السجل البدائي - الفصل 232

الفصل 232: بداية جديدة

عندما وصل إلى ذروة حالة الصدع، توقف عن النمو، ليس لأنه واجه أي حاجز ولكن نتيجة لحجم جسده الحالي الذي يبلغ الآن سبعة أقدام، وإذا دفع نحو التجسد، كان خائفًا من أن يتم تقليص حجمه إلى بوصة واحدة.

أدرك روان الآن أنه بدون منافع جسده المطلق، سيكون من المستحيل احتواء هذه السلالة، وسيُطرد من الكون المادي، ولم يكن حجمه هو السبب الحقيقي وراء توقف نموه. بفضل سيطرته المتزايدة على التلاعب بالطاقة، حتى لو تقلص جسده إلى بوصة واحدة، سيتمكن من تشكيل جسد طاقة لنفسه يخدع أعين معظم الناس.

ولكن الأهم من ذلك كله أنه لم يكن يستطيع أن يتحمل طرده من الكون المادي، لأنه كان من السهل في كثير من الأحيان أن ننسى أن سلالة تجسيد إيف نشأت بعيدًا عن الأكوان المعروفة، ومن النظرة القصيرة التي رآها لما يكمن خارج الواقع، كانت بيئة قاسية سيكون من الصعب عليه البقاء على قيد الحياة فيها أو حتى فهمها.

توقف صوت نمو قصره، وانكشف بكل بهائه أمام ناظريه. امتد القصر الآن على مساحة ألفي قدم، وبلغ طول الفناء أمامه حوالي عشرة آلاف قدم.

لقد تم توليد الأثير الأسود الأرجواني الآن عدة مرات أكثر، وقد أنشأ عاصفة صغيرة اجتاحت قصر الجليد.

أول ما خطر ببال روان هو إلقاء نظرة على الإسطرلاب. ما إن وصله إدراكه حتى توقف مصدومًا قبل أن يبدأ بالضحك. كان عليه أن يُعيد النظر في جميع خططه، لكن الأمر كان يستحق العناء، فقد شعر فجأة بالحرية، ومع فتح هذه الغرفة الوحيدة بفضل سلالته، لم يعد عليه قياس خطواته، والآن سيركض.

غيّر هذا كل شيء، فقد اختارت سيدة الظل ما يحتاجه حقًا في تلك اللحظة. استدعى ثعابين أوروبوروس إلى جسده واسترخى على عرشه.

كان للإسطرلاب وظيفة واحدة فقط: السفر السريع. قد يبدو بسيطًا، لكن وظيفته كانت رائعة، بل تفوقت في بعض النواحي على النقل الآني.

كان ما يحتاجه لاستخدام هذه الوظيفة سهلاً: كان يوجهها نحو أي اتجاه، ولنقل نجمًا في نهاية المجرة، فتجمع القصر بأكمله أو الهدف المقصود، وترسله في سيل من الضوء يتحرك بسرعة فائقة، يكسر كل مفاهيم السرعة، ويوصل الهدف إلى وجهته المحددة. وبالطبع، يعتمد كل هذا على كمية الطاقة التي يضعها داخل الإسطرلاب، وكمية الكائنات المنقولة.

كانت الطاقة المستخدمة للانتقال من طرف إلى آخر في الكوكب مختلفة تمامًا عما ينفقه في الانتقال من طرف إلى آخر في المجرة. كان في وضع فريد يسمح له بتقديم أقصى قدر من الطاقة المطلوبة، ولكن حتى هو نفسه كان معرضًا للنفاد.

من أين يجب أن يبدأ؟

نظر روان إلى الأقمار الثلاثة وابتسم، ثم فتح زجاجة نبيذ وشرب منها، ثم أشار إلى القمر الأوسط (الذي كان الأكبر) بالزجاجة، وقام بتنشيط الإسطرلاب.

ظهر رون دائري كبير أسفل عرشه، وأشرق بشكل رائع ومع وميض من الضوء رأى روان نفسه على القمر جالسًا على عرشه.

انفجرت زجاجة النبيذ في يده بسبب فرق الضغط الجوي، لكن روان لم يكن حتى ينظر إليها، كان عقله مشتعلًا بالفرح.

*****

كان موقع سوريال في الفضاء، حيث كلفه منشئه منذ فترة بالبحث عن سلاحه – الحسد. كان سوريال يجوب الكوكب بأكمله حتى يستعيده، ومع ترقية سلالة تجسيد إيف، بدأ شكل سوريال يتغير مع نموه، مع وجود رونيات أكثر تعقيدًا في درعه.

أحس بقصر المنشئ يتحرك في الفضاء، واستدار فرأى مشهدًا غريبًا، رجلًا يجلس على عرش من الجليد، يضحك بصمت في الفراغ.

ومع ومضة من الضوء واختفى الرجل ليظهر مرة أخرى في القمر التالي، ثم اختفى مرة أخرى.

*****

حدّق روان في الفأر الذهبي، وكان على القمر الثالث، والذي يُفترض أن يُسمى شا. كان بإمكانه رؤية سطح الكوكب بسهولة من هنا، واستخدم خاصية الاستهداف في الإسطرلاب وأحضر الوحش الذهبي إليه.

كان الوحش لا يزال تحت تأثير تعويذة سيدة الظل وكان يحدق في الفضاء بلا هدف بينما يتمتم بالهراء، وكانت كلماته في الغالب تمدح التنين فرايغار، وربما يستغرق الأمر أشهرًا قبل أن يقتله الفراغ القاسي في الفضاء.

راقب روان المخلوق لبعض الوقت، “مرحبًا إيف، هل يمكنك…” توقف روان عندما لاحظ رأس سيدة الظل يهتز من جانب إلى آخر في إشارة إلى عدم الموافقة الحازمة، لم يستغرق الأمر الكثير لفهم السبب، أنها لم تعد تريد هذا الاسم.

“أنت لا تريدين أن يتم مناداتك بهذا الاسم بعد الآن، أليس كذلك؟”

ابتسمت وهزت رأسها قائلةً: “هذا ماضيّ، وأنتَ مستقبلي. أعطني اسمًا جديدًا”. ترددت نواياها في دمه.

نظر روان بعيدًا ونظر إلى جاركار الذي كان يطفو فوقه، في حياته السابقة كان كوكبه أزرق وأبيض، وعلى الرغم من أنه لم يدخل الفضاء أبدًا، فقد رأى صورًا كافية، وبالنسبة لروان السابق، كان ذلك تمثيلًا مثاليًا للعالم.

لكن هذا كان خطأ، كان جاركار أخضر وأسود، والآن تم تلوينه باللون الأحمر، ومع ذلك كان جميلاً في حد ذاته، ساحرًا تقريبًا.

تنهد روان قائلًا: “ثقل العالم يحكم علينا بحاضرنا وماضينا. أفعالنا تُخبر العالم عن هويتنا، ولكن هل تُحدد كل ما نحن عليه؟” توقف روان قليلًا، ثم التفت لينظر إلى سيدة الظل، “لقد أصبحتِ جزءًا مني، وهذا ما يجعلكِ لي. إذا كانت رغبتكِ هي تغيير اسمكِ، فسأحترم ذلك. إذا كان اسم إيف يُمثل موتكِ، فسأُناديكِ إيفا. إنه يعني الحياة، وبدايات جديدة.”

الترجمة : [كوكبة الموقر الأمير المجنون]

———

إيف، إيفا، واو ما اضاف غير حرف واحد ويقولك إسم جديد