا. لم يكن يعلم بوجوده إلا شخص واحد في الإمبراطورية بأكملها، وهي الإمبراطورة الحاكمة حاليا، سكارليت.
كان الشاب على وشك النوم مع صوت النهر المتدفق الهادئ في أذنيه عندما سمع همسة بطيئة في رأسه، والتي كانت تبدو مثل الريح التي تهب من خلال أوراق غابة واسعة قبل أن يفهم الكلمات، “لقد حان وقتك وتم تحقيق هدفك، امش إلى قاعة السامين واعبد”.
امتلأت عيناه بالخوف في البداية، ثم غمره العشق والحماس. سبح إلى السطح، فرأى مجموعة من النساء، سبع نساء جميلات، ينتظرنه. انحنين جميعهن، فأومأ إليهن برأسه مُعترفًا.
كانت أعينهن مخيطة بأسلاك من ذهب، لكن ذلك لم يمنع إدراكهن وكن جميعًا ترتدين أردية بيضاء تتدفق كالدخان، واستدرن كشخص واحد، فغادر الشاب النهر وتبعهن إلى عمق الوادي. كان الموكب صامتًا.
وبينما كان يسير، رأى مناظر مماثلة أيضًا، حيث كانت هناك ست مجموعات أخرى تسير معه، وأقر بالأشخاص المختارين برأسه.
لقد تم اختيار كل من الذكور والإناث لهذا الشرف العظيم.
وفي نهاية الوادي كان هناك سبع خيام، جميعها كانت منصوبة حول معبد كبير من الخشب والذي كان يقف في الوسط.
كانت الأرض تتوهج مثل عدد لا يحصى من النجوم في المجرة حيث كانت هناك أحرف رونية معقدة محفورة على كل بوصة من الأرض حول المعبد وفي ذلك الوقت انفصلت المجموعات السبع ودخلت كل واحدة خيمتها الفردية.
داخل الخيمة، تم خلع ملابس الأشخاص الذين تم اختيارهم، ثم تم تطهيرهم من قبل النساء السبع بأقصى درجات العناية، تم جعل كل شبر من أجسادهم نظيفًا وخاليًا من أي فساد، تم مسح رؤوسهم بالزيت العطري، وتم غسل ألسنتهم بالأمبروزيا، تم إجراء طقوس مختلفة امتدت إلى الليل في أجسادهم وأخيرًا، تركوا بمفردهم، مع خنجر واحد موضوع أمام كل واحد منهم.
كان الخنجر قطعة فنية بديعة الصنع، تبدو وكأنها مصنوعة من الماس والنور. كان طول نصل الخنجر ثماني بوصات، وفي وسط مقبضه لهب شاحب يدور حوله. لو رآه روان لكان قد تعرف على هذا اللهب، فرغم اختلاف لونه وصغر حجمه، إلا أنه كان بلا شك شرارة سامية.
وكانت أنصال الخناجر مختلفة الأحجام، حيث كان أكبرها طوله اثنتي عشرة بوصة، وأقصرها طوله خمسة بوصات.
وفي جميع الخيام المختلفة، بدأ الشباب المختارون بالهتاف ودفع القرابين.
“إناء من لحم ودم. أنا كذلك.”
“دم. عظم. روح. كل شيء يحترق.”
“العينان. القلب. العقل. كل شيء لنعطيه.”
“إناء من لحم ودم. أنا كذلك.”
مع هذه الكلمات، أخذ جميع الشباب الخناجر، وفتحوا أفواههم على مصراعيها وأدخلوا الأنصال ببطء في حناجرهم وابتلعوها.
كانت الأنصال حادة كالشفرات، فشقت أفواههم وألسنتهم إلى شرائط، وما إن انزلقت الخناجر في حل كل واحد منهم حتى شقت اجسداهم حتى توقفت عند الصدر، حيث غرز رأس كل خنجر في قلب واحد منهم. والغريب أنه لم يكن هناك دم من تلك الجروح البليغة، إذ امتصت الخناجر كل قطرة منها.
باستثناء فتاة واحدة أطلقت أنينًا صغيرًا من الألم، فقد تحملوا جميعًا، حتى بدأت السكاكين تتلوى داخل صدورهم كما لو كانت لها حياة خاصة بها، وعندما توقفت عن حركتها، مات جميع الأشخاص المختارين، وتقلصت أجسادهم، ولم يتبق سوى قشور يصعب التعرف عليها على أنها كانت حية ذات يوم.
عادت النساء السبع اللاتي نظفوهم ومسحوهم واستعادوا الخناجر من صدورهم المفتوحة، وعلى مقابض الخناجر كان هناك ضباب شاحب برائحة الأمبروزيا، وكان يتحرك ببطء كما لو كان يتنفس..
تُكرّر هذه الطقوس إحدى وعشرين مرة، حيث يُختار سبعة أشخاص ويُجهّزون بطريقة طقسية لتطهيرهم، ثم يبتلعون الخناجر. وقد أدّت المجموعات السبع من النساء هذه المهمة دون أي انحراف، وهنّ يطوفن الوديان ويجمعن الأشخاص الذين تلقوا الهمسات.
بعد كل وفاة، كان الضباب حول الخناجر يزداد كثافة حتى أصبح سميكًا جدًا حتى أنه يشبه الصوف القطني، ثم بدأت الشرارات السامية في الوميض بسرعة وارتفعت جميع الخناجر في الهواء.
الترجمة : [كوكبة الموقر الأمير المجنون]
——
وهاقد بدأنا المجلد الثالث والي للعلم يعتبر اقل مجلد بنشوف فيه فصول من منظور روان حيث المؤلف بيركز على الكثير من الأطراف المهمة والشخصيات الجديدة والقديمة على حد سواء وكل ذا كبناء للمجلد القادم الي بتظهر فيه الرواية عظمتها الحقيقية ومدى قوة حبكتها مع ذلك لا تحسبوا أن روان ما بيكون له دور فالعكس هو الصحيح والرجال بيكمل تخطيط وتأمر ضد اعدائه زي ما هم يتأمروا ضده وضد بعضهم البعض