السجل البدائي - الفصل 254

الفصل 254 : “الاف السنين من الخداع”

نورانيه استطاع أن يجد الحسد.

كانت مهمة سوريال للبحث عن الحسد طريقة أخرى لروان للعثور على المملكة السامية، لذلك في اللحظة التي هاجم فيها إيروهيم روان، بدأ سوريال في البحث عن الحسد باستخدام إسقاطه النجمي، وكان الأمر متروكًا لروان لإبقاء السامي يهاجمه لأطول فترة ممكنة.

لقد تم سجن إيروهيم، وكانت أساليبه في الهجوم قليلة، وبالتالي من أجل قتل شخص مثل روان فإنه يحتاج إلى مساعدة مملكته السامية، وبالتالي، عند مهاجمة روان بمجاله وجزء من روحه، فإن أبواب مملكته السامية ستكون مفتوحة على مصراعيها.

التحضير الجيد يُؤتي ثماره. كان روان محظوظًا لأنه صنع عدة خطط أمان، والآن هو داخل مملكة إيروهيم السامية.

لقد سارت الأمور كما ينبغي، هاجم إيروهيم بقوته، وتسلل روان من خلال شقوق هجومه وجاء إلى الباب الأمامي للسامي، وأحضر مواجهتهما إلى المستوى التالي.

*****

فرك فالن بورياس عينيه المتعبتين، فقد كانت أحداث الأسابيع القليلة الماضية، وخاصة الساعات القليلة الماضية، تضغط على صبره وقدرته العقلية.

كان حاكمًا لتريناد، وعلى مدى ثلاثة قرون شغل هذا المنصب، كان بمثابة حلم تحقق بالنسبة له. بعيدًا عن السياسة في مقر الإمبراطورية، كان قادرًا على تكريس وقته لدراساته وممارسة الرذائل، وقد برع في كليهما.

كان أن يصبح مهيمنا في عالم أراضي الأرواح هو ذروة إمكاناته وقد حقق ذلك، تاركًا العديد من أقرانه خلفه الذين أصبحوا الآن غبارًا، وكان لا يزال مزدهرًا، وأنجب أيضًا الآلاف من الأطفال بعد الزواج من مئات الزوجات، وحقق رذائله، وكان راضيًا بقضاء السنوات المتبقية كحاكم لهذا الكوكب مع التركيز على طرق لتمديد عمره.

لكن بدا أن حقيقة الوجود تنطبق على كل شيء، فلا نعيم أبدي ولا سعادة أبدية، فعاجلاً أم آجلاً، عندما تتدحرج نرد القدر، ستبدو كعيون الأفعى. وبسبب قرونه الثلاثة من الرخاء، أصبح الآن يعاني من ثلاثة أشهر من الويلات.

على مدار الأشهر الماضية، كانت مشاكله متواصلة ومتفاقمة. كان على وشك الترحيب بنهاية العقد وبداية العاصفة الكبرى عندما سمع خبر سقوط وحوش من السماء.

ما كان من المفترض أن يكون مجرد جهد تنظيف بسيط نسبيًا تحول إلى شيء آخر حيث كانت هذه الوحوش لديها القدرة على جمع الوحوش المرتبطة بها، على سبيل المثال، كان ذئب ذهبي واحد قادرًا على جمع جيش من مليون ذئب إلى جانبه.

كانت المفارقة في الموقف هي أن هذه الكارثة بأكملها لم تكن ممكنة إلا بسبب تصرفاته وتصرفات الحاكمين الآخرين على الكوكب.

بسبب المناخ القاسي في جاركار والذي نتج عن العاصفة الكبرى، كان من الطبيعي أن يقوم حكام القارات الثلاث باستيراد الحياة البرية إلى الكوكب من وقت لآخر، وكان يُنظر إليه على أنه نشاط ترفيهي ممتع وطريقة للحفاظ على وعي الكوكب.

بما أن صحة كوكب ما قد تعتمد على عدد الكائنات الحية التي تسكنه، فإن الوعي لم يكن ضروريًا، لكن آخر ما كان ينقص حكام جاركار هو المال.

كان يُنظر إلى جلب جحافل ضخمة من الوحوش من جميع الأنواع على أنه علامة على الثراء، وكان تعزيزًا للغطرسة أن يأخذوا أصدقائهم وشركائهم في جميع أنحاء الكوكب ويُظهروا لهم محميات الصيد الشاسعة التي يجب أن يكون من المستحيل رعايتها على الكوكب، اتبع فالين بورياس أيضًا عادات الإنفاق هذه، ولكن ليس بقدر يول بورياس حاكم كراكوف، فقد كان سيئ السمعة لاستيراد كميات كبيرة من وحوش الدائرة الثانية وإبقائها مكممة وضعيفة، وهي فكرة غبية بكل المقاييس حسب رأيي فالين، لماذا تريد جمع كمية هائلة من وحوش الدائرة الثانية وإضعافها إلى الدائرة الأولى؟ لكنه افترض أن ذلك كان بسبب حجم أجسامهم.

كانت قارة كراكوف قد أصبحت مظلمة منذ ساعات قليلة، بعد أسابيع من الاتصالات المتقطعة من القارة، وقد تسبب هذا الخبر في تحول بعض شعر فالين الأزرق الغني إلى اللون الأبيض عند الجذور.

دون علم روان، كان السبب الرئيسي وراء قدرة التنين فرايغار على الأداء المذهل هو حظه السعيد في استهلاك الكثير من وحوش الدائرة الثانية الذين تم إضعافهم إلى الدائرة الأولى، وسرعان ما تجاوز الدائرة الأولى ووصل إلى قمة الثانية أسرع بكثير مما ينبغي. استيقظ روان في اللحظة التي وصل فيها فرايغار إلى الدائرة الثالثة، وعلى الرغم من أن حدسه أبلغه بهذه الأحداث، إلا أنه لم يستطع فهم رسالته بدقة.

تنهد فالين بورياس، بالطبع عندما نزلت الوحوش الذهبية على الكوكب، لم تؤخذ على محمل الجد، ففي التاريخ الطويل لجاركار كان هناك العديد من غزوات الوحوش الغريبة من النجوم، وهذا لم يكن مختلفًا، خاصة مع العاصفة الكبرى القادمة وكان كل حاكم مشغولًا بالتأكد من وصول عماله إلى المدن المختلفة في الوقت المناسب، إلى جانب أن العاصفة الكبرى القادمة ستقضي على كل شيء حي على سطح الكوكب، وتغلف الكوكب بالجليد، ومنه سيتم استئناف الحصاد الغني للحديد الأزرق في الأشهر الستة القادمة بعد انحسار العاصفة الكبرى.

بدأت هذه العادة المتمثلة في استيراد كميات كبيرة من الحيوانات فجأة منذ اثني عشر ألف عام، وحتى الحكام الذين اتخذوا هذه العادة لم يعرفوا غرضها الحقيقي، حيث لم يكن يعلم بها إلا قلة مثل أسلاف عائلة بورياس، وقد تم الترويج لهذه الأفعال، لكن السبب الحقيقي كان أعمق من ذلك.

كان الهدف هو التضحية بجميع الوحوش على سطح الكوكب لإطعام السَّامِيّ الساقط إيروهيم. ومن المثير للاهتمام أنه في ذلك الوقت لم يكن الخيميائي الموهوب قد اكتشف الحديد الأزرق بعد، مما يدفع المرء للتساؤل عن سبب الاستمرار في إطعام إيروهيم إذا لم يكن يُستخدم لصنع مُحفِّز المعركة؟ ما الذي كان السامي بورياس يستخدم إيروهيم لتحقيقه قبل أن يبدأ ببيع دمه كسلعة؟

الترجمة : [كوكبة الموقر الأمير المجنون]

———

هممم شامم ريحة مؤامرة هنا.