السجل البدائي - الفصل 234

الفصل 234: الأمنية الأخيرة

سمعت دورا أن حياتك ستُرى أمام عينيك في اللحظات الأخيرة من موتك، وبدا أن هذه هي الحقيقة. لكنها لم تكن مستعدة للتخلي عنها… ليس بعد. كان عنادها في التمسك بالحياة حتى في النهاية ثابتًا.

لماذا تُقاوم ما لا مفر منه؟ لم تعد تُدرك، كل ما أرادته هو الوصول إلى النور الذي تراه خارج الباب، أرادت رؤيته لآخر مرة… من بين كل الأمنيات، أليس هذا كثيرًا على العالم أن يُحققه لها؟ تمنت أن ترى النور لآخر مرة.

“يا رئيس، انظر إلى هذه الفتاة الصغيرة وهي تتلوى.”

“اصمت يا ديجوم، واحصل على الفأس، أريدها كثلاث قطع، وأفضل ألا أعود إلى هنا وأراك تمارس الجنس مع الجثة، أيها الوغد المريض.”

“ههه ههه… هيا يا رئيس، انظر إلى هذه السافلة، سيكون من العار أن يضاجع مثل هذا الجسد مرة واحدة فقط. سأفعل ذلك بسرعة يا رئيس، وهي لا تزال دافئة. يا بني، سيكون من حسن حظ الرجل أن يُضاجع سافلة كهذه مرة واحدة في حياته، يا لها من خسارة فادحة!”

عندما سمعت دورا كلام الرجلين اللذين تركهما النبيل للتخلص من جثتها، لم تُبدِ أي إشارة، بل نظرت فقط نحو الباب، بحثًا عن نور. لكنها كانت معركة خاسرة، فقد خيّم الظلام على أطراف بصرها، وانتشر البرد الناجم عن طعناتها في جميع أنحاء جسدها، وكانت تنهار… كانت تحتضر.

وبعد ذلك، جاء.

وهج ذهبي صعد، لا يهبط أبدًا كما لو أنه سيرتفع إلى الأبد، لا يتوقف، لا يلين، أبدي. أسرها، ومع أنفاسها الأخيرة القليلة، سقطت في ركوع، وارتسمت ابتسامة على شفتيها. يمكنها أن تموت الآن لأن النور قد أتى إليها. لقد تحققت أمنيتها.

ثم دخل صوتٌ خافتٌ إلى ذهنها، غريبٌ في طريقة حديثه، ولكنه مُريح. كان بلغةٍ لم تسمعها من قبل، لكنها فهمت كل كلمةٍ منها.

“نور أبي هو الأعظم في كل الوجود، أليس كذلك؟”

ابتسمت دورا، “نعم… نعم، إنه حقًا فريد من نوعه. إنه دافئ جدًا… أنا سعيدة لأنني تمكنت من رؤيته قبل أن أرحل.”

كانت عيناها تغشى من الموت، ومع ذلك رأت الشكل بأجنحة مصنوعة من لهب، ولو كانت لا تزال تملك القوة في أطرافها، لسقطت في رهبة. تحدث الشكل المجنح مرة أخرى،

“دورا، أخبريني، هل ستخديمني هذا النور إلى الأبد؟”

“هل يمكنني؟”

“نعم، يمكنك ذلك، دورا.”

“من فضلك…نعم!”

“افتحي قلوبكي لي، وأعطيني كل شيء، وسوف نصبح واحدًا!”

*****

قام ديجم ورئيسه بالأعمال القذرة النبيلة، ولأنهما رجلان خبيثان، لم يكترثا كثيرًا لتلطيخ أيديهما، وكانت الفظائع التي ارتكباها نيابةً عن سيدهما كافيةً لملء صفحات مئة كتاب. كانا كلاهما في حالة الصدع، وكان الرئيس يبلغ من العمر 173 عامًا، وكان ديجم أكبر سنًا، لكن كان من الصعب تحديد ذلك، فقد بدا كخوخة مجعدة بجلد جاف كالصحراء.

سار ديجم نحو المرأة التي توقفت عن الزحف، على الأرجح ماتت. سيظل يمارس الجنس، أعني أن الفتاة لا تزال دافئة، أليس كذلك؟

قلبها على ظهرها، وبصق على يد واحدة، وبدأ في فك حزامه باليد المبللة الآن بينما كان يمزق ملابسها باليد الأخرى، بينما كان يبتسم كأحمق، وأسنانه البنية والسوداء معروضة بكل مجدها، ثم توقف عندما لاحظ أن عينيها كانت مفتوحتين واعيتين وتحدقان فيه.

“ماذا… آآآآآه!” قاطع صراخه البائس لعنته عندما مدت المرأة يدها ولفّت خصلات شعره الكثيف، وسحبته، مزّقت فروة رأسه بالكامل، كاشفةً عن عظم الجمجمة الملطخ بالدماء تحته.

في فمه المفتوح، حشرت فروة رأسه النازفة، فاختنق. ضربة أخرى دفعت قبضتها عبر صدره وخرجت من ظهره حيث انكشف قلبه النابض، فاعتصرته ببطء حتى سحقته. التفتت إلى رئيسه، وهمست: “أنت التالي”.

كان ديجوم مهيمنا في حالة الصدع، لكن هذا لم ينقذه حيث كان عملها التالي هو الإمساك بعموده الفقري وسحبه من صدره.

بينما تراجع الزعيم مذهولاً، نهضت دورا ولوّحت بالعمود الفقري بيدها كالسوط. في حالة الصدع، كانت عظام المسيطرين كثيفة ومرنة. صدمت الأرجوحة الجمجمة التي كانت لا تزال ملتصقة بالعمود الفقري على الأرض، فحطمتها.

امتلأت جميع جروح جسدها بلهيبٍ أحرقها، تاركًا جلدًا نقيًا. انبهر الزعيم بالرؤية التي أمامه، إذ نمت من ظهرها أجنحة معدنية شبحية محفورة بالنار.

مع اندفاعة من السرعة، وصلت إلى الرئيس وأرجحت العمود الفقري نحو رقبته، وقطعت حافة العظم من خلاله، وقطعت رأسه بشكل نظيف.

ترنح الجسد للحظة كما لو كان ثملاً قبل أن يسقط على ركبتيه، بينما غمر الدم المتدفق من عنقه جسدها العاري. تنهدت دورا بلذة وهي تمرر يدها في جسدها، وكانت القوى المتدفقة في عروقها أشبه بمنشط جنسي، وانتقامها السريع لمن آذوها طوال حياتها جعلها ترتجف من اللذة، وانبعثت أنينات خافتة من شفتيها.

لقد كانت في حالة من النشوة لعدة دقائق، قبل أن يسحبها الصوت الناعم داخل عقلها بعيدًا عن متعتها، وركعت وهي تنحني تجاه منشئها على القمر، لأنها شعرت بنوره من هنا، ولم تستطع الانتظار للعودة والاستمتاع بحضوره.

التهمت النيران جسدها وخرجت نظيفة مرة أخرى، بشعر أشقر يصل إلى خصرها والذي سرعان ما تحول إلى اللون الأسود، خطت عبر الجسد وبحثت ووجدت الملابس التي سترتديها، كانت مقلتا عينيها مليئة بالنيران الذهبية قبل أن تتراجع، ومشت بعيدًا، متجهة نحو المناطق المركزية في المدينة.

الترجمة : [كوكبة الموقر الأمير المجنون]