السجل البدائي - الفصل 292

الفصل 292 : اصطياد الحوت

كان العهد هو سلاحه الأعظم في هذا الوقت، والآن هو الوقت المناسب لاستخدامه، كان متأكدًا من أن منظمة العين المكسورة سيكون لديها طرق لتقدير قوته الحالية وبغض النظر عن مقدار القوة التي يستعرضها، فسيكونون قادرين على مواجهته بشكل مريح.

كان هذا هو السبب وراء إظهار اغلب قوته في معاركه، حتى أنه قاتل دوريان على القمر، حتى يمكن أن تصل اخبار المعركة مباشرة إلى الإمبراطورية بأكملها.

لقد كان كل ذلك فخًا!

كان سيقتل أي عضو من أعضاء المنظمة الذي يأتي إليه، وكان يتوقع أي شخص آخر، ولكن عندما شعر بحركة الرون الذي مر جانبه، ابتسم تقريبًا من السعادة.

كان لدى كل شخص توقيع طاقة فريد من نوعه يشبه الهالات حول أجسادهم، وكان يعرف هذا التوقيع بطريقة يمكنك وصفها بأنها حميمة.

ألم يكن هذا هو نفس توقيع الطاقة الذي تسلل إلى جسده وسرق منه إرادته الحرة ؟، عندما كان والده يبتسم له، بينما كان يصادر جسده مثل دمية، وفقط روح روان الجليدية أنقذته.

لكن ما كان مزعجًا بشأن هذا الرون الذي شعر به هو أنه عندما مر بجانبه، شعر بأرواح لا تعد ولا تحصى داخل فضائه العقلي ترتجف.

مهما كانت الأساليب التي استخدمها غريغوري كورانيس – الأمير الثالث – فإنها قادرة على التأثير على الأرواح. كانت هذه أول مرة يصادف فيها شخصًا آخر يمتلك هذه القدرة. ربما لا يكون الأمير الثالث على دراية بذلك، لكن أعداءً كبارًا ينتظرونه خارج الكون، هذا إن نجا من روان أولًا.

لقد كان يتوقع أن تقع فريسة كبيرة في الفخ، لكنه لم يتوقع أن يصطاد حوتًا.

لقد فهم أنه في المستقبل القريب حتى قوة العهد لن تعتبر ذات قيمة بالنسبة له بعد الآن عندما يبدأ في شن الحروب خارج الكون ضد الحراس، لذلك حتى لو كان عليه التعاون معهم، يجب أن يكون ذلك بطريقة مخططة بعناية، وإلا فإن أعدائه لن يكونوا الإمبراطورية فقط ولكن السحرة والشياطين أيضًا، كومبان أسمى.

تغير كل شيء عندما اكتشف أنه بفضل أعمدة وعيه، يمكنه البقاء ما شاء داخل أنيما أمير الشياطين. هذا يعني أنه أصبح قادرًا على استكشاف جميع الخيارات المتاحة له، والاستفادة منها على أكمل وجه دون قيود الوقت.

كانت الحرب الدائرة على تريون من أشدّ الصراعات ضراوةً، ولكن من الخطأ اعتبار نطاقها برمته محصورًا على سطح تريون فقط، إذ إنها في الواقع امتدت إلى جميع أنحاء الإمبراطورية. وقد زرعت بذور مقاومة صغيرة في جميع أنحاء الإمبراطورية لإحداث الفوضى وزعزعة استقرارها من الداخل.

من إعطاء المدنيين أسلحة الدمار الشامل، أو سحرهم لاستدعائهم وامتلاكهم من قبل الشياطين، كانت هناك العديد من أساليب الخداع والحرب الخفية الجارية في جميع كواكب الإمبراطورية.

كان أحد أسباب حصول أوهروكس على كل هذه المزايا هو اعتقاد أعضاء العهد بأنه المسؤول عن كارثة الوحوش على جاركار. كانوا محقين، ولكن ليس في كيفية تحقيقه لهذا الإنجاز، الذي كان محض حظ وصدفة.

ومع ذلك، اكتشف روان أن وجوده لم يكن القوة الوحيدة للعهد على جاركار. أول دليل لديه كان مرتبطًا بالخط الزمني الذي طوى السجل البدائي؛ فقد كُشفت حقائق كثيرة في تلك الرؤية، فاستخدمها لإرشاده في طريقه منذ ذلك الحين.

لقد رأى شيطانًا ذكّره بأوهروكس على الكوكب قبل أن يلتهمه، كان شخصية وحشية ويمشي على أربع أرجل، وكان له حضور غريب وكان روان يبحث عن علامات وجوده منذ ذلك الحين.

عندما رأى روان المخلوق ذو المجسات الذي يغطي أنيما بورياس، فهم غرضه ومن هو الشخص الذي من المرجح أن يحتفظ به هناك، تمامًا كما كان يعرف أمير شياطين آخر فقط يجب أن يكون له مرؤوسه في هذا الكوكب.

كوهرون، أمير الصراع.

كان روان يحتاج إلى الوقت، وكان متأكدًا من أن المنظمة كانت على علم بهذه الحقيقة، ويجب أن يكونوا يائسين لمنعه من الحصول عليه، ولهذا كان عليه أن يلحق الضرر بالمنظمة بشكل سيئ بما يكفي حتى يتمكن من التطور في سلام لبضع سنوات.

لم يكن بوسعه أن يحرك العهد ضد إرادتهم، لكنه كان بوسعه أن يمنحهم الفوائد.

لقد وضع خططه موضع التنفيذ، حتى قبل أن تبدأ هذه المعركة.

******

[منذ بضع ساعات.]

بداخل قاعة العهد، كان روان الذي كان عقله يتحكم في أنيما أوهروكس، قد أغلق عينيه، وفجأة، انفتحت عيناه مع صوت طقطقة مسموعة.

“عراف.” هدر أمير الشياطين، “انتبه لي!”

“أعرب عن رغباتك، أمير الدمار.”

“كيف يمكنني استدعاء بقية أعضاء العهد إلى اجتماع مفاجئ؟”

تحدث صوت العراف الذي لا جنس له، “إن استدعاء كل واحد من أسمائهم هنا يجب أن يكون كافياً لاستدعائهم. هل هذا كل شيء؟”

“نعم، لقد تم طردك.”

فكر روان في خطوته التالية ومن يريده أن يقاتل من أجله، ثم اتخذ قراره، “كوهرون، أمير الصراع. أحتاج إلى حضورك.”

كان لدى روان أفكار حول كيفية استخدام العهد دون الكشف عن الكثير من أرواقه، وكان الخيار الأكثر أمانًا هو كوهرون، لأنه شارك نفس التاريخ مع أوهروكس، كانا كلاهما أمراء شيطانيين وكانا من الهاوية الكبرى، وبدا أنه مؤيده في العهد، والأهم من ذلك أنه كان لديه بالفعل مرؤوس داخل جاركار.

لم يمضِ وقت طويل حتى استيقظت أنيما كوهرون، فانفرجت أجنحة الشيطان، وأطلق أنينًا طويلًا. رمشت عيناه المتوهجتان، ونظر إلى روان قبل أن يضحك،

“أوهروكس، كنت أتساءل متى ستناديني، لقد مرت أشهر،” وضع الشيطان يديه كما لو كان يمنع روان من الكلام، “ولا تخبرني، أعلم أنه في وضعك هذا سترغب في أن تكون آمنًا وبعيدًا عن التأثير الخارجي قدر الإمكان، لكنني آمل أن تفهم أنني لا أصطاد فريسة ضعيفة، إذا كنت سأقتلك، فسيكون ذلك في أوج عطائك، وليس هذه النسخة الباهتة منك.”

الترجمة : [كوكبة الموقر الأمير المجنون]