السجل البدائي - الفصل 255

الفصل 255: التعزيزات الواردة

تنهد فالين ندمًا، لو كانوا قد علموا بقدرة الوحوش على جذب الآخرين إليها لكانت القصة مختلفة، وبالنظرة إلى الماضي، كما يقولون، كان عشرين وعشرين.

لقد اعتقدوا أن الأمر لن يكون مشكلة كبيرة، حيث ستجوب العاصفة الكبرى سطح الكوكب، ولكن مع القدرة غير المعروفة للوحش الذهبي على جمع آخرين من نوعه، فقد أدى ذلك إلى أضرار جسيمة في ممتلكاتهم حيث تم أكل عمالهم.

قرر الحكام بشكل جماعي نشر المرتزقة على الكوكب لذبح الوحوش، وقرروا في ذلك الوقت أن هذا هو الخيار الأكثر صحة، وبكل المؤشرات كان كذلك، ومع تقدم الإبادة وفقًا للخطة، وخاصة عندما قبلت قوة كبيرة مثل دوريان كورانيس المكافأة، أصبحت الإبادة سلسة، مع قيام دوريان وحده بقتل مليارات المخلوقات.

وكانت هناك حتى دعوات في بعض الأوساط لإنقاذ بعض الوحوش الذهبية كحيوانات أليفة، وأيضا لإجراء تجارب عليها لأي استخدام آخر يتجاوز أشكالها الجميلة، ولكن هذا الخط من الفكر توقف بسرعة عندما بدأت الفظائع على الكوكب حقا.

إذا كان فالين سيشير إلى التوقيت الذي بدأ فيه كل شيء، فيجب أن يكون مع هذا الاسم الملعون الذي تمت إضافته إلى لوحة نيميسيس – إيروهيم

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يستخدم فيها السكان المحليون والدجالون اسم السامي الساقط منذ زمن طويل، بل شُجِّعوا عليه للقضاء على ما تبقى من تبجيل له. وما أفضل من تشويه سمعة شيء ما والتقليل من شأنه؟

كان هذا تكتيكًا استخدمته الإمبراطورية ضد السامين الساقطة للكواكب التي غزتها، ولو استُخدم على أكمل وجه، لكان زوال السامي حتميًا. باستثناء الملك السامي والسامين السبعة، لا ينبغي لأحد أن ينظر إلى أي سَّامِيّن أخرى بحماسة وعبادة، فقد هُزموا.

كان يُنظر إلى المرتزق الذي يتبنى اسم السَّامِيّ الساقط بتسلية، وكان صعوده في لوحة نيميسيس موضوعًا للمراهنات والتكهنات التي لا نهاية لها.

هذه المرة كان الأمر مختلفًا، أيًا كان المرتزق الذي اتخذ هذا الاسم فقد كان محاطًا بضباب متزايد من عدم اليقين، لكن نتائجه لم تكن شيئًا يمكن الاستهزاء به، فقد طار عبر التصنيف بسرعة مذهلة، وكانت الاستجابة التي توقعها فالين وكل شخص آخر لمثل هذا المرتزق القوي هي الاحترام من السكان المحليين، ولكن بالتأكيد ليس الرهبة والعبادة!

عرف الحكام أن هناك شبكة اتصالات سرية بين السكان المحليين، حيث يتم تبادل الأخبار والشائعات والمعلومات حول الأحداث المختلفة في القارات، وقد وضعوا أعينهم وآذانهم في الشبكة وتجاهلوها في الغالب، وتركوها موجودة، لأنها كانت مصدرًا قيمًا للمعلومات حول تصرفات ممتلكاتهم.

لقد تم قمع العديد من التمردات بفضل آذانهم الخفية في الشبكة، وعلى الرغم من أن بعض الأعضاء غير المرغوب فيهم من عائلة بورياس استخدموا المعلومات في بعض الأحيان ضد منافسيهم من العائلة، إلا أنه كان شيئًا طبيعيًا بالنسبة لعائلة بهذا الحجم.

كانت الأخبار حول هذه المنتحل الغامض لإيروهيم والتي انتشرت داخل الشبكة مزعجة، حيث كانت الشائعة الشعبية المنتشرة هي أن الناس يعتقدون أن ساميهم هو الذي يسير على سطح العالم وأن وقت التحول العظيم كان قريبًا، عندما ينهض ويلقي نير عبوديتهم.

كيف يمكن لمثل هذا الاستنتاج أن يخرج من عقول هؤلاء القرود كان امرا حير فالين، كان يتوقع منهم أن يعبدو دوريان بدلاً من ذلك، ولكن يبدو أن العلامات التي أعطاها هذا الرجل كانت قوية للغاية.

بالطبع، كان فالين والبقية يضحكون كثيرًا بشأن هذا الأمر، فقد تم استخدام “ساميهم” كمنتج – منتج مربح للغاية، وكان شعبه هم الحصادون الذين يقومون بأكل لحم ساميهم من أجل البقاء.

كان يضحك كل يوم عندما يرى الهتافات الجماعية في الساحة، وأصبح من عادته أن يأخذ اثنتين من زوجاته إلى سطح قصره، وتحت ترانيم إيروهيم التي لا تنتهي، كان يرضي نفسه، وكان يتخيل أنهم يرددون اسمه بينما كان يدفع وركيه بعنف في أجساد النساء المتأوهات.

ومع ذلك، بدا أن صرخات الرجال المجانين أصبحت تتحقق، ففي أقل من 48 ساعة، حدثت تغييرات جذرية في جميع أنحاء الكوكب، وأصبحت أكثر حدة حتى مع ارتفاع اسم إيروهيم للسيطرة على لوحة نيميسيس.

من أين يبدأ؟ من الغيوم التي تحولت إلى اللون الأحمر بينما كان العالم يصرخ، إلى ضوء ذهبي ساطع غطى الكوكب بأكمله، إلى المعركة على القمر حيث بدا أن قوة عظمى مثل دوريان قد سقطت، من كان ليقتل قوة عظمى كهذه؟ هل كان من يسمى إيروهيم؟ لقد أصبحت هذه أزمة تتجاوز بكثير مستوى كفاءته!

والآن، بعد أن حلّ الظلام في كراكوف، أدرك أنه سيدفع ثمن عدم لفت الانتباه إلى الوضع المتفاقم بالسرعة الكافية. أرسل رسائل إلى السلف، وكانت التعزيزات في طريقها بالتأكيد للقضاء على جميع مشاكل الكوكب، وإنهاء حياته السعيدة كحاكم للقارة.

ولكن كيف كان بإمكانه أن يعرف أن مثل هذه التغييرات سوف تحدث؟

صر فالين على أسنانه. لا! سيضطر إلى اتخاذ إجراءات صارمة، حتى لو اضطر إلى ذبح ملايين من ممتلكاته، ليبدأ بتطبيق حكمه والبحث عن حلول لهذا الجنون. كان يخشى استدعاء السلف الحتمي، وقبل ذلك عليه أن يُظهر علامات على أنه سيُعيد الأمور إلى نصابها!

كان فالين يتجول في مكتبه الواسع، وكان على وشك اتخاذ قرار باستدعاء جميع المتظاهرين الرئيسيين وأتباع إيروهيم المتشددين والبدء في قطع رؤوسهم في الساحة المركزية للمدينة عندما التقط رائحة.

لقد كانت سمكيًة وبها قليل من الحديد، وكان من الواضح أنها رائحة دم.

الترجمة : [كوكبة الموقر الأمير المجنون]