السجل البدائي - الفصل 268
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 268 : “عيون المفترس”
في حالة السماء، يمكن لنسخة المحارب الهائج استخدام جميع تقنياته دون قيود وحتى استخدامها بطرق خيالية مختلفة من المستحيل على الجسم الطبيعي القيام بها.
لقد أصبح روان معتادًا على استخدام إستنساخ المحارب الهائج في القتال، ولأنه لم يشعر بالألم وكان قادرًا على القيام بأفعال أخرى بشكل مستقل حتى أثناء التحكم فيه مباشرة بواسطة روان، فقد جعله ذلك أداة قوية جدًا للمعركة.
لم يُخيّب استنساخ المحارب الهائج آمال روان، فبكل ضربة من نصله، كان يشق طريقه عبر جحافل من جنود العناصر، متفاديًا الضربات بأقل حركة، ومتحملًا الضربات الصغيرة التي لم تستطع اختراق درعه. أما في مواجهة تلك الهجمات واسعة النطاق، فكان يتراجع تدريجيًا باستخدام اندفاعة وينتقل آنيًا حولها.
دمج روان كل ما تعلمه، كل المعارك التي خاضها، كل التقنيات التي شهدها، ومع ذلك كان يخسر. أي حركة كان يقوم بها كانت تدرس وتصد بلمح البصر، حرّك إيروهيم الجيش بأكمله كوحدة واحدة، والشيء الوحيد الذي أبقى روان في القتال هو قوة مستنسخه.
بدت تقنيات المحارب الهائج الخاصة بروان وكأنها لعب اطفال امام قوة إيروهيم، وسرعان ما بدأت الجروك في التراكم على استنساخه، الذي كان ينزف ضبابًا أحمر.
سخر وجه إيروهيم الأنثوي ولأول مرة تحدث، “كان يجب عليك قبول الصفقة، وقبول رحمتنا، والآن ستواجه غضب السامي الحقيقي!”
اخترقت ضربة غير متوقعة صدر الإستنساخ، فزعزعت زخمه. ثم وجهت ضربة أخرى نحو رأسه، فصدها، لكن الضربة قطعت طرفه. كان يتجدد ببطء، لكن ليس بالسرعة التي كان روان يتمنى، لأن ضربات جنود إيروهيم كانت لها نفس خصائص التدمير التي تُدمر جسده الرئيسي.
بالعودة إلى جسد روان الرئيسي، الذي أصبح الآن بحجم تفاحة، إذ كان يتوهج باللون الأبيض الساخن بينما كان يتقلص ببطء نحو النسيان.
لم يكن بإمكانه أن يسمح بذلك، لأن نيران الدمار هذه ستُخرب فضائه العقلي، وكان لدى روان حدسٌ بأنه إن حدث ذلك، فسيُدمر قصره الجليدي، وأي بعثٍ آخر سيُخضعه لنفس اللهب. ومهما تكررت عودته من الموت، ستبقى النيران في فضائه العقلي وتقتله باستمرار حتى ينفد عمره.
أدرك روان أنه يواجه خطر الموت الحقيقي مرة أخرى. هذه المرة سيكون الموت حتمي، فقدرات السامي قادرة على مواجهة قدراته.
أصبح عقل روان باردًا.
كان لنسخته عيناه، عينان كعيني الثعابين، بنظرة باردة جدًا، جعلت كل شيء ضدها يبدوا كان بلا معنى. الأثير المتدفق عبر روان قادر على تجميد الأرواح، بالإضافة إلى ذلك، مع فقدان روح روان الجليدية النارية، مما أدى إلى فقدانه للبصر المكاني، جُرِّد تعاطفه وخوفه تدريجيًا حتى تحول إلى قوة طبيعية خالصة.
حتى وهو على حافة الموت، لم يكن يهاب شيئًا. تقلص جسده إلى حجم حبة سمسم، ومع ذلك كانت أفعاله متأنية، إذ راوغ المستنسخ وقاتل جيش المخلوقات الذي هاجمه، لكنه سرعان ما حوصر، إذ لم يكن معدل قتله مساويًا لعدد الجنود العنصريين الذين كانوا ينشئون.
“بغض النظر عن مدى تميزك أو قوتك، في النهاية، أنت لست سوى بشري، تعهد بخدمتي، وأخضع جوهرك لسيطرتي، أو مت.”
كان روان يكره صوت إيروهيم حقًا، لكنه ترك ذلك يتلاشى من وعيه، واحتضن البرودة في الداخل، وقام بمزامنة كل وعيه بما في ذلك الوعي الذي يمنع ألمه من التدمير بواسطة النيران المدمرة.
تنفس …
زفير…
“لكنني لن أقبل بأي حال من الأحوال. لقد وعدتُ بأن أحتفظ ببذرة، مهما ذبحتُ، ومهما وقع بين يدي عدد من الكواكب، سأحافظ عليها دائمًا، وبهذه الطريقة سأبقيها تحت حمايتي إلى الأبد.”
وصلت كلمات سوريال إليه للمرة الأخيرة بينما كان يطير فوق الموكب، سمح النوراني لنفسه أن يُرى من قبل البشر تحته، ونشر أجنحته من اللهب؛ غطى نوره الموكب بأكمله، “المنشئ، أنا أحمي البذرة”.
“حسنًا.” هدر روان، لقد تعلم درسه مرتين، وكانت إحداهما كثيرة جدًا… لن يأخذ أحد ما كان له.
بعيدًا عن أي عوامل تشتيت أخرى، بذل روان قصارى جهده.
داخل قصره الجليدي أصبح لديه الآن ثلاثة بلورات روح مكتملة وبدون تردد سحق واحدة منها، وسحب عشرة عيون من عرشه وغرس في عشرة نورانيي تشار عيونًا، أجنحتهم المشتعلة أضاءت بلورات الجليد في القصر مما جعلها تتألق بشدة لدرجة أنها أضاءت زاوية من فضائه العقلي.
لم يكن بينهم رئيس نورانيين، إذ لم يكن لدى روان رئيس نورانيين أو أعلى من ذلك في مجموع نورانيي تشار البالغ عددهم 11458 نورانيا. لم تكن هذه مشكلة، ليس بعد، ففي مستويات قوته الحالية، لم يكن هناك فرق يُذكر بين النورانيين الذين استدعاهم، فقط عندما بدأ بدمج النورانيين، سيظهر الفرق الحقيقي، حيث سيبقى أولئك الذين لا يتمتعون بإمكانات أعلى كنورانيين إلى الأبد.
في لحظة ولادتهم عرفوا المهمة التي أعطاها لهم، فانحنوا أمام عرشه وخرجوا لحماية جسده.
كان لدى جميع النورانيين قوى مختلفة، لكن القوة المركزية الجوهرية لكل منهم كانت الحركة النارية- القدرة على التحكم في النيران.
ربما لن يكون نوراني واحد قادرًا على محاربة هذه النيران، لكن عشرة نورانيين يستطيعون ذلك، إلى جانب أنه يحتاج إليهم فقط لصد النيران لفترة قصيرة جدًا.
ظهر النورانيون العشرة بكل مجدهم، واخترق نورهم النيران التي تغطي جسده الذي أصبح الآن بحجم حبة رمل واحدة، وكواحد فتحوا أجنحة من النيران وحموه من الدمار الذي اجتاحه، ودفعوه بعيدًا عنه.
في ثلاث ثوانٍ، انتصرت قدرته التجديدية على النيران المدمرة التي كانت تأكله، لأنها لم تعد تحتوي على المزيد من الوقود.
في ست ثوان، أصبح كاملا مرة أخرى، وانفتحت عيناه الذهبيتان المتجعدتان على مصراعيهما.
الترجمة : [كوكبة الموقر الأمير المجنون ]
——
الكاتب قدر يسوي توازن جيد جداً بين جعل روان شخصية هكرية مع ذلك جعله يواجه صعوبات في رحلته وفي عدة الكثير من الخصوم الي يمديهم يواجهوا قدراته وحتى يقتلوه بشكل نهائي.