السجل البدائي - الفصل 242
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 242: قصة إيفا
نظرت إيفا إلى أسفل، وكان صوتها منخفضًا، لكنه سمع كل كلمة تنطق بها: “لم أعد كما كنت، حتى القول انه لا علاقة لي بشيء مما كنت عليه سابقًا هو تقليل من شأني، ومع ذلك ما زلت أحتفظ بذكريات قصيرة عن ذلك الوقت. أعلم أنه كان لي أب ذات يوم، وأنني خنت شخصًا عزيزًا، وبسبب تلك الخطيئة عذبت إلى الأبد. هذا كل ما أتذكره، قبل أن أقع في ظلمة لا نهاية لها، كنت سأُحبس داخل ذلك المكان، وسيُجرد كل شيء مني، وسأظل أعاني في غياهب النسيان حتى نهاية الزمان وما بعد ذلك. أعتقد أنني متُّ مرات لا تُحصى داخل الظلام. لست سوى نسخة من نسخة من نسخ أخرى لا نهاية لها، محكوم عليّ بمشاهدة كل شيء مني يتلاشى في العدم، حتى أتيتَ إليّ. أول ذكرى لي هي يدك الدافئة التي تبعدني عن الظلام أيها المنشئ. أمسكت بيدك، وأفضّل ألا أتركها، وأصبحت خدمة نورك غايتي. لن… لن أتوقف، ليس إلا بعد أن ينتهي كل شيء، للأفضل أو الأسوأ.”
كان صوت روان منخفضًا، يشبه تقريبًا صوت هسهسة الثعبان، “هل لديك أي فكرة عن من فعل ذلك بك؟”
ابتسمت له إيفا، “لا، لكنني أظن أن الظل يحاول إخباري بذلك. يجب أن يكون جزءًا مني ضاع تحت موجة الظلام اللامتناهية.”
تنهد روان، “سنجد من فعل بك هذا، وسيدفع ثمنه. أنتِ الآن واحدة معي يا إيفا، ولذا يجب أن تناديني باسمي من الآن فصاعدًا.”
“أنا لست… جديرة ايها المنشئ.”
دار روان بعينيه، كان يعلم أنه سمعها تلعنه منذ فترة، “إنه أمر إذن.”
ابتسمت إيفا، “نعم… روان.”
“دعنا نذهب، لدينا عمل للقيام به.”
*****
كان لدى روان العديد من الأسباب لرحلته إلى القمر، وأحد هذه الأسباب كان رغبته في تحديد مقدار الطاقة التي يتم إنفاقها للسفر باستخدام الإسطرلاب.
بدأ بتجربة استهلاك الطاقة باستخدام سيناريوهات مختلفة. أولاً، سافر بسرعة إلى الكوكب ثم عاد إلى القمر، وبدأ بنقل أشياء عشوائية بين المكانين، بما في ذلك الجبال والغابات والكائنات الحية.
اكتشف أنه أثناء تجاربه كان بإمكانه استخدام جوهر جسده والأثير، وكانت كمية الطاقة التي يستهلكها كل منهما مختلفة عندما كان يحرك أشياء مختلفة.
كان الأثير يستهلك أكثر عند تحريك الكائنات الحية، وأقل عند تحريك الجمادات، والعكس صحيح بالنسبة لجوهره الجسدي. كان يستهلك جوهرًا أقل عند تحريك الكائنات الحية، ومزيدًا عند تحريك الجمادات.
كانت المسافة بين الأقمار وكوكب جاركار 450,560 كيلومترًا، وقد قطع للسفر السريع لإسطرلابه تلك المسافة في لحظة استطاع روان تحديدها. إذا قدر كمية الطاقة في جسمه بـ 100,000 وحدة، فقد استهلك 700 وحدة في تحريك نفسه عبر تلك المسافة، وطاقة أقل في تحريك جبل.
بعد السفر باستخدام كل من الأثير والجوهر، قرر أنه لا يمكنه اختيار سوى واحد ولا يمكنه التبديل إلا عندما يصل إلى الوجهة وليس في منتصف الطريق، والآن كان عليه أن يحدد إلى أي مدى يمكنه الذهاب قبل نفاد طاقته، وكان لديه العديد من الأهداف أمامه، منطقيًا كان يجب أن يغادر جاركار، لكن هذا سيكون كارثيًا تجاه خططه، ما يحتاجه لبدء معركته كان هنا على هذا الكوكب، وعليه أن يعرف ما إذا كانت هناك أي طريقة لمنع وظيفة السفر السريع في أسطرلابه.
داخل قصره الجليدي، على المنصة الدائرية للأسطرلاب كان هناك تمثيل واقعي لجاركار وثلاثة أقمار، ومع كل الكواكب التي زارها كان يقوم ببناء تمثيلها داخل الأسطرلاب، وكان بمثابة خريطة سماوية للكون.
كانت خطة روان هي جمع خريطة مجرية من العهد، ولكن مع الحالة الحالية لكنز الأصل، سيستغرق الأمر أسبوعًا على الأقل قبل أن يستعيد ما يكفي منه ليصبح مفيدًا مرة أخرى.
لذا قبل ذلك، كان عليه أن يسافر عبر الفراغ بعيدًا عن الإمبراطورية من أجل العثور على ضيف قادم.
من الناحية النظرية، ليس هو، بل رسوله، هو من سينشئ نورانيا آخر لتنفيذ إرادته. كل هذه كانت سلسلة من الخطط المتقنة التي بدأ بوضعها لحظة عودته من المستقبل.
نظر روان حوله واستحضر عرشه. كان القمر لا يزال مشتعلًا، فتركه على هذا الحال. لن يستطيع اثير دوريان فعل أي شيئ له، وأخيرًا استعرض كل ما رآه في اللحظة الوجيزة التي لامس فيها حسه السماوي دماء هذا العالم.
لم يكن روان يعرف الكثير عن السامين. لكنه كان يعلم أن أساس قوتهم العظيمة مرتبط بممالكهم السامية. وحسب علمه، كانت مملكة السامي السامية مخفية في مكان غامض، ولا يمكن لأحد الوصول إليها إلا هو، وهذه الميزة مشتركة مع أراضي المهيمنين.
لذلك يمكنك أن تتخيل دهشة روان عندما اكتشف مملكة سامية داخل الكوكب.
لقد تعلم عن الطبيعة الفريدة لثعابين اوروبوروس الخاصة به باعتبارهم مسببي نهاية العالم وبذلك ادرك المؤامرة الجارية داخل الكوكب.
كان من السهل أن ننسى أن الإمبراطورية كانت في حالة حرب مع حضارتين أخرتين أقوى منها، وعلى الرغم من أن الحرب قد لا تكون مبهرة للغاية خارج تريون، إلا أن هناك العديد من التيارات الخفية التي تحدث في جميع أنحاء الكواكب داخل الإمبراطورية.
تتكون الإمبراطورية من الكثير من الكواكب، وبعد أن فاز الملك السامي في المعركة الرئيسية لتريون، لم يتوقف توسع نطاقهم أبدًا، وتفرعوا إلى كواكب أخرى حول كوكب تريون.
باعتباره كوكبا رئيسيًا، كان تريون هو النقطة المحورية للعديد من الكواكب الصغيرة التي تتجمع حوله، على نحو مماثل تقريبًا لكيفية احتفاظ الشمس بحاشية من الكواكب حول نفسها بسبب جاذبيتها الشديدة.
مع ذلك، كانت هناك معلومات مهمة تجاهلها روان في البداية. من بين جميع الكواكب الصغيرة المحيطة بتريون، لم يُغزَ جميعها. كان هناك مجموعة من الكواكب خارج سيطرة الإمبراطورية، ويمكنها أن تكون بمثابة كواكب له ليزرعها!
الترجمة : [كوكبة الموقر الأمير المجنون]