السجل البدائي - الفصل 224
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 224: إعادة تجميع الجبل
كان روان يراقب في ذهول بينما كان جلده يتلوى كما لو كانت ثعابين ضخمة تكافح من أجل الهروب، أعطى الإذن وانفتح جسده، وطارت الثعابين الستة من أوروبوروس، وتوسعت حتى بلغ طولها ثلاثة آلاف قدم، ثم، مع صرخة هائلة مثل المعدن الذي يتم طيه بعنف، بدأت جلودهم في التمزق.
لم يجدوا صعوبة في تمزيق جلودخم القديمة على الرغم من أن تركيبته المادية كانت أقوى من الماس، إلا أن قوتهم الجديدة كانت هائلة.
كانت ثعابين أوروبوروس الجديدة التي خرجت من جلدها أصغر حجمًا، إذ كان طولها حوالي ألفي قدم، لكنها الآن بنفس اللون – الذهبي. ظن روان أن ذلك مؤسف، فقد كانت ألوانها زاهية وجميلة من قبل، لكن لونها الجديد كان ببساطة مهيبًا، حوّلها من كائنات حية إلى قطع فنية.
تحولت العظام على العمود الفقري إلى مادة شفافة مثل الزجاج الذي يتلألأ مثل الماس الذي يكسر الألوان المختلفة لقوس قزح، امتدت العظام لتصل إلى قمة رؤوسهم مثل التاج، واندهش روان من مناظرهم، لقد تحولت ثعابينه.
سقط الجلد الذي تخلصوا منه واصطدم بالأرض محدثًا دويًا عاليًا مثل انهيار الجبل، وداروا حول بعضهم البعض قبل أن يبدئوا في النمو.
كان الأمر بطيئًا، كما لو كانوا يعتادون على أجسادهم الجديدة، لكنهم وصلوا إلى ثلاثة آلاف قدم وهو الحد الأقصى السابق لهم، واستمروا في النمو.
شق روان طريقه للخروج من حطام الجبل ولاحظ على الفور أن شيئًا مختلفًا كان، فالأحجار التي لمسها انهارت إلى غبار، وتلك التي لم تفعل ذلك، انطلقت بسرعة كبيرة حتى هبطت على بعد أميال.
لقد انكمش العالم، وأصبح الآن أصغر لأنه كان يبلغ طوله عشرين قدمًا، وكان يشبه تمثالًا، لأن جلده كان من الذهب، وكان شعره يشبه مادة الماس من ثعابين أوروبوروس، وكان يتلألأ ويشبه التاج.
واقفًا هناك أمام أنقاض هذا الجبل، كان روان في أبهى صوره، إذ أشرق كأول نجم في المساء، وكان جسده مثاليًا، حتى أصغر شبر. لو رآه بشرٌ وعاش، لعبدوه إلى الأبد، ولَتَوَرَّثَ مجده في دمائهم.
حتى ضوء السماء بدأ يخفت، وكأنه يخجل من لمسه.
رفع روان يده إلى وجهه، فلاحظ أن أصابعه تشبه الألماس، وقبضها جعل عضلات ذراعه ترتعش. ارتجف جسده بينما امتلأ بالمزيد من حبيبات الذهب. كل حبة منها كانت بقوة عُشر الدم الذي كان في جسده سابقًا.
ازداد مجال القوة المحيط بجسده كثافةً وامتدّ خارجه، فإذا كان في الحالة الأسطورية مساويًا للورق، أصبح الآن مساويًا للجلد المُقسّى. شعر بتدفق المجال الخفي حوله، يحميه من العالم، ويحفظه مقدسًا ومنيعًا.
أدرك روان أن وقت صعوده قد بدأ للتو، وأن التمييز بينه وبين كل شخص آخر قد اتخذ خطوة كبيرة إلى الأمام.
بغض النظر عن قوة جسده سابقًا، لإيذاء روان، كنت بحاجة إلى اختراق مجال قوته الذي كان مساويًا في قوته لدستوره، لكن روان لاحظ عيبًا، وهو أن مجال قوته كان أكثر عرضة للهجوم القائم على الطاقة من الهجمات الجسدية.
كان مجال قوته الحالي لا يزال يعاني من هذا الضعف، لكنه قد خُفِّف إلى حد كبير، ومع نمو مجال قوته، اختلف الأمر. أصبحت قدرته على التحريك الذهني أقوى.
كان طول ثعابينه في هذه اللحظة خمسة آلاف قدم، واستمرت في النمو، حيث كانت أجسادها تتلوى وتصدر أصواتًا معدنية عالية، وبدأ الفضاء يهتز بحركتها، وبدأ عالم جاركار الصغير يضغط من أجل احتوائها.
رفع روان جسده الذي يبلغ طوله عشرين قدمًا إلى السماء دون عناء، وصنع رداءً من أثيره الأسود، وحزامًا أرجوانيًا حول خصره، كاشفًا جزءًا من صدره. صنع حذاءً باستخدام أثيره الأسود والبنفسجي، وصنع رباط شعر لتثبيت شعره في مكانه.
طار وبقي في وسط ثعابين أوروبوروس التي كانت تطوقه بينما كانت أحجامها تتزايد، ثم مد يده اليمنى إلى الأرض،
“يعلو!”
بدأت كل القطع المكسورة من الجبل تهتز ثم تحوم في الهواء بينما جمع كل قطعة منها، حتى تلك التي كانت على بعد أميال، حتى تلك الصغيرة مثل الغبار، جمعها كلها.
لقد اجتاح إحساسه الإمبراطوري الموسع كل قطعة من الحطام، ووضع وعيه المتعدد في العمل وبدأ في إعادة تجميع الجبل.
لقد كان ذلك بمثابة شهادة على وعيه الجديد، حيث ازدادت مساحته العقلية، ومع شكله الجديد، تطور إحساسه الإمبراطوري مرة أخرى، وأصبح قادرًا على معالجة معلومات أكثر بآلاف المرات من ذي قبل.
لقد حفّز الانفجار البركاني بسهولة إلى خمسة بالمئة، فزادت كمية الطاقة المتدفقة إليه مئات المرات عما كانت عليه سابقًا، وهذه الكمية من الطاقة المُولّدة تعادل ما حفّزه سابقًا على الانفجار بنسبة خمسين بالمئة. أُعيد بناء الجبل بأكمله، كل صخرة في مكانها.
كانت سيدة الظل تحوم بالقرب منه، ويداها مطويتان أمامها، وكان رأسه تقريبًا بحجم جسدها بالكامل، وكان افتتانها واضحًا، وكان بإمكانه أن يشعر بفرحتها بنموه، وكان هذا الفرح معديًا حيث ابتسم لها روان والكلمات التي قالها دوت مثل الرعد، “لم ينته الأمر بعد، ابتعدي”.
تراجعت لعدة مئات من الأقدام، وفكرت في أفعالها ثم تراجعت لمئة أخرى.
استدعى السجل البدائي، وسرعان ما لمح عمره الحالي. واكتشف أنه لم يكن سوى جزء صغير من التقدم الهائل الذي أحرزه للتو.
لقد كان يتوقع أن يكون الجسد المطلق قويًا، ومع ذلك، فقد قلل من شأن قوته.
‘من في كل الوجود من يستطيع أن يكون مثلي؟’
الترجمة : [كوكبة الموقر الأمير المجنون]