السجل البدائي - الفصل 250

الفصل 250: سجن روح السامي.

مع الكلمات من السامي التي أعلنت وفاته كالمطرقة التي تضرب السندان، انهار فضائه العقلي تحت الضغط وتدفقت موجة تسونامي من اللهب والجليد إليه وبدأت في الاندفاع نحو قصر الجليد، ومع حجم فضائه العقلي لن يستغرق الأمر سوى وقت قصير للوصول إليه.

“مثير للاهتمام، ما هو هذا الهيكل الذي يكمن داخل روحك؟ أخبرني، وسأمنحك موتًا رحيمًا!”

“لقد قلت بعض مهامك” همس روان وبدأ يضحك، وبدأ الصوت يتغير إلى ضحك كامل.

كانت حقيقة أن جسد روان أصبح قادرًا على التحدث الآن مفاجئة، وتوقف السامي الذي كان يمزق جسده عبر فضائه العقلي، “ماذا تقول؟” كانت المفاجأة في نبرته واضحة.

بدأ جسد روان يتوهج بلهب ذهبي، كما بدأت الشقوق في جسده تتألق بضوء ذهبي، بدأ حجمه في الزيادة، كما بدا وكأنه يتخلص من شكله البشري خلفه، وفي غمضة عين أصبح طوله اثني عشر قدمًا، وكان حجمه لا يزال يتزايد.

مع صوت طقطقة كبير، تحركت أصابعه وشكل قبضة، تبع ذلك رفع يديه بالكامل أمامه، وصك أسنانه، وبدأ يرفع رأسه، وتحدث بهدوء كما لو كان عقله بعيدًا وكان يفكر فقط في موضوع داخل رأسه،

“منذ أن عرفتُ حقيقة الكون، لطالما راودني هذا الخوف من السامين. كيف لا؟ كانت أشدّ مواجهاتي إيلامًا بسبب السامين، وهذا ما يدفعني للهرب والقتال، وأنا متأكد من أن معظم اللوم يقع على عاتق سامي مُتدخلٍ في شؤوني. مع كل هذه المشتتات، يسهل أحيانًا نسيان أن نهاية طريقك ما هي إلا بداية طريقي. سامحني، فقد نسيتُ من أنا!”

“آخر الاشتعالات من لهب محترق. كلماتك لا تعني شيئًا!”

“على العكس، هذا يعني كل شيء”. ضحك روان، “كلماتك تُثبت جهلك بمن تحتجزه داخل نطاقك، لأنك أخبرتني أنك ستتمكن من إنجاز بعض المهام بجسدي؟ يا له من غباء…”

فجأة، بدأت حقول النار والجليد الشاسعة المحيطة بروان تهدر، وسمعتُ طقطقاتٍ عاليةً تخترقها وتنتشر. بدأ ذلك من تحت قدمي روان، إذ كان نموه المتزايد من الثوران أقل ما يحدث في جسده، وكانت قوته تتضاعف بسرعة.

“ماذا يحدث هنا؟”

“مجالك ينهار، أيها السامي الساقط. لن يتسع لجسدي طويلاً.”

“قد يكون جسدك أقوى من معظم الناس، ولكنني سأسحق روحك وستكون لي!”

تسارع الهجوم على الفضاء العقلي لروان حتى وصل إلى قصره الجليدي، وارتفع حاجز أرجواني حجبه عن الأنظار. ثم اجتاحه الهجوم وبدأ يُطبق عليه بقوة.

“أنا لا أهتم بأي من مكائدك، سأقوم ب… أين روحك؟”

لقد تحرر جسد روان الآن من أي تأثير كان يقيده حيث أصبح أقوى من أن يصمد أي حاجز تم وضعه عليه، والآن أصبح يشرق مثل الشمس، وأصبح حجمه الآن عملاقًا بارتفاع ثلاثين قدمًا.

توقف روان عن الابتسام وهمس، وحتى في خضم الهدير الشديد الذي كان يدور داخل عالم إيروهيم، كان لا يزال من الممكن سماعه، “بجسدي، كان بإمكانك تحقيق كل أحلامك وحتى ما هو أبعد من ذلك. إن افتقارك إلى البصيرة يعني أنك لم تعد جديرًا بشراكتي.”

ازدادت حدة الحريق داخل فضاء روان مع غمر طوفان اللهب والجليد قصره الجليدي. بهذا القرب من قصره الجليدي، أدرك روان أن هذا الطوفان الذي كان ينظر إليه هو روح إيروهيم، وقد ذكّره قليلاً بروحه الضائعة، لكن إيروهيم لم يكن يضاهي روحه.

كانت روحه السابقة عبارة عن اندماج حقيقي بين النار والجليد، وكلاهما عملا معًا في وئام مما خلق شيئًا فريدًا حقًا، لكن هذه الروح كانت مجرد سيل هائل من الجليد واللهب الذي لا يمكن أن يتعايش ابدا، لقد كان الأمر مثل جانبين مختلفين اندمجا بشكل تقريبي وكان بعيدًا عن أناقة روحه السابقة.

ومع ذلك، كان مشهدًا رائعًا، لكن روان أصبح يشعر بخيبة أمل متزايدة تجاه أسرار السمو التي بدأ يراها.

بدأ الحاجز الأرجواني في التشقق، وأغلق روان عينيه وبدأ هجومه المضاد.

“هل تبحث عن روحي؟ انظر!”

على الفور، أسقط حاجزه وسمح لروح إيروهيم بالإنطلاق في قصره وفعل ذلك مع زئير منتصرا، وتدفقت روحه في قصره الجليدي حيث توقفت في مفاجأة …

“ماذا…ماذا…”

يتخيل روان أن جعل سام صامتًا يتطلب جهدًا كبيرًا، لكنه يفهم هذا الشعور. كان قصر الجليد تجسيدًا لسلالته. كانت قوةً تفوق بكثير ما يمكن حتى لسامي أن يدركه، موجودةً فوق كل مفاهيم الكون المادي، وحتى في حالتها الضعيفة، كانت روح إيروهيم في رهبة قبل أن تمتلئ خوفًا.

شتت هذا الرهبة والخوف روح إيروهيم لفترة كافية لعدم رؤية الكم الهائل من الأثير الذي كان روان يُكوّنه. ربما كان حدسه السامي هو ما جعل وعيه يتجه نحو صف نورانيي تشار حيث كان كم هائل من الأثير يدور ويتراكم حول أجنحتهم، لكن انتباهه جاء متأخرًا جدًا.

طوال معاركه، لم يُطلق روان سوى جزء ضئيل من أثيره. أقصى ما استخدمه لم يتجاوز مئتي حبة أثير دفعةً واحدة، لأنه لم تكن لديه تقنيةٌ تُمكّنه من استخدام كل أثيره دفعةً واحدة.

كان إجمالي كمية حبيبات الأثير الأسود الأرجواني التي يمتلكها يعتمد على عدد نورانيي تشار ومستواه. لديه حاليًا 34,566 حبة من الأثير الأسود الأرجواني، وقد استخدمها كلها دفعة واحدة!

ارتفع الأثير الأسود الأرجواني الواسع الخاص به وتحطم في روح السامي، وجمدها في كتلة جبلية، وإستجابة لإرادته روان، غطى الحاجز الأرجواني قصره الجليدي مرة أخرى.

الترجمة : [كوكبة الموقر الأمير المجنون]

———