السجل البدائي - الفصل 267

الفصل 267 : “القوة الحقيقية لإيروهيم”

تم قمع صراعات روح إيروهيم بلا رحمة، بل وساعدت حتى في هضم الروح، ومع صوت طقطقة مدوية انقسمت الروح تقريبًا إلى نصفين قبل أن تتجمد مرة أخرى.

كانت هذه هي الجهة الوحيدة التي كان روان يتمتع فيها بالتفوق في المعركة الجارية، أما في كل جهة أخرى فقد كان في موقف دفاعي وبدأ يخسر.

في جميع أنحاء ساحة المعركة، كانت الجهة الأكثر كارثية في جسده الرئيسي، بدأ عملاق اللهب فوقه الذي تم إنشاؤه من خلال جمع النيران في القارة الرابعة المخفية بأكملها، في الانكماش حتى أصبح يشبه رأسًا معلقًا لرجل كان يصدر عواءً طويلاً مثل ذئب عملاق، وبدأ في النزول بينما كان لا يزال يتقلص مما جعل الملامح أكثر تحديدًا إذ لاحظ روان أن وجه الرجل لم يكن معروفًا له، لكنه يحمل تشابهًا طفيفًا مع إيروهيم.

بالكاد كان لدى روان الوقت الكافي لطي نفسه على شكل كرة بينما كان يحمي نفسه بأكبر قدر ممكن من الأثير كان قادرًا على إدارته، كما كان يصنع العشرات من الدروع بالتحريك الذهني، وأخيرًا، أحرق حيويته عندما أطلق الثوران بنسبة عشرين بالمائة قبل أن يصرخ الرأس المشتعل الآن بحجم المنزل بلغة غريبة فهمها روان قبل أن يرمى إلى بعيدا.

ما قاله الرأس كان “ضعف منتصف الليل. سقوط نحو الفجر”.

لم يستطع روان أن يجد معنى لتلك الكلمات ولم يكن لديه الوقت للتفكير فيها لفترة طويلة قبل أن تجعله القوة الارتجاجية من الانفجار يتأوه، مما دفعه بعيدًا عن بوابة المملكة السامية حيث وصل إلى الأرض بعيدًا في الأسفل.

كانت الأرض ناعمة للغاية بحيث لا تخفف من تأثير هذا الانفجار، ودمر جسد روان الأرض لمئات الأميال، وكانت القوة شديدة لدرجة أنها حطمت كل شيء داخل جسده، ومثل المغناطيس تبعه الانفجار، ولم تتأثر أي منطقة أخرى من حوله، كان الأمر كما لو أن كل ذرة من القوة كانت موجهة نحو جسده بإرادة ما.

لقد ضاعف هذا التأثير من آثار الانفجار عليه، لأنه ركز كل القوة التي كان من الممكن أن تبدد إلى المناطق المحيطة ووجهها إلى جسد روان وحتى مع مناعته العالية للقوة البدنية فقد تم تدميره.

صنف روان هذه الضربة بأنها الأقوى التي تلقاها في حياته، لكنه كان محظوظًا أيضًا لأن كل تلك القوة كانت مركزة عليه؛ وإلا فإنها كانت ستطرد الحسد بعيدًا عن بوابة المملكة السامية.

أصبح النبض الذي يجتاح مملكة إيروهيم السامية أقوى الآن، وقد أدى إلى تحويل ثعابين أوروبوروس إلى غبار.

وما تلا ذلك كان وميضًا ساطعًا من الضوء كان مثل أشعة الليزر التي اخترقت جسده وبخرت دمه الحبيبي، ومثل الانفجار السابق لم يتسرب من خلال جسده إلى الأرض، بدلاً من ذلك دار حوله وفي فترة قصيرة من الثانية، اخترق جسده ملايين المرات!

على الرغم من أن روان توقع ذلك، إلا أنه صرخ من الألم، وكان صوته عالياً لدرجة أن الموجة الصوتية دارت حول الكوكب وهربت إلى الفضاء، لكن هذا الهجوم الفريد لم ينتهِ حيث نزلت عليه أخيرًا النيران البيضاء الساخنة التي تشبه البلازما، مما جلب الموت!

في تناسخ روان القصير في هذه الحياة، تحمل أضرارًا كافية يمكن أن تقتل ألف رجل، ألف مرة، ومع غرابة سلالة أوروبوروس التي أعادته إلى الحياة من الموت، فقد مات مرات عديدة، آخرها قبل ساعة قصيرة.

مرة أخرى، كان على وشك الموت. مهما اشتدت حرارة النيران، كان واثقًا من قدرة جسده على تحملها، لكن لهيب هذا السامي كان مختلفًا. إذا كان إيروهيم يستخدم العناصر وحدها للهجوم سابقًا، فهو الآن يُقويها ويُدخل مفهومًا جديدًا إلى النيران، وهو مفهوم فهمه روان بأنه الدمار!

كانت ثورانه موجهة نحو دستوره، مما عزز بنيته الجسدية ودفاعه وعامل التجديد إلى درجة لا يمكن تصورها، يمكنه أن يقول بجرأة أن حالته الآن يمكن أن تصمد أمام جميع ضربات دوريان دون أن ارتجف، لكن النيران التي غمرته أحرقت ذرات جسده حتى أصبحت غير موجودة وكل جزء من لحمه المتجدد كان ملطخًا بقوة تبدو وكأنها تفسده، مما أوقف تجديده وبخر كل خصلة من الأنسجة المتجددة.

تشكلت النيران التي تشبه السائل على شكل كرة فوق روان وبالإضافة إلى الحرارة، أضافت أيضًا ضغطًا حيث ضغطت نفسها ببطء.

كان الألم في تلك اللحظة كليًا، وصرخ روان مرة أخرى، قبل أن يدفع بصمت ذلك الإحساس بالألم إلى أحد أجزاء وعيه ويعزله بعيدًا عنه، حتى يتمكن من التفكير.

لأن الألم الذي نتج عن تمزيق جسده إلى العدم كان لا يوصف، ولن يتمكن من العمل إذا لم يتم إغلاقه.

تنهد روان داخليًا بارتياح، “يبدو أنني دائمًا على الجانب المتلقي للتضحية … إذا لم أكن بحاجة إلى التحكم في الواقع بكلمتي أخنوخ، فإن الحصانة الكاملة ضد الهجمات العنصرية ستكون خياري الأول!”

كانت هذه هي القوة الحقيقية للسامي، والتي كانت كافية لقتل حتى المهيمنين من الدائرة الثالثة، وعلى الرغم من أن إيروهيم قد تعرض للتعذيب لآلاف السنين ولم يتبق له سوى أجزاء صغيرة من قواه، فإن القليل الذي كان لديه القدرة على الوصول إليه كان كافياً لإذلال أي كائن دون مرتبة السمو.

كان يتمنى قتل روان، وبدا له في تلك اللحظة أنه ينجح. مع ذلك، أجّل تجديد روان العملية لفترة، وعملت قدرته على التحريك الذهني جاهدةً لتكوين دروع متعددة ذابت في جزء من الثانية، لكن بالنسبة له، كان لكل جزء أهميته، إذ تقلص جسد روان الآن إلى حجم بطيخة.

لم تكن نسخته أفضل حالاً، فمن عيون السامي المتجمدة والمشتعلة، بدأ جنود من اللهب والجليد، يحملون مختلف أنواع الأسلحة، يخرجون من محاجرهم. بعد قليل، اصطف مئات الجنود ضد نسخته المقاتلة، وفي مواجهة صامتة لم يقطعها سوى أصوات شفرات متجمدة تتكسر، وسهام متطايرة، وألسنة لهب تنطفئ، اندلعت معركة ضارية بجانب رأس إيروهيم.

الترجمة : [كوكبة الموقر الأمير المجنون]

———

يا ريت الأمير الثالث يجي ويقتل الكل ونفتك من ذا قتال الخرا.