السجل البدائي - الفصل 199

الفصل 199 : “النوراني الأول”

لذا كان السؤال الذي يحتاج روان إلى معرفته هو الحد الأقصى لكمية الحيوية التي يمكنه حرقها لكي تكون أصلًا فعالًا بالنسبة له، وما هي أفضل طريقة يمكنه من خلالها توجيه هذه القوة من خلال طرق مختلفة.

لم يتردد روان في البدء بهذه التجربة مهما كان الخطر الذي قد تشكله عليه، لأنه كان يعلم أنها إحدى قدراته الفريدة التي تميزه عن أي شخص آخر، ولذلك احرقها.

واحد في المئة…

ثلاثة في المئة…

عشرة بالمئة…

كان هذا حده الحالي. على عكس ما حدث سابقًا، عندما أحرق روان حيويته لتشغيل سلاح الحسد، كان يحرق الحيوية في ذراعيه فقط، لذا عندما أحرق عشرين بالمائة من حيويته آنذاك، كان يستخدم أقل من اثنين بالمائة مما يحرقه الآن.

لأن روان كان يحرق حيويته من جسده بالكامل!

بدأ ضوء ذهبي شبه جامد يلف ذراعه بالكامل، وبدأ روان ينمو. كان لديه حضور ذهني كافٍ ليُبقي شريط الشعر الذي أهدته إياه ديان في سواره المكاني الذي كان يطفو في الهواء بفضل قدرته على التحريك الذهني، لكن ملابسه تفتتت إلى غبار.

لقد أصبح عملاقًا، طوله اثني عشر قدمًا، وشعره الأشقر الكثيف يشبه الأسلاك الذهبية.

قام بتوجيه كل الطاقة التي كان يولدها إلى القوة في ذراعيه، وبدأت سمات قوته الإجمالية في الارتفاع مثل الصاروخ، تضاعفت، ثم تضاعفت أربع مرات، واستمرت في الزيادة.

إن الحفاظ على هذه الحالة كان يجهد جميع اعمدة الوعي من أجل الحفاظ على حيويته مشتعلة بوتيرة ثابتة لأنها أرادت أن تفلت من سيطرته وتنطلق إلى الأمام، مما أدى إلى زيادة الكميات التي كان يغذيها للنيران المتواصلة، وكان عليه أيضًا توجيه كل الطاقة التي كان يتلقاها إلى القوة.

كان الأمر أشبه بالتلاعب بسبعة سكاكين حادة، بينما تتفادى وابلًا من السهام المشتعلة، معصوب العينين!

ولكن النتائج كانت مذهلة

في البداية، سُمع صوت طقطقة عالٍ كأنه صاعقة، ثم صوت تحطم منخفض بدأ يزداد حدةً مع زيادة قوة روان. بدأ تلٌّ بعيدٌ بالميلان قبل أن يصطدم بالأرض.

بدأت الأرض تهتزّ مع اتساع الشقّ فيها. كان روان يُمزّق الأرض!

كان بإمكانه استخدام أساليب أسهل للوصول إلى ما تحت الأرض، لكن كل ما كان يفعله هو تجربة قوته، وفعله المتمثل في تمزيق الأرض بيده العارية بدا وكأنه يلبي رغبة سلالته.

وبدفع المزيد من القوة إلى ذراعيه، بدأت الأسلحة تصدر صرخة معدنية عندما تم وضعها بقوى تتجاوز سلامتها البنيوية، وبدأت في الانحناء، حتى مع دعامات التحريك الذهني التي كانت عليها.

كان روان ينقل ملايين الأطنان من الوزن، تقريبًا كما لو كان يدفع جبلًا.

عندما انفجرت الأسلحة، انفجرت كالقنبلة، وقطعت قطعة معدنية وجه روان، لكنها لم تستطع اختراق مجال القوة المحيط بجسده. لم يرمش.

أصبح الآن هناك فجوة كافية بالنسبة له ليرى آلاف الأقدام تحت الأرض، وسقط في الهاوية الهائلة التي خلقها، بينما قلل من حجمه.

عندما سقط روان، فتح يديه، وأطلق حبيبات الأثير التي خلقت الجليد الأسود خلفه، وعندما وصلت قدماه إلى الكهف، كان قد سد الهاوية التي خلقها بأميال من الجليد الأسود.

لم يكن هناك ضوء تحت الأرض، لكن في إدراكه السماوي، كان أكثر سطوعًا من ألف نجمة مشتعلة. ألوان مختلفة تنبعث من كل ركن من أركان الكهف، وتضيء المنطقة، وتمكن من رؤية مئات الكائنات البحرية داخل الماء. بلمسة من إرادته، أبعدها روان للسباحة أعمق في المياه المتصلة، ولم يتوقع أن تنجو أي كائنات بشرية من تجاربه.

لقد كان سعيدًا بكمية القوة التي يمكنه استدعاؤها أثناء حرق حيويته، والآن كل ما عليه فعله هو تحسينها إلى الحد الذي يمكنه من الاحتفاظ بها بأمان أثناء القيام بأفعال أخرى.

في فضائه العقلي، جمع ١٢٤,٧٦٥ نقطة روح و٣٠٣,٩٨٧,٧٧٦ نقطة طاقة أخرى. كانت هذه النقاط كافية لتفعيل محرك الفوضى في ثعبان آخر.

اثنان سقطا، وأربعة متبقية. كادوا ينتهون من تطهير القارة الثانية.

لقد كان لديه كل نقاط الروح التي يحتاجها لإيقاظ نورانيه الأول، واستدعى سلالة تجسيد إيف.

استعان روان بكامل قوى سلالة تجسيد إيف. تجمد الكهف بأكمله في جليد أسود، بما في ذلك الجدول الصغير، وكان الكهف بأكمله مغلقًا بالجليد الأسود.

ظهر قصره الجليدي في الواقع عندما بدا الكهف تحت الأرض وكأنه يظلم ويتوسع، وكأن روان قد تم نقله إلى فراغ الفضاء.

ظهر قصر الجليد حوله، وعرشه خلفه، ينظر إلى صفوف النورانيين المائة وواحد الراكعين، كان يقسم أن هناك جوًا من التوقع وكأنهم جميعًا يعرفون أن أحدهم سيُخرج من الظلام للخدمة.

النوراني الأول الذي سيولد.

جلس روان على عرشه، وضبط جسده العاري نفسه، حتى يشعر بالراحة، ورأى وميضًا قصيرًا بجانبه والظل الأسود قدم له عباءة من الجليد والظلام.

توقف روان وقبلها، ووضعتها على كتفيه، وميض أرجواني قصير شد رداء الظلام حول جسده، وأرجع رأسه إلى الخلف، واستراح.

كان هناك شيء مريح للغاية حول هذا العرش الذي بدا وكأنه يخفف الألم في جسده.

قبل أن يعرف ذلك، أراح روان رأسه على قبضة واحدة، ونام نومًا بلا أحلام لأول مرة منذ أشهر.

لم يكن نومًا قصيرًا، فقد استراح سبع ساعات، واستيقظ أكثر انتعاشًا مما توقع. فجأةً، قفز إدراكه إلى ما وراء قصره الجليدي، حيث بدأ عمود الوعي الثالث بالظهور.

كان لا يزال ضبابيًا، ويبدو أنه في حالة بين الواقع والخيال. داعب روان فكه، هل من رابط بين نومه وظهور عمود وعي جديد؟

اهتزّ جسد الظل، وتفعّلت معرفته بسلالته، وفهم ما حدث. خُلقت كل ركيزة من ركائز وعيه من خلال تراكم خبرته بالواقع نفسه.

لقد ساهمت أفعاله في إبقاء حواسه السماوية مفتوحة كثيرًا في بناء أعمدة وعيه، وأظهرت له الطريق إلى الأمام للكشف عن المزيد من أسرار العالم وفهمها والتي من شأنها أن تنمي قصره الجليدي، وتثريه بكل معرفة العالم المادي، وكل هذا من شأنه أن يساهم في أعمدة وعيه.

ابتسم روان، كان هذا تناغمًا مثاليًا مع خطته ليصبح مصنع كيمياء متنقلًا. سيبني عوالم، وإن لم يستطع اكتساب خبرة الواقع من هذا التمرين، فلن يستطيع أي شيء آخر ذلك.

أظهر إرادته، فانبعثت نقاط الروح من عرشه الجليدي. قمر أرجوانيّ أشرق بإمكانيات هائلة، وأدرك روان، بتجلي قصر الجليد في العالم المادي، أنه قادر على تجلي نقاط الروح في العالم المادي أيضًا.

أشار إلى القمر الأرجواني، فهبط واستقر على راحة يده، حيث بدأ باستخدام حواسه السماوية للتحقيق في بنيته ولم يحصل على شيء.

مهما كانت المادة التي تتكون منها نقاط الروح، فإنه لم يتمكن بعد من اختراق الحجاب، لكن إثارة جديدة كانت تتراكم في قلبه وهو يعلم أنه سيكشف كل أسرار الكون المجهولة في الوقت المناسب.

جلس مستقيمًا، ممسكًا القمر الأرجواني في يده اليسرى، وفتح يده اليمنى، وارتفعت عين مغلقة من عرشه واستقرت عليه.

الترجمة : [كوكبة الموقر الأمير المجنون]