السجل البدائي - الفصل 294

الفصل 294: طلبات فيونا شادوسول

عند كلماته، بدت فيونا شادوسول وكأنها أصبحت نشطة وابتسمت على نطاق واسع، في انتظار أن يكمل.

كان من الصعب في بعض الأحيان دمج رؤية امرأة تبتسم هنا ومخلوق يمكنه التضحية بملايين الأرواح من أجل رهان، وكان يعلم أنه فقط بسبب الحماية التي توفرها له أنيما أوهرووكس كان قادرًا على التحدث معهم بشكل صارخ، والأرجح أنه إذا كان هنا بجسده الحقيقي فلن يكون قادرًا على الحفاظ على حياته.

تحرك روان في عرشه ليواجه فيونا مباشرةً، “سيأتيني ضيف غير مرغوب فيه قريبًا، ورغم احتمال أن أكون مخطئًا، لكن إن لم أكن كذلك، فسأكون سعيدًا بالتعامل معه. قد تضطرين إلى قتال شخص ذي قدرات أقرب إلى قدرات السامين. لقد كلفتُ كوهرون بهذا الطلب، لذا من المتوقع أن يكون هذا الطلب قليل المخاطر نسبيًا.”

“مثير للاهتمام، أخبرك شيئًا، لم أكن أتوقع شيئًا كهذا عندما استدعيتني.” قالت فيونا، “يبدو أنك بحاجة ماسة إلى حل هذه المشكلة، بما أنك تدفع مبلغًا باهظًا لحلها.”

ابتسم روان، “سامحيني، الموت جعلني… انتقاميًا، وهذه شوكة في حلقي لا أستطيع تحملها بعد الآن. باستثناء شظايا إلورا، حدد ثمنها وسأكون متأكدًا من إرضائك.”

لمعت عينا فيونا بشكل ساطع كما لو كانت في تفكير عميق، “حسنًا، كما ترى، قبل أن أتمكن من إعطائك السعر الذي أطلبه، يجب أن تعلم أنني لا أملك أي تواجد في جاركار على عكس كوهرون، لذلك سيكون من الصعب علي الوصول إلى هناك في الوقت المناسب، لأنني أفترض أنك تريد نصب فخ.”

“صعب،” قال روان، “ليس مستحيلاً. أخبريني ما الذي تحتاجينه، فيونا؟”

“إذا أصررتَ. على عكس الشياطين، نحن السحرة نُقدّر المعرفة أكثر من الموارد، خاصةً لساحرة مثلي، فبالمعرفة أستطيع خلق أي شيء أرغب به. إذا أردتَ مساعدتي، فسأطلب منك مبلغًا بسيطًا، ليس باهظًا ولا يتطلب أي جهد منك. أريدك أن تُخبرني عن عملية ولادتك الجديدة.”

حدّق روان في داخله، ما كانت تطلبه كان مستحيلاً عليه أن يمنحه إياه، فهو ليس إعادة ميلاد أمير الدمار أوهروكس، بل إمبراطوري محظوظ امتلك كنز الأصل للشيطان. وضعه كمنتقل جعله حراً من أي كارما مرتبطة بهذا الكون، وهذا ما خدع العهد بأنه روح قديمة في طريقها إلى التعافي.

لم يفكر روان حتى في محاولة الكذب عليها، لم تكن لديه الخبرة الكافية للقيام بذلك بسلاسة، “سيتعين عليك أن تسامحيني لعدم تلبية هذا الطلب، إن قيامتي هي سر أساسي بالنسبة لي لا يمكن الكشف عنه لأحد”.

تنهدت فيونا، “همم… حتى لو دفعت لك شظايا إلورا؟، يبدو أنكم أيها الشياطين تريدون هذه الأشياء دائمًا.”

هز روان رأسه، “حتى ألف شظية إلورا لن تجعلني افعل ذلك!”

عبست فيونا شادوسول، “يا للأسف، أحتاج إلى أكثر من أي سلعة مادية يمكنك إعطائي إياها الآن. ربما في أوج قوتك قد يكون لديك شيء مميز لي، لكن الآن ليس لديك أي شيء أرغب فيه تحديدًا. إرسال أنيما إلى جاركار سيكون مكلفًا، لأنه بعد لحظات قليلة، ستُدمر حتمًا على يد سامين الإمبراطورية عند اكتشاف وجودي. ولاكن لأننا من العهد، لا يمكنني أن أكون قاسية في مطالبي. كما تعلم، لديّ شيء قد أقبله. قد تكفي شظايا إلورا لتقليل خسائري.”

قال روان ببطء، “كم عدد شظايا إلورا التي تريدينها؟”

“حسنًا، لن أقبل بفوائد كثيرة مقابل أي جهد أبذله. سآخذ خمسة فقط! أتمنى أن يكون ذلك عادلًا.”

لم يكن هناك طريقة لعدم معرفتها بأن المبلغ الذي كانت تريده هو كل ما كان لدى روان، كان هذا اختبارًا آخر وكان روان على علم به، “لا تكوني متسرعة جدًا يا فيونا، لن أعطيك شظايا إلورا الخاصة بي، وإخبارك عن قيامتي ليست مشكلة، إنها مجرد مسألة وقت حتى اخبرك بها”.

بدت على وجه فيونا نظرة تأمل، وقالت: “أفهم، لكنني بحاجة ماسة لمعلومات تتعلق بالقيامة. حسنًا، أوافق، ولكن لا بد أن يكون ذلك بعد ٥٠٠ عام.”

“اجعليها ألفًا وسنكون على اتفاق.” كبح روان نفسه عن الابتسام، أراد أن يقول خمسين عامًا لأنه كان يعلم أنه سيكون قويًا بما يكفي ليكشف المزيد عن نفسه للكون حينها، لكنه لم يُقدّر مدى استخفاف هؤلاء الأقوياء بالزمن. كان لا يزال صغيرًا جدًا.

أصدرت فيونا صوتًا متذمرًا، بدا لطيفًا ومرعبًا في نفس الوقت، “أنا آسفة، لا يمكنني أن أتراجع كثيرًا عن 500 عام، هذا هو الحد الأدنى بالنسبة لي.”

تظاهر روان وكأنه يعاني من التردد قبل أن يوافق أخيرًا.

*****

على عكس النقل الآني، كان استخدام الإسطرلاب يتطلب من روان توجيهه في اتجاه معين، ولم يكن عليه تحديد هدف بالضرورة. كان بإمكانه توجيهه نحو الفراغ ليرى إلى أي مدى يمكنه الوصول قبل أن يفقد زخمه.

هذا ما كان روان ينوي فعله في اللحظة التالية، أشار بالإسطرلاب إلى المملكة السامية وبدأ في نقل البذور التي حفظها من جاركار، ووضعها في القصر السامي.

مع التهام الثعابين لتماثيل السامي، اختفى مجال الطاقة المحيط بالقصر السامي. اتخذ قراره باستخدام القصر عندما لاحظ حجمه الهائل ومتانة مواده. في البداية، كان يخطط لاستخدام مبنى آخر كوسيلة سفر، لكن قصر إيروهيم السامي هذا كان كافيًا.

بحجم القصر، لم يكن بإمكان عشرين ألف شخص ملء جناح واحد. كان طول القصر السامي ثمانية آلاف ميل، ولا يمكن إلا لسام أن يبني بناءً مستحيلاً كهذا.

الترجمة : [كوكبة الموقر الأمير المجنون]