السجل البدائي - الفصل 223

الفصل 223: فتح قاعدة الصدع – الجسد المطلق

حمل زئير ثعابين أوروبوروس نغمة من الألم حيث بدأ توهج صدورهم ينتشر حتى أصبحوا جميعًا يشبهون تماثيل ذهبية لامعة، وعندما عضوا ذيل بعضهم البعض أشرق جسدهم بضوء ساطع، ثم تجمد في حلقة يزيد طولها عن خمسة أميال.

كانت الحلقة تشبه نقوش ثعابينه، وكانت فيها ست فتحات دائرية. كان لونها ذهبيًا لامعًا، وبدت خامتها وكأنها تتدفق باستمرار كما لو كانت حية. دارت الحلقة ببطء في الهواء، ولاحظ روان أن حافتها تخترق الفضاء كسكين ساخن يخترق الزبدة.

كاد روان أن ينهار على عرشه عندما استُخدمت طاقته القصوى لإعادة خلق ثعابين أوروبوروس الستة داخل فراغات قلوبه. أدى إنشاء محرك عالم الفوضى إلى القضاء على جميع ثعابين أوروبوروس الستة لديه.

كان تنفسه صعبًا وكان عليه استخدام الثوران من أجل التركيز وتوليد الطاقة بسرعة كافية، حيث مدّ يده وبدأت الحلقة الضخمة في الانكماش ودخلت في صدره، وهبوطها يمزق الفضاء وشعر روان بالقلق قليلاً لأنه لم يكن يريد أن يفقد الحلقة داخل شق في الفضاء، على الرغم من أنه كان يعلم أن مخاوفه قد تكون سخيفة.

لقد اخترقت الحلقة صدره واستقرت في منتصف جذعه، ورأى استخدام الفتحات الموجودة فيها، حيث بدأت الفراغات الستة في قلبه بتغيير مواقعها وثبتت نفسها في الأجزاء الستة من الحلقة، وأصبح محرك الفوضى كاملاً.

في منتصف الحلقة، انبعث ضوء أبيض حليبي وبدأ يُصدر وهجًا باهتًا، ثم بدأ يدور كما لو كان يُحضّر شيئًا ما. عرف روان أنه يُحضّر بذور العالم.

بدأ جسده يشعر بالألم ويتشقق ويتفكك ببطء، لم يكن هناك طريقة تمكنه من الاحتفاظ بمثل هذه القدرة القوية باستخدام جسده الأسطوري فقط، على الرغم من أنه كان قويا مثل جسد مهيمن الدائرة الثانية، إلا أنه لم سستطع الاحتفاظ بها لفترة طويلة لأن إنشاء بذرة عالمية يعني حصاد المواد من جسده، ولم يستطع تحمل الخسارة حتى مع قواه التجديدية غير السامية.

لقد أنفق 300000 نقطة روح لإنشاء النورانيين الثلاثة، وكان لديه أكثر من كافٍ لصعوده.

ناضل روان للنهوض من عرشه، وبينما انهارت يداه إلى رماد وبدأ جسده في الانكماش، وسقط شعره، وتحولت عيناه إلى غبار، وقبل أن تنهار ركبتيه، قام بتنشيط المستوى التالي من سلالة أوروبوروس.

على عكس عندما كان يترقى إلى المستوى الأسطوري، كانت قدرات سلالة دمه قد تم ترتيبها بالفعل بالنسبة له، حيث رأى روان أن جميع القدرات التي أعطيت له تعمل على استكمال نفسها، وكان متأكدًا من أنها كانت قدرة واحدة تم تقسيمها إلى العديد من الأجزاء حتى يتمكن من احتوائها.

شعر بأن سلالته ترتجف مثل ثعابين أوروبوروس قبل أن يتحول جسده ببطء إلى معدن مثل الذهب، وبدا وكأنه يتحول إلى تمثال.

بدأ جسده عملية جديدة من الانهيار وإعادة بناء نفسه مرة أخرى، حيث تصدع التمثال وسقط إلى قطع وكُشف عن اللحم من تحته، لكن روان كان أكبر حجمًا بشكل واضح، وكان أكثر صحة من ذي قبل، كانت عيناه تتألقان بنور ذهبي، وكان طوله ثمانية أقدام، وتحول إلى تمثال ذهبي مرة أخرى، استغرق الأمر وقتًا أطول قبل أن ينفتح، وظهر أكبر، الآن أصبح طوله عشرة أقدام، تأوه وتحول إلى تمثال ذهبي مرة أخرى.

على الرغم من أن ما كان يحدث في الخارج كان دراماتيكيًا، إلا أنه داخل جسد روان بدا وكأنه مشهد من الفوضى حيث كانت هناك طاقة كافية لإضاءة جزء صغير من النظام الشمسي تتصادم وتتحد بداخله.

كان الدم داخل جسده سميكًا مثل القطران، لكن حتى ذلك الدم بدأ في الغليان حيث كان النشاط داخل جسده يولد حرارة كافية لإذابة المعدن.

دمه القطراني أصبح كثيفًا ومتجمدًا بشكل متكرر، وفي كل مرة كان يخرج من قوقعته الذهبية، أصبح أكثر سمكًا، حتى أصبح ما تبقى مثل الحبوب الذهبية.

انهارت عضلاته وعظامه إلى العدم، ومن الحبيبات الذهبية ظهر نظام هيكلي وعضلي جديد، ورغم أن العظام بدت وكأنها بشرية، إلا أنها كانت أكثر تطوراً بكثير وكانت أليافه العضلية لا تقل عن خيوط التيتانيوم.

عند صعود روان إلى حالة الصدع، بدأ جسده يتطور مع تفعيل قدرته التالية، وهي الجسد المطلق، من سلالة اوروبوروس. انبثقت شروخ كثيرة من جسده عندما اجتاحت دفقة ذهبية من القوة السماء، مزّقت الغيوم الدموية لمئات الأميال.

داس روان بقدميه وانطلق نحو السماء، حين انطلق شعاع ذهبي من نور من جسده وشقّ الغلاف الجوي وصولاً إلى فراغ الفضاء. أخطأ شعاع النور القمر واختفى في أعماق الظلام حاملاً رسالة صعود روان إلى الكون.

كان النور كنجمٍ ساطعٍ يخترق فراغ الفضاء. شقّ طريقه عبر الظلام، وبالصدفة أضاء فصائلَ معينةً مهتمةً بعالم جاركار الصغير. قبل أن يتلاشى في أعماق الفراغ حاملاً نورَ السماء الصاعدة إلى الخليقة كلها.

أطلق روان صرخته الأولى في الفراغ.

كان الضوء الصادر من جسده عند تفعيل قاعدة الصدع – الجسد المطلق ساطعًا للغاية لدرجة أنه كان الأمر كما لو أن شمسًا جديدة تشرق من الأرض، وانهار الجبل الذي كان يقف عليه إلى قطع، وسقط جسده معه، ووصل إلى الأرض بصوت عالٍ مثل نيزك تحطم عندما هبط على قدميه.

خرج هدير عالي من فمه اخترق الكون وانتشر في جميع أنحاء جاركار وأسكت الكوكب بأكمله، وحاولت ثعابين أوروبوروس الستة الهروب من جسده حيث بدأ تطورهم، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك.

الترجمة : [كوكبة الموقر الأمير المجنون]