السجل البدائي - الفصل 299

الفصل 299: كشف الوجه

عبس الأمير الثالث وهو يستدير ليشاهد الضوء المتراجع وهو يسحب قصر إيروهيم السامي. بالنظر إلى سرعة الإسطرلاب، كان من المذهل أنه استطاع تتبع حركته. في لحظات، لن يتمكن من متابعته، لأن سرعته وحدها كانت غريبة لدرجة أنها تجاوزت بالفعل عشرة بالمائة من مساحة الإمبراطورية.

فكر في الذهاب إلى القصر واسترجاع محتوياته، لكن جائزته الرئيسية كانت لا تزال في الأسفل، وتمتم بلعنة، معظمها كان موجهًا إلى بورياس بسبب تأخره في الوصول وإلى سلالة روان الملعونة التي تجلب له مفاجآت جديدة في كل مرة.

مع أنه اعتبر أن هذا النور لا ينبغي أن يكون قوةً وراثية، بل كنزًا عظيمًا. كان حظ هذا الصبي هائلًا، ومع ذلك كان من المزعج أن يكون في مواجهته، فقد نجا من مواقف مستحيلة عديدة، بفضل ذكائه وحظه الوفير.

وتساءل الأمير الثالث عما إذا كان تأثيره هو السبب في جلب هذا الحظ لروان، كان هذا تفكيرًا معقولًا، وسوف يفكر فيه في الوقت المناسب.

هتف وصفق عندما نهض بورياس، متمنيًا لو كان لا يزال لديه المزيد من مشروب الجحيم بينما تتحسن الأمور، وشد على أسنانه لضياع شظية إلورا عندما بدأ بورياس بإعادة تشكيل الكوكب. وكالعادة، كانوا دائمًا يخيبون أمله بطريقة استخدامهم لهذه الشظايا، وكان بورياس هو المذنب الأكبر.

كان هذا السامي فاحش الثراء، وهذا يُشير إلى شيءٍ ما صادر عن الأمير الثالث. شعر بحكةٍ في لثته عندما تخيّل أنه سيعضّ فخذي بورياس الصلبين ويأخذ قطعةً من كل تلك النعم. فكّر بغضبٍ أن جميع سامين تريون كانوا فاحشي الثراء، وكان يكره القيود التي فرضها على نفسه، فذلك هو لم يسرقهم سرًا.

لم يبدُ الزمن بهذه السرعة أو البطء قط! كم مليون سنة أخرى سينتظر قبل أن يشبع؟

كان توهج عيون الأمير الثالث أحمرًا ساطعًا، وكان من الممكن أن ترى إذا اقتربت لمراقبة عينيه أن هذا لم يكن لهبًا، بل شيئًا آخر… كانت هالة.

لقد كانت الهالة التي تكثفت إلى كمية مذهلة أصبحت مرئية بسبب شدة العاطفة التي كانت تهرب من جسده.

تلك الهالة كانت الجوع.

بعد تلك الحيرة القصيرة من القصر السامي الهارب، ركزت عيناه على روان. ما المفاجآت التي سيُظهرها له لاحقًا؟

ولكن بعد ذلك بدأ الأمير الثالث يشعر بقلق متزايد، كان هناك خطأ ما في هذه الصورة، وكان على وشك وضع إصبعه عليها، عندما استدار روان وحدق فيه مباشرة.

نظر حوله، كما لو كان يتأكد من وجود أحد بجانبه، لكن لم يكن هناك أحد آخر. كان روان ينظر إليه مباشرةً بالفعل. عبس الأمير الثالث قبل أن يُصدر صوتًا ينم عن الفهم : “آها!” أخرج صفحات ‘التفرد’ وأمسكها بين يديه. “هذه هي المُذنب!ة ظننتُ أنها قوة سلالة رائعة أخرى كنتَ على وشك أن تُريها لي.”

عندما استمع إلى كلمات روان، شتم بصوت عالٍ: “يا لك من وقح! من يُعلّمك الكلام بهذه الطريقة؟” قال الأمير الثالث. “خطة رائعة، بالمناسبة، لقد لفتت انتباهي. لكن… هاها، لا يستطيع رؤيتي أو لمسي، ماذا ستفعل بعد ذلك؟ بورياس ليس ساميا صبورًا.”

مع ذلك، نجح روان بطريقة ما، ووقع الضرر، فتوجه بورياس نحوه، لكن لم يكن بإمكانه رؤية الأمير الثالث حتى لو بذل قصارى جهده. كان بإمكانه الرهان على ذلك.

كانت هذه خدعة تعلمها منذ زمن في كوكب منسي. كان يُنقّب في حضارة باطلةً عندما عثر على سلسلة من النصوص الفريدة.

عند تفعيلهم، لم يفعلوا سوى شيء واحد. وهو إعطاء القدرة على الاختباء من أنظار السماء. كانت هذه الحضارة قديمةً جدًا، موجودةً لفترةٍ أطول بكثير من الزمن المخصص لها، وبالدليل الذي رآه، نجت حتى من زوال كونها السابق، وهو إنجازٌ مذهلٌ لحضارةٍ لم تكن تمتلك أي قوةٍ تُضاهي قوة سام.

لقد حمتهم تلك النصوص من فوضى الكون، لكنها لم تفعل شيئًا لحمايتهم من العفن الداخلي. مزّقت الحرب والمجاعة والأمراض وعوامل أخرى كثيرة الكوكب، وعندما عثر على بقايا الكوكب، كان كل شيء فيه ميتًا، حتى الهواء نفسه.

لقد تضررت النصوص، وحتى بعد كل هذا الوقت، لم يتمكن من استعادة حتى خمسة في المائة من قدراتها الأصلية، وكان يشتبه في أن ذلك كان بسبب عامل لا يستطيع التحكم فيه، لأنه ربما كانت هذه النصوص تعمل بكامل قوتها فقط من أجل سلالة الدم المفقودة المحددة، وكان من المستحيل عليه أن يصل الحد الذي يعيد فيه الزمن ويسحب مواطنًا صارخًا إليه.

مع ذلك، كانت كافية للأمير الثالث أن يحجب نفسه حتى عن أنظار السامين وأن يُنجز كل هذا الكم من أعماله، لكنه لم يتوقع أن تُخترق هذه القوة برموز التفرد. والآن، بعد أن فكر، كان من الحماقة ألا يُفكر في هذا الاحتمال.

ولكن دون علمه، فقد كشف عن نفسه لروان من خلال نبضة الطاقة السابقة التي أطلقها عندما كان يبحث عن الأرواح التي كان ينبغي تركها في جاركار.

كانت كلمات بورياس التالية حول شكوكه في أن العهد كان مسؤولاً عن كل ما حدث صحيحة وخاطئة في نفس الوقت، وقد جعلته يضحك.

“أوه، لقد كانوا هنا فعلا” أراد الأمير الثالث أن يقول، “لكن كما ترى، لقد قتلت الشيطان هنا الذي كان يتدخل في عملك.”

بالطبع، لم يقل ذلك، لقد أراد أن يرى ما سيفعله روان بعد ذلك، وأي قدرات يجب أن يكون قادرًا على استخراجها من قبعته المليئة بالحيل التي لا نهاية لها على ما يبدو.

كان عقله على وشك العودة إلى الأفكار المزعجة التي كانت لديه بشأن روان عندما بدأ رأس الشيطان تحته يتوهج.

قبل أن يتمكن من الرد، انفجر. كان الانفجار قويًا ومشرقًا لدرجة أنه أشبه بفجر الشمس.

لقد تمزق تمويهه، وانكشف جسده المدخن لبورياس، وكأن ذلك لم يكن كافيًا، فقد اكتشف نظرة شريرة خلفه، والتفت ليرى شيطانًا عظيمًا مغطى بنار الجحيم بأجنحة منتشرة على نطاق واسع.

“العهد!” صرخ بورياس.

ارتعشت عينا الأمير الثالث. لم يكن هذا ما كان من المفترض أن يحدث.

الترجمة : [كوكبة الموقر الأمير المجنون]

———

الاحداث القادمة عظمة