السجل البدائي - الفصل 246

الفصل 246 : “فجر الحرب”

بدأ أوغسطس يهز رأسه من جانب إلى آخر، “هذا مستحيل، لا توجد طريقة لسجن سامي الأرض. مينيرفا لن تسمح أبدًا بمثل هذه الإهانة لاسمها. السامين لن تسمح أبدًا بمثل هذا الفعل.”

“لكنني أستطيع، وقد فعلتُ، وكان ذلك مسموحًا به. بالطبع، كان كل هذا مخفيًا عن مينيرفا حتى التهم وحش روان السجين. الآن، إذا تجاوزت استحالة سجني لسامي أرض، فربما ستبدأ في فهم عواقب تلك الأفعال، وردود فعل سامي الأرض الجديد لعائلة مينيرفا، والذي كان قد صعد بالفعل.”

تحول وجه أوغسطس إلى اللون الأبيض عندما غمر الخوف والرعب ملامحه، “لا يمكن أن يكون هذا صحيحًا، لا توجد طريقة يمكن أن يحدث بها… ستقوم عائلة مينيرفا… سيؤدي هذا إلى حرب بين السامين أنفسهم، هذا… هذا…”

“الآن ترى الصورة كاملةً يا أوغسطس، وهذا يفتح أبوابًا جديدةً لي، ولك أيضًا. الآن حان وقت تحقيق هدفك.”

تمتم أوغسطس بصوت ضعيف لنفسه، “سنموت جميعًا”.

أجابته لاميا بضحكة مضطربة وترددت في فراغ الفضاء بينما مزقت المركبة الفضائية الوحيدة المسافة.

******

مسحت ناثيس يديها النظيفتين مجددًا بثياب بيضاء مصنوعة من حريرها، إذ كان للحرير خاصية تطهير قوية. وهي تجد نفسها تفعل ذلك أكثر مؤخرًا، وتمسح يديها كلما اقتربت من سياسات الإمبراطورية الداخلية، وبدأت تدرك حجم الفساد الحقيقي فيها.

كانت تجادل بأن مثل هذه الانحرافات موجودة في كل الكواكب الرئيسية، لكن كان هناك شيء مختلف في تريون. ربما لأنه كان معترفًا به بشكل غير رسمي كأقوى كوكب رئيسي في الكون.

من المؤكد أن مثل هذا المكان سيكون مليئًا بالأسرار المدفونة العميقة، مثل تلك التي اكتشفتها للتو لحسن الحظ.

سيحتاج فيوري، سيدها، إلى الاطلاع على هذه المعلومات الجديدة التي جمعتها عن أصل سلالة روان داخل عائلة كورانيس. لقد ألقت الضوء على أمر أعمق بكثير يحدث داخل كل عائلة رئيسية في تريون.

شيء كبير جدًا، قد يهدد أساس الإمبراطورية.

لقد ارتجفت وهي تحمل ملاحظاتها، ثم أكدت عزمها.

لأول مرة منذ فترة طويلة، بدأت ناثيس تشعر بالاشتياق إلى منزلها.

*****

راقبت دورا منزل الرجل الذي أوصلها إلى حافة الموت. وحقيقة أن مهمتها تتفق مع انتقامها جعلت قلبها النوراني ينبض رغبةً، بينما دخلت رائحة مدينة ترينادو تحت الأرض إلى أنفها. كان العالم من حولها في غاية الجمال.

كانت في مدينة الأحلام واليأس، مكان تملكه جمعية التجار وهنا يمكن شراء كل شيء وتداوله، سواء السلع أو الأرواح، وكانت تقف أمام القصر الفخم للداعمين خلف جمعية التجار، وهو قصر عائلة بورياس.

كان القصر الواسع يضم آلافًا من الحراس، وعشرات الآلاف من المرتزقة من مختلف الرتب، وكمية غير معروفة من موظفي المنزل، وأخيرًا عددًا كبيرًا من أفراد عائلة بورياس.

كان عبارة عن قلعة متنكرة في شكل قصر، ومهمة دورا كانت سرقة مفتاح النقل الآني للمدينة بأكملها، ثم المرور عبر البوابة إلى تريون، وهناك يجب أن تدمر المفتاح والبوابة، وتؤخر أو توقف إصلاح البوابة لأطول فترة ممكنة.

كان عليها أن تبقي القوة الكاملة للإمبراطورية بعيدًا عن جاركار لأطول فترة ممكنة.

لقد كانت مهمة ضخمة، يكاد يكون من المستحيل على أي شخص آخر القيام بها، لكنها كانت نورانية، ولم يكن هناك شيء مستحيلًا، فطالما يأتي الأمر من المنشئ، فإنها ستحقق المستحيل.

ورغم أنها كانت تقف أمام القصر، إلا أنها كانت غير مرئية للعينين العاديتين، لا شيء سوى ظل خافت، وانتظرت بصبر هدفًا مناسبًا، وبعد ساعة وجدته.

كانت مجموعة من الفتيات الصغيرات من عائلة بورياس تتراوح أعمارهن بين الثانية عشرة والرابعة عشرة برفقة مجموعة من الحراس خارج القصر، ومن المرجح أن يذهبن لرؤية الأسواق المختلفة المنتشرة في المدينة من خلال ملابسهن.

كن يسرن عبر المدينة مثل السامين الصغيرة وشعرهن الأزرق يرفرف في النسيم، وضحكاتهم السعيدة تتردد في الهواء، مليئة بالبراءة والحياة.

كانت هذه المدينة بالنسبة لهن وجهة سياحية، وكان كل من فيها مصدر ترفيه لهن. إذا رُبيت طوال حياتك على أن كل من ليس من ذريتك أدنى منك، فكان جنون العظمة أمرًا متوقعًا، وكان الأطفال أحيانًا وحوشًا.

سمعت دورا شائعات عن أبناء عائلة بورياس، والفظائع التي ارتكبوها في كواكب بعيدة عن تريون، وفي الساعات الثلاث التي اعتادت فيها على تعقب هؤلاء الأطفال لم تر شيئًا من ذلك، سوى المرح والضحك النظيف، حتى أنهم جمعوا بعض الأطفال المحليين معهم على الرغم من أن ذلك كان ضد رغبات الحراس الذين رافقوهم عبر المدينة.

رغم أنهم كانوا يتجولون حول الساحة المركزية للمدينة، حيث كان جنون عبادة إيروهيم يتزايد، وبدأت أصوات إعجابهم تملأ المدينة بأكملها، مع أحداث على سطح القمر تُغذي هذا الجنون. كانت هذه المدينة على شفا الفوضى.

عندما إقترب موعد العودة إلى القصر خلع أطفال بورياس اقنعتهم، كان هناك ستة أطفال من عائلة بورياس، وفي رحلتهم عبر المدينة، اصطحبوا أربعة أطفال آخرين، فتاة وثلاثة فتيان.

كانت الفتاة الأكثر تشككا، ولكن مع مرور الوقت أصبحت معجبة بالمجموعة وكان ضحكها من بين الأعلى، تظاهر الأولاد الثلاثة بأنهم فرسان نبلاء وسعوا إلى حماية الفتيات، لذلك على الرغم من أنها ربما كانت تتوقع ذلك، إلا أن دورا كانت لا تزال مندهشة قليلاً عندما طعنت إحدى فتيات عائلة بورياس رمحًا من الجليد في أحشاء الفتاة الوحيدة معهم.

لم تصرخ، لأن فجائية الهجوم وصدمتها حرمتها من صوتها، تمكنت دورا من فهم النظرة في عينيها، وفهمت أيضًا عدم التصديق على وجهها عندما بدأت فتيات عائلة بورياس بالضحك.

ما حدث بعد ذلك كان وحشيا، لم تكن الفتيات النبيلات معتادات على قوتهن لأنهن كن في الحالة الأسطورية منذ فترة قصيرة فقط، وأردن أن تستمر متعتهن، لكن انتهى بهن الأمر بقتل الأطفال بشكل أسرع مما كن يرغبن، لقد كانت رحمة صغيرة.

وقد عرضن أجزاء من الأطفال المذبوحين وكأنها أعمال فنية، وقمن بتجميد وجوههم المؤلمة في الجليد، وهتفن لإبداعاتهن.

كان الحراس ينظرون بلا مبالاة، لم يتم تشجيع هذه التصرفات التي يقوم بها الأطفال، ولكن لم يتم حظرها أيضًا، بل تم اعتبارها أيضًا بمثابة شكل من أشكال التدريب للأطفال.

كان يجب يعتادوا على قتل الأنواع الحساسة.

كان يُنظر إليها كنشاط ترفيهي، يُخفف من حساسية صراخ فريستهم، ويوحدهم أيضًا في سفك دماءهم المشترك. سمعت دورا أن عائلات أخرى لديها ألعاب أسوأ لأطفالها.

لم تكن بحاجة لمزيد من العزم لتنفيذ مهمتها، فقد منحها المنشئ حرية التصرف كما تشاء. ستستمتع دورا كثيرًا بالمزايا الإضافية في هذه المهمة.

عندما عادت الفتيات إلى قصرهن، اختبأت دورا في ظل إحداهن. لقد حصلت للتو على تذكرتها.

الترجمة : [كوكبة الموقر الأمير المجنون]