السجل البدائي - الفصل 312

الفصل 312: النوم [المجلد الثاني – النهاية]

كانت هناك بعض الأشياء التي لم يكن لدى روان القدرة على تغييرها… حتى الآن.

كان احدها قدرته على السفر بسرعة الضوء والتي كان يستطيع التحكم فيها. فلكي يُطلق بيانًا يُوصل رسالته، كان عليه أن يُظهر قوةً عظيمة، لا، ليس مجرد قوة… بالقوة مُتحكَّم بها.

كان جميع نورانييه يمتلكون موهبة إشعال النيران، وعلى الرغم من أن موهبة استخدام النيران قد تختلف قليلاً بينهم جميعًا، إلا أنها كانت لا تزال على مستوى يتجاوز معظم المخلوقات في الكون.

استعان روان بألسنة اللهب السامية لإيقاظهم، وبكامل اتساع مواهبهم، فأحدث عجيبة أشرقت للحظة واحدة قبل أن تبددها. انتهى من كلامه، وأغمض عينيه بتركيز قبل أن يتنفس الصعداء.

*****

نظرت إلورا والأمير الثالث نحو الظلام العميق، وفي البداية لم يكن هناك شيء ثم – وميض من الضوء.

لقد كان صغيرًا، ويبدو تافهًا تقريبًا، وبدأت ابتسامة ساخرة تنمو على شفتي الأمير الثالث، لكنه صمت عندما بدأ ذلك الضوء في النمو.

لقد رأى الجميع ضوء الشمس المشرقة وهي تغسل الظلام عند الفجر، ولكن لم يسبق لأحد أن رأى الشمس التي يمكنها أن تغسل الظلام عن مجرة!

لقد هزت ألسنة اللهب الصادرة من ميلاد النورانيين السبعين الكون بأكمله، وبدا أن ألسنة اللهب الخاصة بكل من النورانيين المستيقظين تتردد مع بعضها البعض، وتوسع الضوء حتى انتشر زوج من الأجنحة المشتعلة من الذهب لملايين لا حصر لها من الكيلومترات وكان ساطعًا لدرجة أنه دفع الظلام بعيدًا عن الكون لثانية واحدة.

كانت هناك رسالة في هذا الضوء… لقد كان تحديًا.

ثم لقد تلاشى واختفى وكأنه مجرد واجهة.

ظل الأمير الثالث صامتًا لفترة قصيرة، قبل أن ينقر بأصابعه ويبدأ جسد إلورا في التفكك والدخول إلى صدره، وحتى النهاية، ظلت عيناها مثبتتين على تلك البقعة في المسافة، حيث أشرق ضوء ابنها على كل الخليقة.

شيء لم تتمكن حتى في قمة عطائها من تحقيقه، “سأنتظر اليوم الذي تعود فيه، فاتحًا”.

صمت الأمير الثالث، ثم استدار سائرًا في الظلام، لم يكلم أحدًا، وكان صوته باردًا وهادئًا: “والآن، لا تهدأوا، حتى يشتعل غضبي عليه وأُبيده؛ سأجعل منه إرثًا لا يُضاهى في كل العصور. فلترتجف الخليقة كلها، لأنه إذا أُلغيت إرادتي، فسأمحو الكون وأُملح بقاياه”.

لم يكن معروفًا ما إذا كان التنهد الذي سمع جاء من شخص آخر، أم أنه مجرد رثاء الكون.

*****

لم يمنح روان نفسه الوقت ليشعر بما يحدث له ويمر بكل ما تعلمه في هذه اللحظات القليلة الماضية، لقد كان خارج الوقت.

أشار إلى اتجاه في الفراغ خالٍ من المجرات، لكنه يكتنفه ظلام دامس. قيل إنه من أكثر المناطق غموضًا في الكون.

من خلال أرخميدس والمعلومات التي جمعها من العهد، عرف أن هناك أسطورة تقول أن الظلام في الداخل كان طريقًا إلى كوكب به قمر أحمر.

كان هذا اكتشافًا مثيرًا للاهتمام، ومع ذلك لم يُبالِ روان بصحة ذلك، فقد كان يعلم أنه في تلك الظلمة، سيتحول إلى قطرة ماء في محيط. سينام وقواته تستعد، وعندما يستيقظ، سيشن حربًا.

تم دفع القصر نحو الظلام العميق من قبل النورانيين ثم أطفأوا ضوءهم وتبعوه.

كاد أن يسقط عندما بدأت ثعابين أوروبوروس التي تم تدميرها في القيامة داخل قلوبه، وبدأت عيناه تتجمد حيث بدأ النوم يسيطر على وعيه.

بدا أن فضائه العقلي يغرق في حالة من الصمت، إذ توقفت الطاقات الغنية المتدفقة فيه. وتجمعت عاصفة الأثير الهائجة في كومة كثيفة على أرض قصره الجليدي الشاسعة، وبدا أن صمتها يتسلل إلى الواقع.

تعثر روان وشق طريقه عبر القلعة، برفقة الثنائي البهيج فرايعار وأرخميدس، اللذين كانا الآن على دراية بنومه الوشيك.

عندما وجد القاعة المركزية التي تحتوي على عرش مهيب، قام بدفعه جانبًا، وجلس متربعًا على الأرض، لأنه منذ اللحظة التي حصل فيها على عرش الجليد، كانت أي عروش أخرى غير مريحة.

في حالة وعيه، احتاج عرشه ليساعده على قمع روح إيروهيم وهضمها. بدأت إيفا تستيقظ من نومها، وابتسم روان لشكلها الحالي الذي كان قريبًا جدًا من شكل الإنسان، وشعرها الأسود كالستارة، وبينما كانت نائمة، بدأت أزهار الشجرة الصغيرة التي تنمو عند بوابة قصره الجليدي تتساقط على شعرها.

بدأ روان في وضع التعليمات لها أثناء نومه، وكتبها بدمه الذهبي على قطعة من حراشف ثعابين أوروبوروس الخاصة به.

أصبح لديها الآن ستة وثمانون مساعدًا قويًا يمكن نشرهم في جميع أنحاء الكون بناءً على رغبتها، وكان عليها أن تعد كل الأمور اللازمة لإيقاظه.

كانت أهم مهمة أوكلها إليها هي إيجاد كواكب مناسبة لزرعها. ووفقًا لتعليمات سلالته، كان يحتاج إلى ثلاثين كوكبًا على الأقل، لكن ذلك كان ضئيلًا جدًا بالنسبة لطموح روان الذي أججته رغبته الشخصية في الانتقام.

سأل عن الحد الأقصى للمبلغ الذي يجب أن يكون قادرًا على قبوله، وتم عرض الأرقام عليه – 3000 كوكبا صغير أو 7 كواكب رئيسية.

لقد اختار 3000 كوكب سبعة كواكب رئيسية ليس لأن ذلك سيكون أسهل، بل لأنه سيعطيه المزيد من نقاط السمات بسرعة، وكانت الكواكب الرئيسية نادرة للغاية وتحتوي على العديد من المخاطر غير المعروفة.

ومع ذلك، توقف للحظة، هل يستطيع زيادة هذا العدد ليخلق تجسيدًا لا يُضاهى؟ أراه بئر المعرفة احتمالًا ضئيلًا، طموحًا للغاية، ففي النهاية، كانت المهمة التي أوكلها لهذه الغرفة خلال فترة نومه هي وضع خطة لرفع سلالته وقدراته إلى أقصى حدّ ممكن.

واصل الكتابة بدمه الذهبي. كان هناك العديد من التعليمات الأخرى التي رتبها لها لتعمل عليها أثناء نومه، وذلك حسب المدة التي سيستغرقها استيقاظه.

كان روان يتوقع شهورًا، وربما عامًا، أو ربما أكثر من النوم، وبعد أن يتم ذلك، كان سيهضم ملايين لا حصر لها من نقاط الروح.

بدأت عينا روان تغمضان ببطء، ورأسه يغوص في صدره. أحاط به نورانيوه، وأظهروا له سيوفًا من نار طعنوها في الأرض، وأمسكوا المقابض بكلتا يديهم.

تثائب فرايغار أيضًا، وشق طريقه نحو جسده ونام على الفور ملتفًا في حضن روان، ومع ذلك، كان أرخميدس يحتوي على الكثير من الطاقة، حيث بدلاً من الراحة كانت تنتقل من نوراني إلى آخر.

قبل أن ينزل روان إلى الظلام، وجد ثعبان أوروبوروس الخاص به أخيرًا الشرارة السامية لإيروهيم.

كانت على شكل ماسة، بدت وكأنها تحتوي على لهب برتقالي صغير في وسطها. قبل أن يأمر روان الثعبان بالاحتفاظ بها لاستخدامه في البحث، ابتلع الشرارة السامية.

تنهد روان وسقط أخيرًا في ظلام النوم، لكن إحساسًا بالوخز اجتاح جسده حيث كان جسده ينمو ببطء مرة أخرى.

كانت أفكاره الأخيرة، ‘همم… ما الذي تعرفه، يبدو أن معظم جوهر جسد السامي موجود داخل شرارته السامية. هل سيكون هذا الممر واسعًا بما يكفي لـ…’

ذهب روان إلى النوم ومع كل نفس يأخذه كان ينمو ببطء.

مكافأة : فن مفهوم إيفا

[ نهاية المجلد الثاني : “الظهور” ]

الترجمة : [كوكبة الموقر الأمير المجنون]

———

وهاهي ذي وبعد فترة طويلة جداً نهاية المجلد الثاني الي كان أطول من الأول واسهل في الفهم من وجهة نظري الشخصية المجلد شهد الكثير من الأحداث المختلفة والشخصيات الجديدة والقديمة واظهر مرة أخرى مدى عبقرية روان وانه مش سهل والمجلد القادم بيكون أفضل منه بكثير إن شاء الله لانه بيوسع عالم القصة ونظام القوة بشكل كبير جداً وبيكون أيضا طويل ولاكن وللأسف الجديد قررت إني راح اخذ إستراحة من الترجمة لمدة 20 يوم تقريبًا عشان من جهة اكمل أكثر في الرواية ومن جهة استريح شوية من الترجمة ولاكن لا تخافوا اعدكم بعظمة لما ارجع وايضا قررت اغير إسم المجلد من “الناشئ” إلى “الظهور” لانه مناسب أكثر والان اشوفكم بعد عشرين يوم دمتم في رعاية الله وحفظه، سلام.