السجل البدائي - الفصل 189

الفصل 189: حكايات إيروهيم (7)

كان هناك شريط أسود ملفوف حول الصورة، ففكته وأعطت الصورة لروان، “هذه سيلفيا. لا تقل أنها…”

“إنها تشبهك.” قال روان

“من فضلك، ليس أنت أيضًا، لا أرى أي تشابه بيني وبينها، لديها شعر أحمر ونمش. لا أرى ذلك عندي.”

“سيتعين عليك أن تصدقي كلامي.” ابتسم روان.

“أهدتني هذه الربطة.” توقفت قليلًا، ثم انحنت له، “,سيشرفني أن تقبل هذه الهدية مني يا سيدي.”

ركع روان واستدار، حتى تتمكن يدها من الوصول إلى شعره، وباستخدام التلاعبات الدقيقة بقدرته على التحريك الذهني، ساعدها في وضع رباط الشعر حول شعره، ولكن بما أن شعره كان كثيفًا للغاية، لم تتمكن إلا من جمع حفنة حول المنتصف وربطها.

جعلت خطواتها المتدفقة وهي تغادر روان يبتسم قليلاً، وفتح الرسالة التي أرسلتها سيرس واكتشف أن الموكب سيتوقف في الليلة التالية للاحتفال قليلاً حول النيران.

قبل الكارثة، كان هذا الأمر أمراً طبيعياً إلى حد ما، إذ لم يكن من المستحسن حشر آلاف الأشخاص في المركبات ونقلهم إلى وجهتك لمدة شهر كامل دون توقف.

لكن الآن، منحهم روان الفرصة للاسترخاء وتخفيف التوتر الذي كان يؤرقهم لفترة من الوقت، وكانت سيرسي تأمل أن يحضر.

لم يرى روان سببًا يمنعه من القيام بذلك، واستخدم قدرته على التحريك الذهني لتقسيم الرسالة إلى جزيئات غبار صغيرة، ثم وضعها في سلة المهملات.

ازدادت فائدة قدرته على التحريك الذهني مرة أخرى بانضمام سلالة أفاتار إيف. لم تزد قوتها كثيرًا، لكن قدرته على أداء أفعال أكثر تعقيدًا بها ازدادت على ما يبدو.

لم يكن ليتمكن من تقطيع هذه الورقة إلى جزيئات دقيقة من قبل. ومع ازدياد هذه القوة، خطرت في بال روان فكرة، فبدأ تجربته على الفور.

لقد كان مدركًا تمامًا للقدرات التدميرية واسعة النطاق لجسده، لكنه لم يحاول أبدًا فهمها عندما يتعلق الأمر بأداء أشياء دقيقة، وتفاعلها مع العالم على نطاق أصغر.

بقدر ما فهمه، كانت هذه القدرة الحركية عن بعد بمثابة أثر جانبي لحقل القوة الذي يتم إسقاطه حول جسده بسبب دستوره المرتفع للغاية.

كان هذا المجال القوي فريدًا بالنسبة له أيضًا، لأنه لم ير أبدًا أيًا من المهيمنين الآخرين يستخدمونه، وقد تغلغل في كل شبر من جسده، حتى شعره، الذي أصبح الآن متماسكًا بواسطة الربطة التي أعطتها له ديان.

لقد التف مجال قوته حول الشريط، وإلا فإنه كان سيتمزق إلى قطع أثناء محاولته احتواء جزء من شعره.

رفع روان يده وفوق راحة يده، دارت كرة غير مرئية من التحريك الذهني، وقام بتوسيعها حتى أصبحت بحجم البطيخ قبل أن يختصرها إلى حجم العملة المعدنية.

مع استمراره في الدوران، وضعه على إصبعه الصغير وبدأ في إنشاء المزيد من كرات التحريك الذهني ووضعها على كل إصبع من أصابعه، قبل السماح لها بالدوران حول يده مثل الكواكب في النظام الشمسي.

توقف فجأةً، وفكّر في احتمال. بدّد ما تبقى من كرات التحريك الذهني العائمة، باستثناء واحدة، وبدأ بتمديدها حتى أصبحت رقيقة كالخيط.

مع الأثير الأرجواني الأسود الحالي لديه، لم يكن بإمكانه استخدام أي من رونيات قدرته دون فهم تأثيراتها عليه أولاً، لكن هذا لم يعني أنه كان عاجزًا عن استخدام رونيات قدرته، كان بإمكانه ببساطة استخدام جوهره الجسدي لتشغيلها.

في أحد طرفي خيط التحريك الذهني، خلق كرة صغيرة من ضوء الجسد، وخلق قوة شفط من الطرف الآخر للخيط، وسحب اللهب الأحمر من خلال الخيط غير المرئي، وعندما انتهى، بدا الأمر كما لو كان يحمل خيطًا مصنوعًا من ضوء أحمر ساطع.

ابتسم روان، عندما فاجأه هذا الاختراق الجديد في ما يمكنه فعله بقدرته على التحريك الذهني، لأن هذه القدرة لها جوانب غريبة عديدة، بما في ذلك حقيقة أنها لا تحتوي على محاذاة، أي أنه لا يستطيع مزجها مع الأثير أو أي عنصر.

لم يتمكنوا من العمل كأسلحة غير مرئية بالنسبة له حيث كان أولئك الذين في حالة الصدع وما فوق قادرين على استشعار الأثير، وإذا استخدم التحريك الذهني، فيمكنهم الشعور بفراغ الأثير يقترب منهم بسبب تحريكه الذهني الذي يدفع كل شيء بعيدًا عنه.

ولكن ماذا لو كان بإمكانه إنشاء اثنين من وسادة التحريك الذهني وملء الفراغ بين الورقتين بالأثير، هل سيكون من الممكن خداع حواسهم؟

مع ذلك، كان هذا مجرد تطبيق بسيط لم يُعجب روان. لم يكن لديه نقص في الأسلحة أو الأساليب التي يُمكنه استخدامها لمهاجمة أعدائه. ما شعر أنه بحاجة إليه هو التحريك الذهني

لم ينس روان الشيء الوحيد الذي جعله يشعر بعدم الارتياح وهو افتقاره إلى الملابس المناسبة لاحتواء قوته، ولم يكن يحب ارتداء الأقمشة الضعيفة التي قد تتمزق في أي لحظة أثناء المعركة.

وبينما كان لا يزال يتذكر الطريقة التي كسا بها ذلك البشع نفسه باللهب الأحمر، شعر أنه قد اتخذ للتو الخطوة الأولى.

لقد صنع خيوطا!

كان الخط الأحمر اللامع أمامه تجسيدًا لاندماج قدرته على التحريك الذهني واللهب الأحمر، مما أثبت للتو أنه قد حل اللغز، والآن عليه ببساطة أن يتعلم كيفية نسجه بسرعة في أي مادة مناسبة من اختياره.

نظرًا لأن قدرته على التحريك الذهني كانت قريبة من جسده، فقد كان بإمكانه ببساطة سكب النيران من مسامه وإعادة تجميعها في أي ملابس من اختياره.

انقطع الخيط الذي كان يحمله فجأة، كان روان يشعر بأن النيران تأكل البطانة الرقيقة لخيوط التحريك الذهني، وعلى الرغم من أنه كان بإمكانه تجديد الخيط بسهولة، إلا أنه أراد تجربة المدة التي ستستغرقها النيران قبل أن تأكل الخيوط.

في المعركة، قد تمر عليه لحظات لا يستطيع فيها تغذية خيوط التحريك الذهني، فأراد معرفة المدة التي سيستغرقها ذلك – 48 ثانية، ليست طويلة جدًا، وليست قصيرة جدًا أيضًا. كان بإمكانه إطالة المدة بجعل الخيوط أكثر سمكًا أو تخفيف شدة النيران.

لم يفكر حتى في استخدام أي مادة أقل تطايرًا لخيوطه، فقد شعر أنه من المناسب في المرة الأولى التي يرتدي فيها ملابسه باستخدام الطاقة، أن يكون ذلك بنفس النيران التي استخدمها البغيض.

علامة على تقدمه.

أراد روان أن يبدأ في صنع ملابسه الجديدة، لكنه تراجع، لأنه كان يفضل عدم تعريض من حوله للخطر.

لإجراء المزيد من التجارب على قواه الجديدة، أخرج الخاتم المكاني الذي أعطته له سيرسي، وأبقى الخاتم يحوم أمامه باستخدام قدرته على التحريك الذهني، وبما أن بصره المكاني قد اختفى، فقد بدأ في استخدام حواسه السماوية حقًا.

كانت عيون روان وحدها متناغمة مع الطاقة، ولكن إذا اقترنت مع الحواس الأخرى من جسده، فإن العالم سينكشف له حقًا.

على عكس الإنسان الذي يعتمد على كل حواسه لإدراك إحساس مختلف، كان حاله عكس ذلك، إذ استخدم جميع حواسه لإدراك شيء واحد.

هذا ما أدى إلى ظاهرةٍ مثل قدرته على تذوق الألوان أو رؤية الأصوات. لم يسبق له أن ركّز على هذا الجانب المعقد من حواسه، لكنه أدرك غريزيًا أنه بحاجةٍ إلى فهم العالم على المستوى الجزئي لإحداث تغييراتٍ جوهريةٍ حقيقيةٍ على المستوى الكلي.

ولم يكتف بذلك، بل قدر أنه أمامه شهر قبل أن يصل إليه أعداؤه، ولذلك فإنه سينمي قواه بطرق لا يتوقعها أحد.

حيث كانوا يتوقعون وحشًا، سيصبح ساحرًا. وحيث رأوا ساحرًا، سيصبح وحشًا.

الترجمة : [كوكبة الموقر الأمير المجنون]